عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 17/11/2007, 02:31 PM
الفارس الاخير
مُخلــص
 
رد : برجراف عن المهر العالي(انجلش)

هذا موضوع بالعربي

غلاء المهور

غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج ومتطلباته أصبحت مشكلة تؤرق المجتمع العماني ، وتأخذ أبعادا عدة منها ارتفاع معدلات العنوسة وما يمثله ذلك من خطورة على فتياتنا بسبب عزوف الشباب وعدم مقدرتهم على تكاليف الزواج وقد تمتد هذه الخطورة عليهم طوال حياتهم وينعكس ذلك على العديد من الجوانب السلوكية، والاجتماعية، والنفسية.
بالرغم من أنه تم تحديد المهور في السنوات الماضية بما لا يزيد عن ألفي ريال عماني إلا أن هناك تجاوزات وتحايلا في الاشتراطات والطلبات التي تصل لحد البذخ كشراء الذهب والسيارة ، وإقامة الحفلات في الفنادق، وطلب فرق فنية، واستئجار أطقم ملابس وغيرها من الكماليات التي أصبحت قيمتها أكبر من المهر الذي يقدمه الزوج.
هذه الطلبات وغيرها تثقل كاهل الشباب بأعباء مادية كبيرة هم في غنى عنها خاصة في حدود الإمكانيات المتواضعة، مما يضطر البعض إلى الاستدانة من البنوك ، ويدخل الشاب في نفق مظلم قد لا ينتهي منه طوال حياته .
هذا الواقع الاجتماعي المؤلم حقا، يتطلب منا دراسات اجتماعية متعمقة لمعالجة أبعاد هذه المشكلة وانعكاساتها على الفرد والمجتمع كذلك يتطلب القيام بحملات توعية للحد من النفقات العالية للزواج وتكاليفه ، وإيجاد قناعات لدى الأهالي بخطورة المشكلة ليتحمل الجميع المسئولية في إيجاد حلول لهذه المعضلة التي تتفاقم يوما بعد الآخر ، وتلقي بظلالها على المجتمع ونأمل من الجهات المختصة أن تولي هذه المشكلة جل عنايتها وذلك بإيجاد كل السبل التي من شأنها أن تحد من تطور هذه المشكلة.


************

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن الإسلام حبب الناس في تيسير الزواج ، وحذرهم من تعطيله بوضع العقبات أمام الشباب المقدمين عليه، لما يترتب على ذلك من الفساد، كما نبه الإسلام أولياء أمور البنات أن يتخيروا لبناتهم الشباب الصالح، وأن يسارعوا بتزويجه إذا أتاهم خاطبا؛ دون النظر إلى كثرة المال وغلاء المهور.

والشاب الذي يقف في طريق زواجه أب معوِّق له أن يذهب إلى غيره ولا يجب عليه دفع مهر غالٍ لا طاقة له به.

يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي :

الواقع أن هذه مشكلة، وعقدة، عقدها الناس على أنفسهم، وشددوا فيما يسره الله تعالى عليهم، لقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الزوجات " أيسرهن مهرًا أكثرهن بركة " والنبي صلى الله عليه وسلم حينما زوج بناته زوجهن بأيسر المهور، لم يشترط لهن المئات ولا الآلاف، وإنما أخذ أيسر المهور، وكذلك السلف الصالحون، لم يكونوا يبحثون عن مال الرجل، وماذا يدفع، لأن البنت ليست سلعة تباع، إنما هي إنسان، فليبحث لها الأب أو الولي عن إنسان مثله، إنسان كريم، كريم الدين، كريم الخلق، كريم الطباع، ولهذا جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم " إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه، تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ". (رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم وحسنه الترمذي).

فأهم ما في الزواج .. والذي يجب أن يطلبه الأب هو الدين والخلق، قبل كل شيء فماذا يغني الفتاة أن تتزوج، ويدفع لها مهر كبير، إذا تزوجت من لا خلق له، ولا دين له ؟ من هؤلاء الذين تأتي الأسئلة الكثيرة عنهم، تسأل الزوجات: ما حكم زوج يتعاطى الخمر في نهار رمضان، ما حكم زوج سمت امرأته ابنها " يوسف " فأبى إلا أن يسميه " فرعون " ما حكم كذا ما حكم كذا . . . ؟ هذه جاءت من أن الأب، كل همه أن يقبض عدة آلاف، عشرة آلاف، عشرون ألفا، ثلاثين ألفا، كما يقول السائل، ولا يهمه الدين، والخلق، ولو فكرنا كما أراد لنا الدين، وكما شرع لنا الإسلام، لكان الدين والخلق هو أهم ما نبحث عنه، وأهم ما نسعى إليه، وأهم ما نحرص عليه، وما يجب أن يحرص عليه الآباء، ويحرص عليه أولياء البنات، ليس المهم كثرة الأموال التي يقبضها الآباء صداقًا ومهرًا عن بناتهم، إنما المهم الزوج، الذي يسعد البنت، الذي يتقي الله فيها.

ولهذا قال السلف: " إذا زوجت ابنتك فزوجها ذا دين، إن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها ؛ لأن دينه يمنعه، وخلقه يردعه، حتى في حالة الكراهية، (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ).النساء 19

لقد أمر الإسلام بالمسارعة بتزويج البنات، وجاء في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم: " ثلاث لا يؤخرن: الصلاة إذا حضرت، والدين إذ حل، والأيم إذا حضر كفؤها " .. إذا حضر الكفء فلا ينبغي للأب أن يعوق من أجل أنه يريد أن يقبض شيئًا أكثر، كأنها سلعة يساوم عليها، هذا هو المفروض من الآباء المسلمين، ألا يعوقوا الزواج بهذه المهور، وبهذه المغالاة فيها، فإن هذا هو أكبر عقبة في سبيل الزواج، وكلما عقدنا في سبيل الزواج، وكلما أكثرنا من المعوقات والعقبات، كلما يسرنا بذلك سبل الحرام، كلما سهلنا انتشار الفساد، كلما أغوينا الشباب بأن يسيروا مع الشيطان، وأن يتركوا طريق العفة وطريق الإحصان، وطريق الحلال .

ما حيلة الشاب الذي يذهب ليتزوج فيجد هذه الطلبات المعوقة أمامه ؟ ماذا يصنع ؟ إنه سيُعرض عن الزواج ويبحث عن بيئة أخرى، ويترتب على ذلك كساد البنات، وفساد الرجال، هذه هي النتيجة الحتمية للمغالاة في المهور، وكم جاءت من رسائل وكم سألني من سائلين، وكم شكا شباب لي ولغيري من هذا المعوق الذي وضعه الناس بأيديهم، وحفروه أمام بناتهم وأمام أنفسهم، لييسروا طريق الحرام ويعوقوا طريق الحلال.

يا جماعة المسلمين حرام علينا والله أن نعوق الزواج بهذه الصورة، وواجب علينا أن نيسر طريق الحلال، نيسر لشبابنا ولفتياتنا أن يقترنوا في الحلال، فهذا ما شرعه الإسلام، وهذا ما رضيه لأبنائه، أسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى، وأن يفقهنا في ديننا، وأن يبعدنا عن هذه العادات الجاهلية، التي لا تأتي بخير، ولا تقر بها إلا عين الشيطان

والله أعلم.



من مواضيعي :
الرد باقتباس