عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 12/02/2008, 10:11 AM
الفارس الاخير
مُخلــص
 
نبذة تاريخية عن المدينةالمنورة..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



تقع المدينة المنورة وسط الجزء الغربي من المملكة العربية السعودية، وتحدد بخطوط الطول والعرض كما يلي:

خط الطول 36 , 39ْ تسع وثلاثون درجة وستة وثلاثون جزءاً من الدرجة.

خط العرض 28 , 24ْ أربع وعشرون درجة وثمانية وعشرون جزءاً من الدرجة.

وترتفع عن سطح البحر 625 متراً تقريباً، وتبعد عن مكة المكرمة 430 كم شمالاً، كما تبعد عن شاطئ البحر بخط مستقيم 150 كم، وأقرب الموانئ منها ميناء ينبع البحر الذي يقع في الجهة الغربية الجنوبية منها، ويبعد عنها 220 كم، وتبعد عن عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض 980 كم.

وضعت أمانة المدينة المنورة مخططاً حددت فيه المنطقة العمرانية ضمن ثلاث دوائر متوالية وغير منتظمة، ويبلغ قطرها في أقصى اتساعها 30 كم تقريباً، وهذا يعني أن المساحة النظرية للمدينة المنورة تبلغ 589 كم2 تقريباً، منها 293 كم2 تشغلها مناطق العمران، وتمتد فيها الأحياء، والبقية 296كم2 تشغلها الجبال، والأودية، ومجاري السيول، والمقابر، والحدائق العامة، وشبكة الطـرق السريعـة، والخدمات الأخرى.

المعالم الأثرية للمدينة المنورة

تتميز منطقة المدينة المنورة بآثارها الموغلة في القدم ومعالمها التاريخية والعمرانية المتنوعة، وقد أكسبها موقعها الجغرافي عبر القرون أهمية خاصة حيث تسلكها طرق التجارة والحج بالإضافة إلى أنها منطقة جذب للاستقرار البشري بسبب توفر المراعي والواحات والسهول الساحلية والمواد الطبيعية وعلى وجه الخصوص المعادن الثمينة وبالتحديد مناجم الذهب والفضة والنحاس، وإذا كانت منطقة المدينة المنورة ذات شهرة من فترة ما قبل الإسلام بسبب نشوء مدينة يثرب وهجرات القبائل إليها، فقد زادت شهرتها بعد الهجرة النبوية الشريفة وأصبحت طيبة أو المدينة منطلق الدعوة للدين الإسلامي الحنيف وعاصمة الخلافة الإسلامية. ويصعب حصر المواقع الأثرية والمعالم التاريخية والعمرانية بالمنطقة نظراً لسعتها الجغرافية وتنوع طبوغرافيتها ومعالمها الطبيعية.

وما تم كشفه وحصره وتوثيقه من مواقع أثرية ومعالم تاريخية حتى الآن يدل على العمق الحضاري والبعد التاريخي للمنطقة ، على أن الحصر الشامل لجميع الآثار بالمنطقة يحتاج إلى عشرات السنين بل إن بعض الآثار يصعب الاهتداء إليها إلا بالصدفة أو نتيجة لعوامل الطبيعة مثل الأمطار والسيول والعواصف التي تكشف عن الآثار المخفية تحت طبقات الرمال أو نتيجة لأعمال

المشاريع الإنمائية من طرق وخدمات ونحو ذلك.

آثار ما قبل التاريخ

أثبتت الدراسات المبدئية عن وجود مواقع أثرية تعود إلى العصر الحجري القديم المبكر وما بعده خاصة من حرة خيبر والذي يتميز بوجود مجموعات من الأدوات الحجرية من العصر الأشولي حيث عثر على فؤوس وقواطع ومعاول وأدوات الطرق الكبيرة والتي تؤرخ في الفترة ما بين (250 إلى 100 ألف سنة) قبل الآن.

وتوجد هذه الأدوات عند الحواجز الصخرية وفي مناطق انسياب الحمم البركانية التي تتشكل من صخور البازلت المحببة وصخور الأنديسيت والريوليت التي تعد مصدراً لمواد تصنيع الأدوات الحجرية ، وعثر على مواقع أخرى في حرة خيبر وشمال العلا ومدائن صالح وعلى الحافة الشرقية لحرة عويرض تعود للعصر الحجري الحديث والعصر الحجري النحاس والعصر الحجري المبكر.

وعثر على عشرات من المقابر الركامية والمذيلات والدوائر الحجرية والمستطيلات والأبراج التي تدل على وجود استقرار بشري قديم من هذه المناطق ذات التضاريس السطحية الوعرة، وبالإضافة إلى المنشآت البنائية لهذه العصور توجد مئات من الرسوم الصخرية المنتشرة في مختلف أرجاء منطقة المدينة المنورة وتشكل مصدراً معلوماتياً مهماً عن الحياة والبيئة للإنسان من أقدم العصور.


الرسوم الصخرية والنقوش القديمة

منطقة المدينة المنورة غنية بالرسوم الصخرية والنقوش القديمة خاصة في مناطق الحرات وفي الواحات وعلى ممرات الأودية وعلى امتداد طرق التجارة القديمة ومن أبرز المواقع الغنية بالرسوم الصخرية الحناكية، الصويدرة ، العلا، وشمال مدائن صالح، ومناطق أخرى متفرقة.

وتعد صخرة الحناكية - حوالي 10 كيلومتراً شرق مدينة الحناكية - من أهم مواقع الرسوم الصخرية بالمنطقة، وهي عبارة عن جبل مكون من صخور حمراء رسوبية التكوين على واجهات مجموعات لرسوم حيوانية متنوعة ورسوم آدمية رجالاً ونساء على شكل مجموعات يؤدون رقصات حربية أو ذات مغزى ديني، أما الرسوم الحيوانية فتتكون من أبقار ذات قرون كبيرة مقوسة تمتد إلى الأمام بالإضافة إلى الأسود والفهود والماعز والنعام والزرافات وغيرها، ومن خلال الطبيعة الصخرية وتنفيذ الرسوم يمكن تحديد تاريخ هذه الرسوم إلى الفترة من (9000 - 7000 عام) من الآن. وبالنسبة للرسوم الصخرية الأخرى فهي أكثر تنوعاً، حيث نشاهد أشكالاً آدمية في أوضاع تمثل الرقص والمبارزة والمطاردة ، يحملون الحراب والأقواس والسهام والسيوف، وتوضح الرسوم كذلك أشكالاً عديدة من الحيوانات كالجمال في حالات العراك أو مربوطة وكذلك الوعول والماعز وغيرها. وفي موقع عكمة شمال العلا توجد رسوم صخرية مهمة للغاية حيث تظهر فيها أدوات موسيقية ربما تعود إلى الألف الخامس قبل الميلاد.



وتتداخل الكتابات والنقوش القديمة في كثير من الأحيان مع الرسوم الصخرية إما متزامنة معها أو نفذت بعدها على الواحات الصخرية نفسها وقد شاهدنا ذلك في الحناكية ووادي الصويدرة والعلا وشمال مدائن صالح وعلى امتداد طرق التجارة والحج التي تخترق المنطقة، وأهم هذه الكتابات اللحيانية والراداثية والمسند الجنوبي والآرامي والكتابات الثمودية والصفوية وغيرها، وأكثر هذه النقوش والكتابات تتركز في الجزء الشمالي الغربي وعلى وجه الخصوص في محافظة العلا وشمال مدائن صالح خاصة في حرة عويرض، هذا عدا المواقع المحيطة بالمدينة المنورة.


طرق التجارة القديمة وطرق الحج والسكة الحديد اجتازت منطقة المدينة المنورة عبر العصور طرق للتجارة التي تربط جنوب الجزيرة العربية بشمالها وشرقها وغربها، وكانت المدينة المنورة ( يثرب ) قبل الإسلام أحد أهم المراكز التي تلتقي فيها طرق التجارة، وهناك طريق التجارة القديم إلى الشام مروراً بالعلا والحجر (مدائن صالح) وطريق آخر يمر بمحاذاة الساحل يتجه إلى سيناء وغزة ومصر، وتتصل المدينة قبل الإسلام وبعده بطريق تجاري يربطها بالعراق والخليج العربي بالإضافة إلى الطريق الذي يربطها بمكة المكرمة عبر السهول الساحلية أو المناطق الجبلية والحرار وهناك طريق يربطها باليمامة. على هذه الطرق نجد حتى اليوم آثاراً قديمة من كتابات ونقوش ورسوم صخرية ورسوم للبادية بالإضافة إلى المنشآت القديمة من مبان ومدن أطلالها لا تزال مشاهدة، وفي العصر الإسلامي تطورت الطرق القديمة وازدادت شهرتها كما ظهرت طرق جديدة أكثر تطوراً مثل طريق الحج القادم من البصرة والطريق القادم من الكوفة الذي اشتهر باسم درب زبيدة نسبة إلى السيدة زبيدة بنت جعفر زوج الخليفة هارون الرشيد. وآثار طرق الحج باقية ومشاهدة للعيان حتى وقتنا الحاضر وتتمثل في الآبار والبرك والسدود والمحطات والأعلام والأميال بالإضافة إلى آثار رصف الطرق وتمهيدها في المناطق الصحراوية والسهلية والحرار والجبال وتنتشر على امتداد هذه الطرق الكتابات الإسلامية المنقورة على الصخور حيث توضح أكبر دليل على نهضة المسلمين في هندسة الطرق وإقامة المنشآت عليها. خط السكة الحديدية (الحجاز - المدينة المنورة) أنشأ تقريباً على نفس درب الحج القديم، وقد بدأ العمل فيه عام (1317هـ - 1899م) وتم افتتاحه عام (1326هـ - 1908م) وخرب في نهاية الحرب العالمية الأولى عام (1336هـ - 1918م) وفيما يلي إيضاح لآثار محطات درب الحج ومحطات خط السكة الحديد من العصر الإسلامي والحديث، وذلك من أقصى الحدود الشمالية للمنطقة حتى المحطة النهائية للسكة الحديدية بالمدينة المنورة.

موقع البريكة:

تقع على درب الحج وذلك بوادي وصول شمال مدينة العلا بنحو 100 كيلومتراَ، ويشمل الموقع على بركة قديمة هدم جزء منها بالإضافة إلى جدار تحويل الماء للبركة وقلعة صغيرة هدم جزء منها أيضاً كما عثر على بعض قطع الفخار الإسلامي.


محطة الدار الحمراء:

تقع بمحاذاة البريكة، ويحتوي الموقع على مبنى استراحة السكة الحديد والذي بني بالحجر في عام 1326هـ وتحيط به ثلاث مباني، وبعض الجدران، كما يوجد بعض المباني على مسافة 5 كم جنوب شرق المحطة.


محطة المطلع:

تقع جنوب شرق محطة دار الحمراء بحوالي 24كيلومتراَ، ويشتمل الموقع على مبنى استراحة السكة الحديد ، وهو مشيد بالحجر المشذب في عام 1325هـ، بالإضافة إلى ثلاث مباني جنوب الاستراحة، وبعض المباني المشيدة بالأحجار فوق جبل، وعلى مسافة نحو 10 كيلومترات شمال شرق المحطة.


محطة أبو طاقة:

تقع جنوب محطة المطلع بنحو 19 كيلومتراَ على فرع وادي الحمضة، ويحتوي الموقع على مبنى استراحة السكة الحديد ، ومشيد بالحجر المشذب في عام 1325هـ، كما يوجد حولها بعض المباني.


محطة مبرك الناقة:

تقع جنوب محطة أبو طاقة بنحو 16 كيلومتراَ، ويحتوي الموقع على مبنى استراحة السكة الحديد من الحجر المشذب، كما توجد بعض الجدران جنوب المبنى.


محطة مدائن صالح:

تقع شمال شرق العلا بنحو 25 كيلومتراَ، وهي من محطات درب الحجاج الشامي الكبيرة، وإحدى محطات السكة الحديد الرئيسة، ويحتوي الموقع على قلعة إسلامية قديمة في وسطها بئر الناقة، كما توجد بركة قديمة وخمسة آبار مطوية بالأحجار، وكذلك ستة عشر مبنى من مباني السكة الحديد قد بنيت بالحجر المشذب.


محطة العذيب:

تقع جنوب محطة مدائن صالح بنحو 9 كيلومترات بوادي العذيب، والمبنى من الحجر المشذب، كما يوجد مبنى بالحجر فوق جبل على مسافة 2 كيلومتراَ شمال العذيب يعرف بموقع (قويع الترك).


محطة العـلا:

تقع بوادي القرى بمدينة العلا، وهي إحدى المحطات الكبيرة على درب الحج الشامي وإحدى محطات السكة الحديد، ويحتوي الموقع على مدينة كبيرة قديمة محاطة بجدار شمال المدينة عبر الوادي، ويوجد بها عدة قنوات تمتد إلى عكمة حيث عيون الماء، كما توجد قلعة وبها قبر موسى بن نصير فوق جبل مرتفع يتوسط البلدة القديمة (حي الديرة بالعلا).


محطة البدائع:

تقع جنوب شرق العلا بنحو 16 كيلومتراَ، وتشتمل على أطلال مدينة إسلامية وبها بعض البقايا المعمارية، وتنتشر بها بعض قطع الفخار الإسلامي المبكر ترجع إلى القرن الثالث والرابع الهجري، بالإضافة إلى بعض القطع الإسلامية الفخارية والزجاجية المتأخرة، كما يقع بالجنوب الشرقي منها محطتي مشهد وسهل مطران.


محطة زمـرد:

تقع جنوب شرق سهل المطران بنحو 20 كيلومتراً، ويوجد شمال شرق المحطة بنحو 4 كيلومترات قلعة مربعة يتوسطها فناء مكشوف بعد بئر مستطيل المقطع (2 x1 متر) تعرف بقلعة زمرد، ويوجد بئر شمال القلعة بنحو 20 متراً وقطره 6 أمتار وعمقه نحو 11 متراً، كما توجد بركة تقع جنوب شرق القلعة بنحو 3.5 كيلومتراً وهـي مستطيلة الشكل أبعادها (17x 15.5 متراً).


محطة هديــة:

تقع إلى الجنوب الشرقي من محطة المدرج بنحو 20كم، كما يوجد شرق المحطة بنحو 3كم قلعة أثرية دائرية الشكل وأخرى مهدمة ومربعة الشكل، كما تقع ستة محطات صغيرة أخرى في اتجاه الجنوب الشرقي حتى المحطة النهائية بالمدينة المنورة، وهي عبارة عن محطات قطار قديمة مشيدة من حجارة سوداء ضخمة.


محطة المدينة المنورة:

هي المحطة النهائية لخط سكة حديد الحجاز وإحدى المحطات الرئيسة، وتشتمل على مجموعة مباني متهدمة من الحجر الأسود بطول حوالي 600 متراً وعرض حوالي 400 متراً، كما يوجد بالمدينة المنورة ستة محطات أخرى صغيرة وهي (مخيط - حفيرة - بواط - بوير - اسطبل عنتر - أبو النعم) وتقع تقريباً على مسافات متساوية كل 20 كيلومتراً.


الكتابات والنقوش الإسلامية

منطقة المدينة المنورة غنية بالنقوش الإسلامية المحفورة على الواجهات الصخرية وتكاد تكون من أغنى مناطق المملكة فــي الكتابات الإسلامية، كذلك تشتمل المواقع الإسلامية على كتابات شاهدية تحتوي معلومات مهمة عن أسماء لشخصيات عاشت في المنطقة، ونستدل من نصوصها على الوظائف والألقاب والمهن والحرف التي ينتمون إليها وأسماء البلدان والقبائل التي يتصلون بها وقد عثر على عدد من هذه الشواهد فــي الرَّبذة والفرش وداخـل المدينة المنورة، وقد عثر على عشرات النقوش الإسلامية في مواقع متفرقة من المنطقة وأهمها الحناكية، وادي الصويـدرة، بئـر السايبيّـَة، العوينـة، وادي الخنـق، الرَّبـذة، المهـد، السويرقيـة، موقع الحرضية فــي خيبر، رواوة (جنوب المدينة )، الفريش، الوقيحـة، الخضـراء (30 كيلومتراً جنوب الأكحل) وعلى الواجهات الصخرية لوادي العلا ووادي المعتدل، بالإضافة إلى مواقع متفرقة ترك عليها المسافرون والمقيمون نصوصاً منقورة على الصخر فيها أسماء وأعلام وأدعية مأثورة ونصوص قرآنية، وعلى بعضها تواريخ كتاباتها.

ويعد موقع رواوة (50 كيلومتراً جنوب المسجد النبوي الشريف) على طريق الهجرة من أهم المواقع الأثرية وأغناها نقوشاً. فالموقع عبارة عن مكتبة متكاملة من النقوش الإسلامية في مجملها تؤرخ للقرن الأول الهجري حتى منتصف القرن الثالث وبعض الأسماء يتصل في نسبها إلى الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.


المنشآت المائية القديمة

تميزت منطقة المدينة المنورة عبر التاريخ بأنها منطقة العيون والخيوف والقنوات والآبار والسدود والبرك، والشواهد التاريخية والأدلة الأثرية تؤكد ذلك حتى اليوم وهذا يدل على أهمية المنطقة زراعياً وتجارياً وكثافة في الاستقرار السكاني، فقد اكتسبت المدينة المنورة وينبع والعلا وخيبر والعيص وكثير من مناطق الواحات شهرة واسعة في استخدام العيون والقنوات وحفر الآبار بطرق هندسية غاية في الدقة والتنظيم، غير أن معظم العيون والقنوات والآثار القديمة لم تعد مستخدمة الآن بسبب التقنيات الحديثة في استخراج المياه الجوفية وأساليب الزراعة والري، وإن كانت المحافظة عليها أمر في غاية الأهمية لأنها تمثل شواهد أثرية للنمو السكاني والتطور الحضاري.

أما بالنسبة للسدود والآبار القديمة فكثير منها لا تزال باقية في مواقعها ويمكن ترميمها بالطرق العلمية الحديثة، والاستفادة منها في الزراعة والري وتنمية الحياة الفطرية وتحويل بعضها إلى منتزهات سياحية دون الإضرار بهويتها الأثرية،


السدود:

ويوجد بمنطقة المدينة المنورة سدود أثرية عديدة بنيت على فوهات الأودية والشعاب وكونت خلفها بحيرات كبيرة تحتفظ بالمياه لمدة طويلة، ساعدت في رفع مستوى المياه في الآبار والعيون والضياع المنتشرة داخل المدينة المنورة وما حولها وفي الواحات ومراكز الاستقرار السكاني في مختلف أرجاء المنطقة، كما ساعدت بحيرات السدود لدرء المخاطر عن المدن والقرى من جرف السيول بالإضافة إلى دور هذه السدود في نمو الحياة الفطرية وازدهارها من نبات وحيوان على حد سواء بالإضافة إلى تلطيف البيئة المحيطة مشكلة نقطة جذب للنزهة والصيد وغير ذلك وبعض هذه السدود بني في العصور الإسلامية المبكرة وبعضها الآخر ربما بني في فترة ما قبيل الإسلام واستمر استخدامه في العصور الإسلامية، ومن أهم السدود الباقية في المنطقة ما يلي:


سد القصيبة:

ويسمى أيضاً وادي البنت ، وقد شيد على مجرى ضيق لوادي الغرس في حرة خيبر إلى الجهة الجنوبية الشرقية لمدينة خيبر نفسها ويعد من أكبر وأقدم السدود الأثرية في المملكة العربية السعودية ، ويبلغ طول السد الأصلي حوالي 300 متراً بقي منه حوالي 170 متراً والسد عالي الارتفاع من بطن الوادي إلى مستوى الحرة حيث يصل ارتفاعه إلى حوالي 30 متراً والسد مدرج من كلا الواجهتين، وتم إضافة طبقة من الملاط في الجهة المحاذية لحجز المياه والسد هرمي الشكل بحيث تزداد سماكته عند القاعدة وتقل كلما ارتفعنا إلى أعلى وقد تعرض السد عبر العصور للكثير من التدمير واختفت بعض مرافقه الأخرى ولكنه يظل شاهداً على العلوم الهندسية عند العرب والمسلمين والدقة في التنفيذ ومن خلال المشاهدة يتضح أن السد كان يحجز خلفه بحيرة كبيرة الحجم أدت إلى استصلاح الأراضي وزيادة خصوبتها وبالتالي نجحت الزراعة في العصور الإسلامية المبكرة في منطقة المدينة المنورة.


سد الحصيد:

ويقع إلى الشرق من طريق المدينة/ خيبر، وهو على بعد 14كيلومتراً تقريباً إلى الجنوب من خيبر، ويبلغ طول السد حوالي 60 متراً وارتفاعه حوالي 10 أمتار، بقي هذا السد قروناً عدة على حالته الطبيعية وقامت وزارة الزراعة قبل أكثر من عشرين عاماً بترميم للسد وأصبح له أهمية خاصة في حجز المياه وتوفيرها للزراعة وإنماء الحياة الفطرية.


سد المشقوق:

وهو من سدود خيبر التي عمَّرت في العصر الإسلامي المبكر، وقد أقيم على أحد روافد شعيب حلحال شرق خيبر ، ويصل طول السد حوالي 100 متراً وعرضه 10 أمتار.


سد الزايدية:

يقع إلى الشمال الشرقي من خيبر على مضيق وادي الزايدية، طوله التقريبـي 25متراً وسمك جدرانه 4 أمتار، وتعود أهمية هذا السد لوجود نقوش إسلامية على الواجهات الصخرية من الجهة الجنوبية منه وتعود إلى النصف الأول من القرن الأول الهجري مما يعزز تحديد الفترة التاريخية لهذا السد والسدود الأخرى.


سد معاوية بوادي الخنق:

يقع هذا السد على وادي الخنق شرق المدينة المنورة وجنوب قرية العاقول بحوالي 15كيلومتراً. يبلغ طوله الأصلي حوالي 30 متراً وارتفاعه من قاع الوادي إلى مستوى المنطقة المحيطة بحوالي 20 متراً، ويبلغ عرض جدار السد عند القاعدة حوالي 10 أمتار، وقد تعرض السد في منتصفه لانهيار نتيجة للزلازل التي أصابت المنطقة عبر القرون بالإضافة إلى السيول الجارفة التي تصب في هذا الممر الضيق من الوادي. وعلى مقربة من هذا السد يوجد سداً آخر أكثر طولاً وأقل ارتفاعاً وقد أقيم لحجز المزيد من مياه السيول التي تفيض من بحيرة السد الأول وقد تعرض هذا السد أيضاً من منتصفه مثل السد السابق للانهيار.

وسد وادي الخنق من أحدث السدود المكتشفة والتي لم تكن معروفة ويعد كلا السدين مثالاً بارزاً لهندسة المسلمين في إقامة السدود خاصة وأن حجر التأسيس لهذا عثر عليه في قمة السد الرئيس وعليه اسم معاوية بن أبي سفيان. وهناك سدوداً أخرى من أهمها سد وادي رانوناء، والذي بناه عبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان جنوب المدينة المنورة شمال جبل عسير، وسد وادي السد وبقايا سد عاصم في الجماوات في الجهة الغربية من وادي العقيق.




من مواضيعي :
الرد باقتباس