عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 29/04/2011, 08:08 PM
صورة لـ alanfal
alanfal
المحبة لله ورسوله
السياحة وموضوعات عامة
 
مصر الحبيبة ذكرتني

مصرُ الحبيبةُ ذكّرتني

مصرُ الحبيبةُ ذكّرتني بالغروبْ
بتناثُرِ الأشلاءِ في بغدادَ عند سقوطِها
في غابةِ الدمِ والحروبْ
مصرُ الحبيبةُ ذكّرتني بالمرايا
تعكسُ الأشياء وفق مزاجها
هذا جميلٌ مزهرٌ


وفلانُ يكسوهُ الشُّحوبْ
وأنا مع الأحلامِ أنظرُ من بعيدٍ
لستُ أدري أيَّ دربٍ
تطمئنُّ لهُ خطايَ...
وتلك نفسي
والبقايا من بذور الأمنياتِ
تلفُّ بي حولَ الدُّروبْ
وتدورُ في عندٍ يُبشِّرُ بالخلاصِ
كأنها جبلٌ تجلّدَ رغم نيرانِ الحياةِ
مجاهدًا كي لا يذوبْ
*****
مصرُ الحبيبةُ ذكرتني بالمشانقِ
حولَ رأس القدسِ
مذ وُلِدَ الزَمَنْ
بتدفّق الشهداءِ في حاراتنا
وكأنهُم دمعُ الثكالى حين تخنُقُهُنَّ
أنيابُ الشجنْ
مصرُ الحبيبةُ ذكرتني
بالمجازرِ والمقابرِ والضحايا والمحنْ
بتلاعُبِ النكباتِ في غدنا
وحاضرنا وماضينا
المُلطَّخِ بالتخاذُلِ والفتنْ
مصرُ الحبيبةُ ذكرتني بالنقاطِ السودِ
في تاريخِ أمتنا العريقةِ
فابتسمْتُ ورحتُ أبكي في المساءِ
أقلِّبُ الألفاظَ علَّ بلاغتي
تجدُ السبيلَ إلى الوطنْ
أنَّى لنا !؟!
أنَّى وقد ضاعتْ قواميسُ البلاغةِ
في متاهات الحَزَنْ !؟!
*****
مصرُ الحبيبةُ لا تلومي مَن تبَلَّلَ بالمطرْ
قد لا يروقُكِ ما أقولُ
وتعتبينَ وتصرخينَ
وتعلنينَ بأنَّ قلبي كالحجرْ
قد تدمعينَ حبيبتي
لا تدمعي
أنتِ النضارةُ والجمالُ
وفيكِ مهدُ الثائرينَ الحالمينَ
ومن غناءِ النيلِ يأتينا الخبرْ
لكنَّ ليلَكِ مستبدٌّ حاقدٌ
حجبَ القَمَرْ
لا تعتبي خوفي عليكِ فإنني
أخشى وقوعَكِ في غياباتِ الخطرْ
أرضَ الكنانةِ لا تليقُ بكِ المصائبُ والعِبَرْ
إنْ شئتِ ثوبًا غيرَ ثوبِكِ
لا يضرُّ تجدَّدي
وتحرري لكنْ تحلَّيْ بالحذرْ
وإذا تكاثرتِ الثيابُ فلا تتوهي
وانتقي ثوبًا حرِيًّا لائقًا
وتعلّمي درس التجدُّدِ
والحياةِ مِنَ الشّجرْ


منقول




من مواضيعي :
الرد باقتباس