عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 28/01/2006, 02:07 PM
amouaden1
مُشــارك
 
بعيون حاضرة غائبة .......

الحمد لله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الأرض وفي السماء , وهو السميع العليم.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد , وعلى آله وصحبه ومن والاه . أيها الاخوة في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا نرى في واقع المسلمين إلا أجسادا تتحرك . أما العقول والأبصار والقلوب فهي في سبات عميق . الأجساد تتحرك عشوائيا في غير هدي, بعيون حاضرة غائبة, لا ترى في غيبوبتها إلا أحلاما وأوهاما, وفي يقظتها إلا بطونا لم تشبع – ولن تشبع -من جوع . ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب.
طلب الدنيا لم يعم العيون ولم يصم الآذان . فإنها لا تعمى الأبصار, ولكن تعمى القلوب التي في الصدور .
. بعيون حاضرة غائبة , نرى أعداءنا خلانا وأحبابا, نستبق إلى مآدبهم . ونراهن على كسب الحظوة من أدناهم. ملكناهم الضروريات ليسوقوا إلينا المحسنات, حتى صرنا بعيونهم وقلوبهم أمة مستهلكة هي كالأنعام أو أضل .
بعيون حاضرة غائبة , رأينا ونرى , ويا لهول ما نرى .الأعداء الأحباء يذبحون أطفالنا الرضع . يقتلون شيوخنا الركع . لم يسلم منهم حرث ولا نسل ولا عرض. حتى البهائم الرتع . عيون المسلمين ناظرة , أما قلوبهم فعامية غير مستبصرة .
بعيون حاضرة غائبة رأينا هم يدنسون قرآننا , يدمرون مساجدنا , ينصرون فلذات أكبادنا . واليوم , القنابل على رؤوسنا تنفجر فلا العين الناظرة تدمع , ولا آن لهذا القلب أن يحيى فيخشع .
بعيون حاضرة غائبة نرى إرهاب الأعداء سلاما , تدخلهم الجرئ الوقح في خصوصياتنا يلقى منا قبولا واحتراما, فصرنا عند أدناهم موضع سخرية وتهكم . تطاولوا على القرآن ليا بألسنتهم وطعنا في الدين . تكالبوا على أمة الإسلام فحزبوها ومزقوها, نشروا الفواحش وأشاعوا الفتنة والطائفية . نجسوا مساجد الله وأباحوها . العيون حاضرة, تراقب في حرض مؤشر نمو الأسهم في البرصات . موديلات السيارات الجديدة لهذا الموسم أو ذاك . وتغيب القلوب وتعمى عما دون ذلك .
بعيون حاضرة غائبة لم يسلم دين ولا وطن . بيع الوطن بالاكراهات , بالضغوطات , وغيب الدين وعطلت أحكام من الشريعة تحت ذريعة التسامح وتحت مظلة الحوار بين الأديان . خدعة . أليست الحرب خدعة ؟ لو أن القلوب يقظة حذرة لما انطلت خدعاتهم علينا .
اليوم , بنفس العيون الحاضرة الغائبة , نسمع تطاولا شيطانيا خبيثا يمس أفضل الخلق في العالمين . الرحمة المهداة للناس أجمعين . المرسل إلي العالم بشيرا ونذيرا . زكاه ربنا ومدحه بقوله – وانك لعلى خلق عظيم . فداك يا رسول الله بأبي وأمي . ثعالب القوم أصبحت على مائدة الأسد اللئام مرة واحدة ؟ بئس القوم هؤلاء وبئس ما رسموا .وما قالوا وما نقموا. وويل لهم مما كتبت أيديهم , وويل لهم مما يكسبون .
اللهم إني أبرأ إليك من علم تعلمناه وعلمناه فلم ينفع . وعين نبصر بها ما يسئ من غير أن تدمع, وقلب أعمى لا يبصر و لا يخشع . عزاؤنا عدلك . وكفى نبينا تعظيما وتشريفا قولك سبحانك : إن الله وملائكته يصلون على النبئ , وأمرك المطاع للذين آمنوا : صلوا عليه وسلموا تسليما .
اللهم إني أبرأ إليك شماتة أجسادنا وذكورتنا , لم يترك لنا حول ولا قوة , الا بعض أقلام تخط سطرا مع الخوف أن يكسر , أو فلتة من لسان قد يسل أو يقطع , فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
ماذا تنتظر هذه الأمة بعد أن تجرءوا على الله ورسوله ؟ أن يربت الأعداء على أكتافنا معتذرين . سب رسول الله وسيد ابن آدم , خير البرية . أي خطيئة هذه؟ أفظع جريمة تقع في الكون . تهتز لها السموات والأرضين , فتغفر بالاعتذار . إن استغفرتم لهم لن يغفر الله لهم.
ها هم هؤلاء لا يريدون . اعتذروا لأشد الناس عداوة وشرا ونصروهم في مواطن كثيرة ولا زالوا. ألم يعتذروا وعلى رأسهم البابا لليهود عن محرقة الهلوكوست المزعومة , كم من محرقة حقيقية تعرض لها المسلمون على أيد ملوك النصارى بمباركة الكنيسة وزبانيتها الحاقدين . دماء المسلمين في كل شبر من غرناطة وجبال البشرات تسيل أودية وأنهارا . أعراض فتيات غض ونساء زهر تهتك على مرآى ومسمع من آبائهن وأبنائهن وذويهن . أموال تنهب وسواعد الشباب تستعبد , فنون من العذاب وألوان من القهر لمن أبى التنصر لم يعرف لها نظير إلا على مسرح الرومان وحفلاتهم الوحشية .
بعد الأندلس كم من محرقة في فلسطين ؟ كم من سنة اكتوى فيها شعب الأرض المباركة من نار إسرائيل الحاقدة وبمباركة الصليب ؟ ماذا يفعل بالمستضعفين في العراق اليوم ؟ وبمباركة من ؟ وفي أفغانستان من قبل وفي غير ذلك الكثير الكثير . محارق ومحارق : محرقة للأجساد , ومحرقة للقلوب . ويمكرون والله خير الماكرين .
لم يعتذروا ولن يعتذروا , الأسياد الأحرار لا يعتذرون . قل لن تعتذروا . فمن الغباء أن يتقبل منكم وان صدر . فإنها خطيئة يشيب لها الولدان.
ماذا بوسعنا أن نفعل يا أمة الإسلام ؟ ألا تنصروا نبيكم ؟ أم تقولون كما قالت اليهود لنبيهم : اذهبا فقاتلا فانا هاهنا قاعدون . أم تدعون على أعداء الله ورسوله على المنابر في خطبتي الجمعة . أم تقاطعون العدو في أي أرض وتنبذون أسواقه .
لقد قامت السعودية بسحب سفيرها فورا بعد أن شاع السوء وانتشر,وهي مبادرة وان كانت موقوتة كسليفاتها في مواقف مماثلة . إلا أنها للأسف جديرة بالاحتذاء من الدول الشقيقة.
قد تتبع هذه الخطوة اللجوء إلي مقاطعة واردات دولة الدانمرك إلي أسواقنا. إلا أن المقاطعة بالصورة الموقوتة التي نفذت في حالات سابقة , لم تكترث لها الدول المعنية بها . وقياسا على هذه فلن تكترث أي دولة أخرى لقرار المقاطعة إن حصلت.
لكنني أرى أن المقاطعة مجدية ما دمنا في وضع لا نحسد عليه . لا نملك استعدادا ولا عدة ولا قوة ولا رباط خيل . الأجساد في الأمة واهنة ضعيفة , نال منها الفقر والحرمان , رباط الخيل فيها نعمة على بعض , نقمة على آخرين . ثم إنها لا تقوى على الصمود في وجه الأعداء وهي آخر نفاياتهم إلي العالم بأجر باهظ. إذن كيف نجعل المقاطعة وهو السلاح الوحيد الذي به ننتصر لرسولنا ؟ لديننا وشريعتنا ولهويتنا؟ : ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم .
الخطوة الأولى : العمل بالمستفاد من الآية64 : قل تعالوا إلي كلمة سواء بيننا وبينكم .المخاطب بها أهل الكتاب في سورة آل عمران . وذلك في تحقيق الوحدة ونبذ كل خلاف مذهبي كان أو عرقي. أمة مسلمة ربها واحد . رسولها واحد . كتابها واحد . رسالتها واحدة . اجتماعنا على هذه الثوابت الأربعة هي أساس التغيير والتطور, بها تنتظم كل مجالات الحياة وتتيسر بعون الله . وبها تتحقق سعادة المسلم في دنياه ويطمئن إلي حسن الخاتمة .
الخطوة الثانية : نطبق المستفاد من سورة الكافرون . قل يا أيها الكافرون , لا أعبد ما تعبدون , ولا أنتم عابدون ما اعبد ....إلي آخر السورة . واني لأرى في العزلة عن الغرب سلوكا لا يخلو من حكمة . ليس في العزلة ما يحرم علينا التواصل مع من حسنت نيته تجاهنا للسلام والتعامل معه وفق الشريعة الإسلامية , وفي حدود تغليب المصالح ودرء المفاسد كلها. وفي هذا الإطار يتوجب على الأمة الإسلامية أن تغلب التعامل والتواصل مع بعضها البعض في إطار التكامل والتناصح . وكل تعامل مع الغرب بالضرورة سوف يجري معها عبر هيأة تمثيلية هي الجامعة العربية وحدها .
بوسعي أن أضفي شرحا مفصلا للخطوتين المذكورتين . سأترك الأمر لمناسبة أخرى . إني أترقب تفاعل الأتقياء مع ما خطه قلمي . آملا من الله العلي القدير أن نهتدي ويهتدى بنا . لأننا أمة رسالة مبلغين عن الله ورسوله, بعيون ناظرة إلي ربها ناظرة . وبقلوب واعية وجلة . أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها , أو آذان يسمعون بها . فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور . صدق الله العظيم وصلى الله وسلم على سيد المرسلين , سيدنا وحبيبنا وسلم تسليما كثيرا.




من مواضيعي :
الرد باقتباس