أتفق مع شبابنا أن كرة القدم رياضة من الرياضات , لكن محترفوها هم المستفيدون بحصة الأسد ماديا ومعنويا . فما الذي يجنيه المتفرج من مشاهدته لمباراة في كرة القدم بين فريق وآخر سوى شراء الهتاف والصياح لتأييد هذا على ذاك . راقبوا انفعال الشباب وهم في المقاهي متزاحمين أمام شاشة التلفاز , أوفي بيوتهم مجتمعين كأنهم في يوم عيد, يسمع لهم دوي يزلزل أركان المكان وخارجه . في هذه الأثناء, لا يحفل أحد بزلزال قد يقع فعلا , ولا بجنازة قد تمر , ولا بآذان المؤذن ينادي حي على الصلاة . الكل في سكرة وعزوف عن الوعي الا متابعة الكرة حيث تنتقل من قدم الى آخر .انها حسبي الله نوع من التخدير جديد , متحضر .

لماذا لا نحيي الرياضة الأصيلة ونشيعها بين شبابنا تكون لهم بديلا عن سواها . كرة القدم لا تحتاج الى تعلم , فضلا أنها لا تمنح جميع الشباب أن يستمتع بلعبها حتى يروض بها جسمه . أما الرياضة التي رغب فيها الرسول الكريم والتي تتأسس على العلم بفنونها وتطبيقاتها فهي التي ذكرت في الحديث الشريف : علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل . فكر معي مليا أخي الشاب . هل من مجال للمقارنة بين لعب – وأقول- لعب كرة القدم . وبين تعلم هذه الأنواع الثلاثة من الرياضة الشرعية ؟ أرجو أن تلتفت جهات التربية والتعليم في البلدان الاسلامية الى المسألة , فتجعل من الرياضة الشرعية ضمن برامجها ومقرراتها التعليمية التعلمية ان هي اقتنعت أنها وحدها كفيلة بانتاج المؤمن القوي الذي هو خير من المؤمن الضعيف , وان في كليهما خير , ولكن في الحاضر بلداننا في أمس الحاجة الى أفراد شجعان أقوياء .