السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اخوتي و اخواتي كيف حالكم
اتمنا ان تكونوا بخير و صحة و عافية و ايمان
قال تعالى : و من يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه
جهنم خالداً فيها و غضب الله عليه و لعنه و أعد
له عذاباً عظيما و قال تعالى : و الذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر و لا يقتلون النفس التي حرم الله
إلا بالحق و لا يزنون و من يفعل ذلك يلق أثاماً * يضاعف له العذاب يوم القيامة و يخلد فيه مهاناً
* إلا من تاب و آمن و عمل عملاً صالحاً و قال
تعالى : من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه
من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض
فكأنما قتل الناس جميعاً ، و من أحياها فكأنما
أحيا الناس جميعا و قال تعالى : و إذا الموؤدة
سئلت * بأي ذنب قتلت و قال النبي صلى الله
عليه و سلم اجتنبوا السبع الموبقات فذكر قتل
النفس التي حرم الله إلا بالحق و قال رجل للنبي
صلى الله عليه و سلم : أي ذنب أعظم عند الله
تعالى ؟ قال : أن تجعل لله نداً و هو خلقك قال :
ثم أي ؟ قال أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك
قال : ثم أي ؟ قال أن تزاني حليلة جارك فأنزل
الله تعالى تصديقها : و الذين لا يدعون مع الله
إلهاً آخر و لا يقتلون النفس التي حرم الله إلا
بالحق و لا يزنون الآية و قال صلى الله عليه و
سلم إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل و
المقتول في النار قيل : يا رسول الله هذا القاتل
فما بال المقتول ؟ قال لأنه كان حريصاً على قتل
صاحبه
قال الإمام أبو سليمان رحمه الله : هذا إنما يكون
كذلك إذا لم يكونا يقتتلان على تأويل ، إنما على
عداوة بينهما و عصبية أو طلب دنيا أو رئاسة
أو علو ، فأما من قاتل أهل البغي على الصفة
التي يجب قتالهم بها ، أو دفع عن نفسه
أو حريمه فإنه لا يدخل في هذه ، لأنه مأمور
بالقتال للذب عن نفسه غير قاصد به قتل صاحبه
إلا إن كان حريصاً على قتل صاحبه و من قاتل
باغياً أو قاطع طريق من المسلمين فإنه لا
يحرص على قتله ، إنما يدفعه عن نفسه ، فإن
انتهى صاحبه كف عنه و لم يتبعه فإن الحديث
لم يرد في أهل هذه الصفة فأما من خالف هذا
النعت فهو الذي يدخل في هذا الحديث الذي
ذكرنا ، و الله أعلم
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا
ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يزال
العبد في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً
و قال صلى الله عليه و آله و سلم أول ما يقضى
بين الناس يوم القيامة في الدماء ، و في الحديث
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لقتل
مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا ،
و قال صلى الله عليه و سلم : الكبائر الإشراك
بالله و قتل النفس و اليمين الغموس و سميت
غموساً لأنها تغمس صاحبها في النار ،
و قال صلى الله عليه و سلم : لا تقتل نفس ظلماً
إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه أول
من سن القتل مخرج في الصحيحين ، و قال صلى
الله عليه و سلم من قتل معاهداً لم يرح رائحة
الجنة ، و إن رائحتها لتوجد من مسيرة أربعين
عاماً أخرجه البخاري
فإذا كان هذا في قتل المعاهد ـ و هو الذي أعطى
عهداً من اليهود و النصارى في دار الإسلام ـ
فكيف يقتل المسلم و قال صلى الله عليه و سلم ألا
و من قتل نفساً معاهدة لها ذمة الله و ذمة رسوله
فقد أخفر ذمة الله و لا يرح رائحة الجنة و إن
ريحها ليوجد من مسيرة خمسين خريفاً صححه
الترمذي و قال صلى الله عليه و سلم من أعان
على قتل مسلم بشطر كلمة لقي الله مكتوب بين
عينيه آيس من رحمة الله تعالى رواه الإمام أحمد
و عن معاوية رضي الله عنه قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم : كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا
الرجل يموت كافراً أو الرجل يقتل مؤمناً متعمداً
نسأل الله العافية
دمتم في حفظ الرحمن