عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 05/05/2007, 08:40 AM
الفارس الاخير
مُخلــص
 
رد: ومضة سامية..(من اقوال القائد)

خطاب صاحب الجلالة السلطان المعظم الموجه لكبار رجال الدولة ‏‏15/5/1978م
والصلاة والسلام على رسول الرحمة الذي جمع الصفوف ووحد الكلمة , محمد الأمين على آله ‏وصحبه أجمعين.‏

أيها الوزراء وكل من حضر من المسؤولين بحكومتنا,,‏

يطيب لنا أن نلتقى بكم اليوم بعد مرور ما يزيد عن سبع سنوات منذ أن بدأنا بتأسيس حكومة ‏عصرية في عُماننا الحبيب كما وعدنا شعبنا الأبي في أول كلمة وجهناها له عند تولينا مقاليد ‏الأمور. لقد أولانا شعبنا ممنذ تولينا أموره ثقته الكاملة بنا , ومن خلال ثقته هذه وثق بمن إخترناه ‏ونختاره لتولي المسؤولية لإدارة مصلحته العامة ولذا فإن علينا وعليكم المحافظة على هذه الثقة ‏وعدم التفريط بها. إن إنشاء دولة عصرية من النوع الذي يواكب إحتياجات هذا العصر لم يكن ‏بالأمر الهين بالنسة لأمة وإن كان لها تاريخ عريق وفتوحات مجيدة ورفع راية الإسلام في وجه ‏كل ما من شأنه النهوض بها ورفع مستواها وتطورها , ولكن والحمدلله فقد تغلبنا على معظم ‏العقبات والصعاب وكونا حكومة حديثة بجميع مؤسساتها ومنشآتها لتفي بكل متطلبات التطور ‏السريع الذي فيه مصلحة الوطن.‏

فقد جمعناكم اليوم من وزراء ووكلاء ومدراء لنوجه إليكم النصح والإرشاد فيما يجب عليكم القيام ‏به لأداء رسالتكم في خدمة هذا الوطن الغالي, بالطريقة التي ترضى الله ورسوله وترضينا ‏وترضي المواطنين الذين أولونا ثقتهم, إن السياسة التي إخترناها وآمنا بها هي دائماً وأبدأ التقريب ‏والتفهم بين الحاكم والمحكوم وبين الرئيس والمرؤوس, وذلك ترسيخا للوحدة الوطنية وإشاعة ‏لروح التعاون بين الجميع, أكان ذلك بين من يشغلون المناصب العالية في الحكومة وبين معاونيهم ‏والعاملين معهم او مع بقية المواطنين.‏

وهناك أمر هام يجب على جميع المسؤولين في حكومتنا أن يجعلوه نصب أعينهم, ألا وهو أنهم ‏جميعاً خدم لشعب هذا الوطن العزيز , وعليهم أن يؤدوا هذه الخدمة بكل إخلاص وأن يتجردوا ‏من جميع الأنانيات وأن تكون مصلحة الأمة قبل أي مصلحة شخصية, إذ إننا لن نقبل العذر من ‏يتهاون في أداء واجبه المطلوب منه في خدمة هذا الوطن ومواطنيه, بل سينال جزاء تهاونه ‏بالطريقة التي نراها مناسبة, لقد وضعت قوانين لهذه الدولة بموجب مراسيم سلطانية صدرت ‏بشأنها وتصدر من حين لآخر , وذلك للمحافظة على مصالح هذا الشعب , فعليكم أن تدرسوا هذه ‏القوانين كل في مجال إختصاصه دراسة وافقة وأن لا تتجاوزوا في المعاملات أي نص لتلك ‏القوانين , بل يجب التقيد بها وإتباع ما جاء في نصوصها , إن الوظيفة تكليف ومسؤولية قبل أن ‏تكون نفوذاً وسلطة , عليكم جميعاً أن تكونوا قدوة ومثلاً يحتذى, سواء في الولاء لوطنه أو ‏المواظبة على عمله وإحترام مواعيده أو في سلوكه الوظيفي داخل مكان العمل أو خارجه , وفي ‏حسن الأداء وكفايته, أن العدل أبو الوظيفة وحارسها فتمسكوا به وعاملوا الجميع بمقتضاه وإنني ‏لرقيب على أن يفي كل منكم بهذه الأسس والمعاني, فمن يكون في مجتمعنا مكان لمنحرف أو ‏متقاعس عن أداء واجبه او معطل لأدائه , كما يكون لكل مجتهد نصيب في المكافأة والتقدير ‏والعرفان بالجميل.‏

وأخيرا نود أن نشير إلى إنه قد يتحبب البعض إلى مسؤوليهم باعمال خاصة وخدمات خاصة لا ‏تمت إلى الدولة بأية فائدة هؤلاء ينبغي ان يكافأوا بمكافآت خاصة وليس على حساب الدولة ‏كترقيات أو تساهلات بأوقات العمل المطلوب منهم , وعلى المسؤول أن يعتبر مصلحة الدولة فوق ‏كل مصلحة , وأن ينتقي الأصح فالأصح, لا القريب من الأقارب إذ يجب أن لا تدخل القرابة ‏النسبية في حساب أي مسؤول , فكل الأفراد العمانيين هم اخوة وأبناء, ونحن لا نحب أن نسمع أن ‏هناك توظيفاً أو تقريباً أو تمييزاً على أسس غير الكفاية واللباقة والإخلاص, وعليكم جميعاً أن ‏تجعلوا نصب أعينكم دوماً مصلحة عُمان وشعب عمان. إن الدولة تتكون من ثلاثة أجهزة : ‏الجهاز المدني وهو الجهاز الإداري , وجهاز الأمن وهو المحافظة على أمن الوطن الداخلي , ‏والجهاز العسكري, وهو المدافع عن الوطن من أي خطر خارجي, وعلى هذه الأجهزة الثلاثة أن ‏تتعاون معاً وفي كل الأوقات وأن تنسق فيما بينها وأن تنسى الفروق الشكلية بين مدني وعسكري ‏أو بالعكس , وأن تتذكروا ما قلناه آنفاً بأن هذه الدولة بكل أجهزتها هي لخدمة هذا الوطن العزيز ‏ومواطنيه الأوفياء , وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا ‏على الإثم والعدوان" صدق الله العظيم.‏



هذا وإنني إذ أختتم كلمتي هذه, أدعو الله العلي القدير أن يأخذ بأيدينا جميعاً إلى طريق السلامة ‏والسعادة وأن يمهد لنا سبل الرقي والسعادة والسؤدد.‏

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.‏


][`~*¤!||!¤*~`][(قابوس بن سعيد)][`~*¤!||!¤*~`][

حفظه الله ورعاه



من مواضيعي :