عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 28/11/2008, 01:30 PM
الفارس الاخير
مُخلــص
 
صور مشرقة للمحبة الصادقة

صور مشرقة للمحبة الصادقة

1) النبي صلى الله عليه وسلم والصدّيق أبوبكر رضي الله عنه :
محبة صادقة في الله عز وجل ، ولله عز وجل ، ومن المواقف التي تدل على صدق المودة والمحبة ، واختصاص المحب لما يدور في قلب أخيه الذي أحبه في الله عز وجل :

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : " خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس وقال : إنّ الله خيّر عبدا بين الدنيا وبين ما عنده ، فاختار ذلك العبد ما عند الله ، قال : فبكى أبوبكر ، فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خُيِّر ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هوالمخيّر ، وكان أبوبكر أعلمنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنّ أمَنَّ الناس عليّ في صحبته و ماله أبوبكر ، ولوكنت متّخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر ، ولكن أخوة الإسلام ومودّته ، لا يبقيّن في المسجد باب إلا سُدّ ، إلا باب أبي بكر " (رواه الشيخان)

قال ابن رجب في "لطائف المعارف " :
لما عرّض الرسول صلى الله عليه وسلم على المنبر باختياره القاء على البقاء ولم يصرّح ، خفى المعنى على كثير ممن سمع ، ولم يفهم المقصود غير صاحبه الخصيص به ، ثاني اثنين إذ هما في الغار ، وكان أعلم الأمة بمقاصد الرسول صلى الله عليه وسلم ، فلما فهم المقصود من هذه الإشارة بكى وقال : بل نفديك بأموالنا وأنفسنا و أولادنا ، فسكّن الرسول صلى الله عليه وسلم من جزعه ، وأخذ في مدحه والثناء عليه على المنبر ، ليعلم الناس كلهم فضله ، ولا يقع عليه اختلاف في خلافته ، فقال : " إنّ من أمَنّ الناس عليّ في صحبته وماله أبوبكر



2) المهاجرون والأنصار :
ما حدث بين المهاجرين والأنصار أخوة صادقة ، ومدح الله عزّ وجلّ الأنصار بقوله :"
والذين تبوّؤا الدّار والإيمان من قبلهم يُحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولوكان بهم خصاصة ومن يوق شُحّ نفسه فأولئك هم المفلحون " (الحشر ٩

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قالت الأنصار اقسم بيننا وبين إخواننا النخيل ، قال : لا ، فقالوا : أتكفونا المؤنة ونشرككم في الثمرة قالوا سمعنا وأطعنا " ( البخاري)

قال ابن كثير رحمه الله تعالى : " يُحبون من هاجر إليهم " : أي من أكرمهم وشرف أنفسهم ، يحبون المهاجرين ويواسونهم بأموالهم ، وقوله :" ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا" قال ابن كثير رحمه الله : أي ولا يجدون في أنفسهم حسدا للمهاجرين فيما فضلهم الله به ، من المنزلة والشرف والتقديم في الذكر والرتبة ، وقوله : " ويؤثرون على أنفسهم ولوكان بهم خصاصة "

قال القرطبي : الإيثار هوتقديم الغير على النفس وحظوظها الدنيوية ، ورغبة في الحظوظ الدينية ، وذلك ينشأ عن قوة اليقين وتوكيد المحبة والصبر على المشقة ، أي يؤثرون على أنفسهم بأموالهم ومنازلهم لا عن غنى بل مع احتياجهم إليها
وقال رحمه الله : والإيثار بالنفس فوق الإيثار بالمال

ومن الأمثال السائرة : والجود بالنفس أقصى غاية الجود ، قال الدكتور بابللي في " معاني الأخوة في الإسلام ومقاصدها" هذا الحب لا لصنيعة سبقت من المهاجرين إليهم ، أوليد كانت لهم عليهم ، وإنما الإيمان بالله الذي وحد بين قلوبهم ، وهوالحب في الله الذي جمع بينهم ، ففتحوا قلوبهم لإخوانهم في الدين ، قبل أن يفتحوا لهم منازلهم

3) ومن هذه الصور المشرقة للمحبة الصادقة :
ما رواه القرطبي في "تفسيره" عن حذيفة العدوي قال : انطلقت يوم اليرموك أطلب ابن عم لي – ومعي شيء من الماء – وأنا أقول إن كان به رمق سقيته ، فإذا أنا به ، فقلت له : أسقيك ، فأشار برأسه أن نعم ، فإذا أنا برجل يقول : آه ، آه ، فأشار إليّ ابن عمي أن أنطلق إليه ، فإذا هوهشام بن العاص ، فقلت : أسقيك ؟ فأشار أن نعم ، فسمع أخر يقول آه ، آه ، فأشار هشام أن انطلق إليه ، فجئته فإذا هوقد مات ، فرجعت إلى هشام فإذا هوقد مات ، فرجعت إلى ابن عمي فإذا هوقد مات.

يتبع...

[bdr][/bdr]



من مواضيعي :
الرد باقتباس