عمانيات عمانيات
عودة   عمانيات > إيمانيات > إسلاميات
مواضيع اليوم
إسلاميات يهتم بكل ما يتعلق بالشريعة الاسلامية والفقه و المفاهيم الإسلامية الصحيحة

عمانيات   عمانيات
الرد على الموضوع
 
خيارات الموضوع ابحث بهذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 17/12/2008, 10:08 AM
الفارس الاخير
مُخلــص
 
" أثر المعصية في الفرد والمجتمع "لسماحة الشيح أحمد بن حمد الخليلي

بسم الله الرحمن الرحيم

" أثر المعصية في الفرد والمجتمع "
لسماحة الشيح أحمد بن حمد الخليلي



الحمد لله العلي الحميد الملك ذي البطش الشديد والأمر الرشيد الذي يبدي ويفعل في خلقه ما يريد سبحانه هو التواب الرحيم أكبر الكريم الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات والذي يرفع للتائبين الدرجات ويهبهم عظيم الهبات أحمده سبحانه بما هو له أهلا من الحمد واشكره وأتوب إليه من جميع الذنوب واستغفره وأؤمن به وألا أكفره وأعادي من يكفره وأشهد أن سيدنا أرسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون وصلى وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ...

أما بعد ..

فالسلام عليكم أيها المشائخ الكرام والإخوة الأعزة والأبناء النجباء ورحمة الله وبركاته أحييكم بهذه التحية الطيبة المباركة وأشكر الله سبحانه الذي من علينا جميعا بفرصة اللقاء في هذا البلد العريق الطيب هذا المسجد الشريف وأسال الله سبحانه أن يجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوما شيقا ولا محروماً كما أسأله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من التائبين المقبولين وأن يرفع درجاتنا يوم الدين وأن يغفر زلتنا ويقبل توبتنا هذا ولا يفوتني أن أشكر لكم هذه المشاعر الطيبة تجاه هذا العبد الضعيف التي صيغت فيما قبل شعره ونثره وإن كنت لست حقيقاً بشيئاً مما قيل وإنما هي عين الرضا فإنها دائماً تكون كليلة عن كل عيب هذا محاضرتنا في هذه الأمسية الطيبة تدور حيث مقتور حلّي " الحديث " حول المعصية وأثرها في الفرد والمجتمع : ولا ريب أن أثر المعصية أثراً وبي فإن على الإنسان بل كل شيء أن ينظر من يعصي إذ هذه المعصية ليست معصية لفرد مثلي وليست معصية لمن يمكن أن يكون نداً له

وإنما هي معصية للملك الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي أخرج المرعى فجعله غثاء أحوى الذي تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من حسيبا إلا يسبح بحمده ولكن لا يفقهون تسبيحهم الذي منه المبدأ وإليه الرجعى وله الحمد في الآخرة والأولى والذي وعد وتوعد وهو صادقاً في وعده ووعيده منفذاً بما جاء في كتابه من ترغيب وترهيب لا راد لكلماته ولا معطل لحكمه ولا مبدل لأمره سبحانه هو الأول والآخر والظاهر والباطن فإقدام الإنسان على معصية إنما هو إقدام على أمرا عظيم مهما رأه صغيراً (قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ * ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ * كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ * فَلْيَنظُرِ الإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْبًا * وَفَاكِهَةً وَأَبًّا * مَتَاعًا لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ ) ( عبس : 17—32 )

فمن هذا شأنه هل يخطر ببال أحداً من الناس أن يجرؤا أحداً على معصية كيف يجتري الإنسان على معصية من خلقه من مهين وكوره طوراً بعد طور حتى أخرجه بشراً سوياً وخلع عليه نعمة وأفاض عليه كرمه فجعله سميعاً بصيراً مفكراً قديراً ثم مع هذا كله إليه المنقلب ومع هذا كله قدر امر ونهى ووعد وتوكد ولابد من أن ينفذ أمر ولا بد من أن يصدق وعده ووعيده فكيف يتجري هذا الإنسان على عصيانه إن هذا لأمراً عظيم فلا ريب أن معصية الإنسان لربه سبحانه وتعالى لها عواقب في نفسه وفي مجتمعه بل وفي الكون بأسره وأثرها في هذا الكون واضح لمن تدبر آيات الله سبحانه وتعالى فإن أكده الله  يقول (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) ( الروم : 41 ) ويقول سبحانه وتعالى (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) ( الأعراف : 96 ) ذلك لأن هذا الإنسان اختاره الله سبحانه وتعالى ليكون خلفه في هذه الأرض وقطباً يدور عليه رحى هذا الكون فمعصية الله سبحانه وتعالى متنافية مع هذا منصب الخلافة الذي أيده إليه ربه ومتنافية مع انسجامه مع نظام هذا الكون الذي تسبح كل ذرة فيه بحمد الله لسببه خاضعة لله فلذلك تظهر آثار هذه المعصية على هذا الكون وأثر هذه المعصية على نفسه يدل عليه قول الله سبحانه وتعالى (كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) ( المطففين : 14 ) ويوضح ذلك حديث رسول الله  وقد أخرجه الإمام أحمد والنسائي والترمذي وابن ماجه وابن جرير الطبري عن طريق أبي هريرة  أن رسول الله  : قال (( إذا أذنب العبد نكتت في قلبه نكتة سوداء فإن هو نزع وتاب واستغفر صقل وإن هو عاد زادت حتى تعلو قلبه فذلك الرعن الذي قال الله تعالى (كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ )

فمعصية الإنسان لربه سبحانه وتعالى تنعكس آثارها على نفس الإنسان بحيث ينطبق على الرعن وهذا أمراً فيه خطراً عظيم وهذا يظهر إذا ما فكر الإنسان في طبيعة نفسه فإن النفس البشرية طبيعتها لا تختلف عن الطبائع المحسوسة والأقدار المعنوية لا تختلف أيضا طبائعها عن الأقدار الحسية فلينظر الإنسان إلى الثوب الأبيض الناصع عندما يلامسه شيئاً من الأقذار فإن قام صاحبه إليه وغسله خبثه زال في ذلك القذر وزل أثره إذ يزول لونه ويزول أيضاً رائحة أما إن تركه عرضة للأقذار فإن هذه الأقذار عندما تتراكم على الثوب شيئاً فشيئاً يصبح رد الثوب إلى نصاعته السابقة أمرا عسيراً جداً فعندما يغسله بعد ذلك يغسله بشيئاً من الجعد ويكلفه الكثير الكثير ومع ذلك تكون الآثار باقية الإثار التي تعود إلى لون هذه الأقذار والتي تعود أيضاً إلى رائحة هذه الأقذار وإنما يكون الإنسان دائما بحاجة إلى التيقظ بمثلها فكذلك في أمر نفسه وكذل عندما ينظر عليها شيئاً من الصدى إن قام صاحبها وصقلها عادت إلى كبيعتها الأولى فصارت نقية صافية كما كانت من قبل أما عندما يترك الصدى يتراكم عليها فإن ذلك الصدى يؤثر فيها حتى يكون القضاء عليه أمراً صعباً عسيراً ومعصية الله يعدها جرة هي جراءته من حيث إن الإنسان يعصي العظيم الذي جلت عظمته والذي وسعت كل شيء قدرته ومن حيث إنه يعصي المنعم الذي سبغ عليه النعم الظاهرة والباطنة ومن حيث إنه يعصي إليه منقلبه وميعاده ومن حيث إنه يعص من بيده تصريف أمره وقد وعده وتوعده ولا ريب أم الحاجز النفسي مع الشعور الإنسان بعظمة الله تبارك وتعالى يباعد بينه وبين معصية أكثر ولكن هذا الحاجز النفسي يتحطم عندما يصر الإنسان على معصية خالقه تبارك وتعالى عن اصرار بمثابة انقطاع النظام السلك

فلا تلبث خرازته أن تتساقط فلا يكفي أن تسقط خروة واحدة وإنما تتابع الخرازات شيئا فشيئا حتى تنتهى وهكذا تتساقط الأعمال الصالحة بسبب إجتراء الإنسان على معصية ربه  عندما يتحكم الرعن في نفسه ولا يبقى بحسنة من الحسنات بل ينتبه وقد انتهت تلك الحسنات جميعاً وغرق في الموبقات وهذا لا يعني إنه لا تكون فلتة للإنسان لإن طبيعة الإنسان السهو والنسيان ولكن المؤمن سرعان ما يذكر والله سبحانه وتعالى فرق بين المصرين وغيرهم وقد قال  من قائل (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدِّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) ( آل عمران : 133-135 ) فالمتقون الذين وعدهم الله سبحانه وتعالى جنة عرضها السماوات والارض ليسوا بالمعصومين تقع منهم الفلتات فربما وقع احدهم في فاحشة ولربما ظلم أحدهم نفسه بموافقة شيئا من الصغائر والفاحشة لا تكون إلا كبيرة ولكن مع ذلك يدركون ويرجعون كما وصف الله تعالى بذلك الذين اتقوا فيهم وإن كان عرضة لوسوسة الشيطان إذ لا يكاد ينجو من وسوسة الشيطان إلا المعصومين إلا أنهم سرعان ما يدركون فالله تعالى يقول (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ) ( الأعراف : 200-201 ) هذا الصنف من الناس سرعان ما يذكر لأن خشية الله تعالى تبارك وتعالى تملى ما بين جوانحهم ورجاء الله تبارك وتعالى هو متعلق فلا يلبث الخوف والرجاء أن يتغلغلا تفاعلاً يوقظ هذه النفس فتعود إلى رشدها وتتوب من غيها وقلع عما وقعت فيه من سبب هلاكها فمن كان ذلك منه فلا ريب أن الله سبحانه وتعالى يحفظه من مكائد الشيطان فلا يكاد الشيطان يوسوس لهم وسوسة تخرجهم عن سواء السبيل حتى يتراجعوا ويتوبوا إلى رشدهم وإنما الذي يصر على معصية الله تبارك وتعالى لا ريب أنه جريء على الله بحيث يذكر فلا يذكر إذا قيل له اتقي الله أخذه العزة بالآثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد هذا الصنف من الناس هو الذي يقع والعياذ بالله في الهالك



ومع هذا فإن الله سبحانه وتعالى بفضله فتح الأبواب للتائبين عندما يقلعون عن نية وصفاء فلم يؤنس هؤلاء من رحمته  فهو  يقول (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ * أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطَتُ فِي جَنْبِ اللهِ وَإِن كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) ( الزمر : 53 –58 ) وجاء في الحديث عن النبي  أنه قال : (( إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر )) أي ما لم تصل إلى حلقومه ولكن من الذي يتوب هل الذي اغرق نفسه وعمره في معاصي ربه سبحانه وتعالى ترجى له التوبة إن التائبين هم الذين يذكرون عندما يقعون في مثل ذلك فالله سبحانه وتعالى يقول ((إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآَنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا )) ( النساء : 17-18 )

فالله سبحانه وتعالى بين من أولئك التائبون الذين يقبل توبتهم " إنما التوبة على الله " جعلها الله سبحانه وتعالى أمراً لازماً وإن كان هو  لا يسأل عما يفعل وهو يسألون إى انه سبحانه وتعالى بفضله وبحلمه وبحكمه اقتضى أمره أن تكون هذه التوبة مقبولة عنده سبحانه وتعالى بدون لأي سبب وبدون أي ريب فلذلك قال " إنما التوبة على الله " لمن هذه التوبة " لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ " الذين يقع أحدهم في السوء بسبب جهالة ولكن عندما يقع في هذا السوء يذكر فيعود إلى الله تبارك وتعالى من قريب لا يسترسل في سوء لأن المعصية كما قلت تجر معاصي ولأن الرعن عندما يستحكم في نفس الإنسان تعمى بصيرتها فلا تبقى هيئة لأن تذكر وتتبصر وبين سبحانه وتعالى أن وقوع هؤلاء في المعصية إنما يكون عن جهالة هذه الجهالة بسبب جهل حكم تلك المعصية التي ارتكبوها وإما أن تكون هذه الجهاله بسبب السفاهة التي تطرى الإنسان عندما تغشاه غاشية عن ثورة أو شهوة أو ثورة غضب

والتوبة تكون لهؤلاء عندما يتوبون عن قريب فلا تكاد تلك الثورة تهدأ أو لا تكاد تلك الثورة تسكن وتتكسر حتى يكون الإدكار ويكون الإياب إلى الله سبحانه وتعالى ولذلك قال " ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ " بحيث لا يسترسلون في المعصية وهذا أمراً يتنافى مع الإصرار على المعصية الله تبارك وتعالى أما من كان مصراً على معصية لا يبالي بها فلا ريب أن توبته بعيدة الذي تسول له نفسه أن يأكل الربا ويتلو آيات الله تبارك وتعالى في كتابه التي توعد على أكل الربا ويحذر منه سوء عاقبته ثم لا يبالي مع هذا كله أن يسترسل في غيه وأن يغدو ويمشي على معاملات الربا لا ريب أن توبته تكون بعيدة لأن الرعن يستحكم في نفسه وكذلك الذي يغدو ويمسي وهو يصر على الزنا الذي حرمه الله تبارك وتعالى لا ريب أن توبته بعيدة ليست كتوبته الذي يعود إلى الله تعالى من قريب ويتوب إلى رشده بعد وقوعه في غيه ...


يتبع ..




من مواضيعي :
الرد باقتباس
  #2  
قديم 17/12/2008, 10:11 AM
الفارس الاخير
مُخلــص
 
: " أثر المعصية في الفرد والمجتمع "لسماحة الشيح أحمد بتن حمد الخليلي

وكذلك الذي يصر على قتل النفس المحرمة بغير حق والذي يصر على عقوق والديه والإساءة إليها وقد ربياه صغيراً والذي يصر على قذف المحصنات وناول أعراض الناس من هنا وهناك من غير مبالاة ولأن ذكر لا يذكر لا ريب أن توبته بعيدة " إنما التوبة للذين يعملون السوء بجهاله " ثم مع ذلك ينثى عن غيه ويتوب إلى رشده عن قريب فإنه بفضل الله تعالى يتداركه عز وجل بلطفه ويغلق عليه سبب رحمته فيتوب إلى ربه سبحانه وتعالى ويصقل مرآه نفسه فتذكر هذه النفس بعدما كانت عليه من الغي والفساد وأنتم تلاحظون أن هؤلاء الذين وعدهم الله سبحانه وتعالى قبول التوبة وجعلها امراً لازما لم يصفهم 
بأنهم يعملون السيئات بل وصفهم بأنهم يعملون السوء بجهاله أتى بلفظ السوء مفرداً لم يقل يعملون السيئات ولم يقل يعملون الاسواء لأن هؤلاء عندما يقع أحدهم في معصية لا تكاد معصية أخرى تردفها إلا وقد تاب إلى ربه سبحانه وتعالى وأقلع عنه فذلك ذكر السوء هنا بصيغة الإفراد أما الذين قال الله سبحانه وتعالى فيهم بأنهم ليست التوبة لهم وصفهم بأنهم يعملون السيئات ويستمرون عليها بحيث تتابع بسيئاتهم لأنهم لا يقعون في سيئة واحدة فقط وإنما كل سيئة من سيئاتهم تجد ورائها أخوات وهكذا يسترسلون في الغي ويرتكبون المعاصي معصية بعد معصية ويقترفون السيئات سيئة بعد سيئة بوصفهم سبحانه وتعالى بأنهم يعملون السيئات
وأنهم يستمرون إلى أن يحضرهم الموت فعندما يحضرهم الموت ويرون علاماته وتبدو ولهم شاراته ويدركون اليأس من هذه الحياة عندئذ يقول أحدهم " إني تبت الآن " فتوبته ليست توبة حقيقة وإنما هي توبة الدعي " حتى إذا حضر احدهم الموت قال إني تبت الآن " ولم يقل سبحانه تعالى حتى إذا حضر أحدهم الموت تاب

وإنما قال " قال إني تبت الآن " فمثل هؤلاء كمثل الذي يصلط على رأسه بعد أن يعثر عليه لأنه مقارفاً لأمراً لا يرتضه النظام ولا يقره القانون فيحاول أن يتملص ويحاول أن يتخلص بقوله " إني تبت الآن " ولذلك جئ بكلمة الآن لأن هذه التوبة توبة غير مستمرة وإنما هي توبة إليه فلو أن من اسلك عليه الحسيف من قبل النظام أومن قبل القوة وكاد السيف فإنه سرعان ما يرجع إلى غيه وكذلك هذا الذي يرى علامات الموت وييأس من الحياة لعاد عادت إليه الحياة لا عاد إللى مكان عليه من غياً وفساد كيف واللهتبارك وتعالى يقول في أهل النار " ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه " هذا ولا ريب أن هذه المعصية التي تصدر من العاصي هي شذوذ عن الفطرة وانحرافاً عن النظام الذ طبع الله تبارك وتعالى عليه الوجود ولذلك سمي مرتكب المعصية المصر عليها فاسق أي " خارجا"

إذ الفسوق هو الخروج واستحق هؤلاء اسم الفسق بسبب خروجهم عن النظام الذي رتب الله تبارك وتعالى عليه هذا الوجود والفطره الني فطر الله عليها الكون ومن بين أفراد هذا الكون الجنس البشري وبذلك تكون معصيته التي يصر الله عليها نشاذا بينه وبين هذا الكون الواسع الأرجاء المترامي الأطراف فإن الكون كله متمثلاً لأمر الله منقاداً لحكمه كيف والله سبحانه وتعالى يبين لنا أنه قال لسماوات والأرض اتيني طوعاً أو كرها قالتا أتينا طائعين فالكون كله متمثلاً لأمر الله ولكن الإنسان يشذ عن هذا النظام هذا الكزن عندما يتبع منهج الشيطان الذي خرج هو أيضا عن نظام هذا الكون هذا هو الأثر الذي يكون بالنسبة إلى الفرد الذي يعمل السيئات ويصر على هذه السيئات ولا يقلع عن غيره ولا يتوب على رشده أما بالنسبة إلى أثر المعصية على المجتمع فإن أثرها أثراً خطيراً جداً عندما تتفش وتنتشر لا ريب أن المعصية قد يبدو للإنسان أن بعضها إنما تكون فيما بين العاصي وبين ربه وهي التي لا يبدو أن فيها حقا للعباد أثرها السئ على العباد فلذلك كان من المفروض على الناس جميعاً أن يتعاونوا على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
حتى يطهروا مجتمعهم من رجس المعصية ويتخلصوا من أثرها السلبي لنقدر المعصية التي تبدو وللناس أن العلاقة بينها وبين غير العاصم عليم للكذب والزنا والكبر والعجب والرياء وسائر هذه الأعمال التي يبدو أنها إنما هي بين العاصي وبين ربه ولا علاقة للمجتمع بها للنظر إلى مثل هذه المعاصي ماذا عسى أن تكون حالتها قبل كل شيء علينا أن ندرك المعصية إما أن تكون بفعل منهيا عنه أو ترك ما أمر به يفعل المنهين عنه
كما ذكرنا ففعل المنهي عنه كما ذكرنا وترك الأمور به كترك الصلاة والصيام والزكاة والحج آثارها وبر الوالدين وما إلى ذلك لننظر في كلا الأمرين ما هي العافية التي تنعكس آثارها على المجتمع لنّظر أولا في الكذب هل مضرة الكذب خاصة بالكذاب وحده أو أن مضره الكذب تنعكس آثارها على المجتمع بأسره

إن مضره الكذب ليست بالمر الهين فالإنسان الكذاب لا يبالي بأن يفعل أي معصية كانت إذ التزم الصدق هو الذي يدعو إلى البر بينما يعود الكذب الذي يدعو إلى الفجور فالنبي  يقول " عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وغن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق في كلامه حتى يكتب عند الله صديقاً وإيكم الكذب ف، الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً " هذا الإنسان لا يبالي بالكذب مع إنه يعلم أن الكذب أمراً عظيم هل يطمئن إليه في معاملاته هل يوثق به في بيعه وشرائه هل يعتمد عليه في أجرئه وعطائه لا ريب أنه لا يعتمد عليه فإن مضرته مضرة عظيمة فهو لا تؤمن منه الخيانة ولا يؤمن منه الغدر ولا يؤمن منه الفجور في أي حال من الأحوال لأن الكذب بدعاة لذلك كله كذلك إن تعود هذا الإنسان العيب لا ريب أن اعتياده إلى الغيبة يؤدي به إلى هتك الأعراض الناس وعدم مبالاته بحقوقهم وحرماتهم وهذا بطبيعة الحال مما يؤدي إلى العدواة فيما بينهم ثم إن ذلك قد يؤدي إلى تجاوز هذا الحد حتى يقذف المحصنين والمحصنات وقذف المحصنين والمحصنات من أهم المخاطر فإن المعصية التي تسبب إلى هؤلاء عندما يقذف أم القاذف ليست بالأمر الهين فعندما يتحدث إنسان بأن فلان وقع فيها أو فلانة وقعت فيها ويتفشى
ذلك في المجتمع تكون هذه المعصية في نفوس صغار النفوس قلال العقول حتى لا يبالوا فيما بعد بسبب تفشي ذكرها

ولذلك شدد الله سبحانه وتعالى العقاب عليها في الدنيا وفي الآخرة أما في الدنيا فقد أمر بعقوبتين شديدتين عليها في هذه المعصية من قبول الشهادة ، أما في الآخرة فإن عقوبتها عقوبة شديدة بينها الحق سبحانه وتعالى في قوله (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاَتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ) النور : 32-25 ، أما لزنا فإن ضرره بين الزانيين فحسب إذ أمر أمراً كبيرا فالزاني والزانية كلاهما يهدمان شرف آسرتيهما إذ الزنا خيانة ليست بعدها خيانة .

كلاهما يهدمان شرف أسرتيهما إذ الزنا خيانة ليست بعدها خيانة فهذا الزاني يخون أمراته ويخون أسرة ويخون مجتمعه بالإفضاء إلى المرأة الزانية والمرأة الزانية أيضا بزناها تخون زوجها وتخون أسرتها بالعار وتخون مجتمعها وتلحق بأسرتها من ليس من دمهم وفي مثل هذه الحالة عندما يتفشى الزنا والعياذ بالله لا يطمئن أحداً إلى نسبه لا يطمئن ولداً إذ لا يعرف هل هو من دمه أو هو من دماء قوم آخرين وبسبب عدم اطمئنانه تكون القطيعة وتكون البغضاء ما بين الأسرة الواحدة فأثر المعصية إذ ليس بالأمر الهين كذلك عندما تكون المعصية شيئا فشيئا قلبيا أي أمرا باطنا في نفس الإنسان كرياء والعجب والكبر والحسد وأمثال هذه الأشياء لا ريب أن أثارها أيضا تظهر على سطح هذه الحياة ولا ينعكس على من تلبس بها فحسب إنما تنعكس أثارها على الكثير الكثير من الناس فندما يتكبر الإنسان على غيره من البشر لا ريب أنه يحتقرهم ولا يبالي بحقوقهم وكرماتهم وبسبب كبريائه وتتطاوله عليهم يغبطهم ما لهم من الحقوق ويتجرئ على مالهم من الحرمات وفي مثل هذه الحالة يكون التدابر بين الناس وتكون القطيعة بينهم كذلك عندما يتلبس الإنسان بالحسد والعياذ بالله فإن حسد يدعو إلى البغي على المحسود
وهذا أمرا يفضي إلى القطيعة والعداوة في ما بين الناس كذلك عندما يأتي الإنسان ما يأتيه من الأعمال رياء لا يطمئن إلى صدقه في معاملاته ولا يطمئن إلي لا يغدر بالناس بسبب أنه لا يخشى الله سبحانه وتعالى في قرار نفسه وهكذا تكون أثار المعصية تنعكس على المجتمع بأسره ويتجرع هذا المجتمع مرارتها أما إن كانت هذه المعصية يترك مأمر به كان يترك الإنسان الصلاة وأن يترك الزكاة أو أن يترك الصيام
أو أن يترك الحج مع القدرة عليه فإنه يحرم من أثار هذه العبادات على نفسه ويحرم مجتمعه فالإتيان كيف والصلاة هي كما قال سبحانه وتعالى (إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) فالإتيان بها على الوجه الشرعي من غير تقصير في شيء من حقوقها ومن غير تجاوزاً لشيئا من حدودها يؤدي بطبيعة الحال إلى أن يكون الإنسان متقيا منآة الله سبحانه وتعالى فإن كان على عكس ذلك فعدم الإتيان بالصلاة أو عدم المحافظة على ما الها من حقوق وما جعل الله سبحانه وتعالى فيها من روح وهي الخشوع لله  و بلا من ذلك يؤدي إلى أن يكون هذا الإنسان سيئ المعاملة فبينما بينه وبين غيره والدليل على



ذلك واضحا قوله سبحانه وتعالى (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلاَ يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ *وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ) ( الماعون: 1-7 ) إذ ذكر الله سبحانه وتعالى التكذيب بالدين ودع اليتيم وعدم الحض على طعام المسكين ثم بعد ذلك توعد بالويل للمصلين الذي عن صلاتهم ساهون مع أن سياق الكلام كان يقتضي أن يقول فويل لعم أو فويل لهؤلاء ولكن بدلاً من ذلك جعل الويل منصب على المصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون من أجل الإشعار بأن سهوهم عن الصلاة كان هو السبب في مقارفة ما ذكر الله فإذا هذه المعصية تكون ذات أثار سلبية على المجتمع ومنع الزكاة كذلك بل آثار منع الزكاة ظاهرة فإن الزكاة وإن كانت عبادة لله بحانه إلا إن فيها حقوقا للعباد عندما يمنعها الإنسان يحرم بها ومع هذا كله أيضا لا تكون نفسه متربية على الفضائل بل يعكس ذلك تكون نفسه أسيرة شهوة المال إن هذه الشهوة الجامحة تستولي على هذه النفس وعندما تستولي عليها لا تبالي بالوط على جميع الفضائل والقيم في سبيل لإشباع هذا النهم الذي لا يقف عند حد وهذا أمرا يظهر من إجرام المجرمين الذين يسفكون دماء الناس ويقطعون عليهم السبل ويزهقون أرواحهم فإن ذلك كثيراً ما يكون بدافع من شهوة المال الناس مع قوة سلطانها أن يطرد على جميع القيم ولا ربما أدت بالإنسان إلى أن يعتدي على أقرب أقربائه وأخفى خاصة رغبة في إشباع هذه النفس التي لا يقف شعارها عند أي حد من الحدود والصيام هو سببا من أسباب الاستمساك بحبل التقوى
فإن الله سبحانه وتعالى بين حكمه مشروعية الصيام في أول آية من آيات الصيام وفي آخر آية من هذه الآيات أما في أول آية فذلك قول الله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) ( البقرة : 183 ) أي لتتقوا فإن لعلها بمعنى كي إذ هي تعليلية كما قاله عدد كبير من النحاه وكما جنحت إليه طائفة من المفسرين وأما الآية الأخيرة فهي قوله الله سبحانه وتعالى (كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) البقرة: 187 وهي تدل على أن مشروعية الصيام من أجل التقوى وتقوى الله سبحانه وتعالى هي صمام الأمان في هذه الحياة فهي ضمان لحسن التعامل فيما بين الناس بحيث لا يعتدي أحداً على حقوق الآخرين ولا يتجاوز حدوده ولا يطلب ما ليس له وهذه التقوى هي التي تؤدي بالإنسان إلى أن يبذل ما عليه وأن يزيد على ذلك من تلقي نفسه تقربا إلى الله سبحانه وتعالى فندما ما يدع الإنسان الصيام
أو يصوم صياما غير الصيام المشروع الذي هو ضبط النفس عن جميع شهواتها ومنعها من مقارفة أي معصية من معصية الله لا ريب أن صيامه ذلك الذي هو مجرد أمراً شكلي يجعله جزا على الوقوع في معاصي فجعله جزءا على تجاوز حدوده وعدم المبالاة بما بشرع للناس من حقوق في هذه الحياة والحج مثل ذلك فإن الحج تطي بالتقوى في آيات كثيرة في الكتاب العزيز فمن ترك الحج لم ينل ما يكسبه الحاج ويتزوده في تلك العراس الطيبة الطاهرة من تقوى الله سبحانه وتعالى وهذا يؤدي كنا قلنا لعدم المبالاة بحقوق الناس..


يتبع..



من مواضيعي :
الرد باقتباس
  #3  
قديم 17/12/2008, 10:14 AM
الفارس الاخير
مُخلــص
 
: " أثر المعصية في الفرد والمجتمع "لسماحة الشيح أحمد بتن حمد الخليلي

وكذلك جميع ما فرضه الله سبحانه وتعالى من أمانة وحسن معاملة في ما بين الناس عندما يبديه الإنسان يؤدي ذلك إلى سوء العاقبة فيما بين الناس بل ذلك مما يؤدي إلى التعادي عندما يتفى ذلك في أوساطهم فضلا عن المعاصي الني تظهر لزل وهلة أثارها السلبية في حياة الناس أي في المجتمع كسرقة وقتل النفس المحرمة بغير حق وخيانته الأمانات وما كان شبيهاً بذلك إلى منع الحقوق الواجبة فإن أثار هذه المعصية أثاراً ظاهره سلبية من بين هذه المعاصي قطيعة الأرحام والإساءة إلى الجيران وعقوق الوالدين وسائر المعاصي التي تكون فيما بين العاصي وبين بني جنسه هذه المعاصي كلها أثارها سلبية من أول وهله تبدو للناس أن أثارها سلبية
من أول وهله فإذا أثر المعصية هو أثراً سلبي

ولكن جعل الله تبارك وتعالى علاجاً للمجتمع يعالج به هذه المعصية وذلكم هو الأمر بالمعروف وينون عن المنكر فالله عزوجل قال (وَلْتَكُن مِّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) ( آ ل عمرن : 104 ) فالمجتمع بأسره أن يكون كذلك مطالبا بأن يكون جميع أفراده يكونون أمة شأنها الأمر المعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وقد حصر الله تعالى الفلاح في هذا الصنف من الناس وهذا يعني ان كل فرد من ألأفراد مطالبا بأن يكون كذلك والدليل على هذا الحصر وهو قوله سبحانه وتعالى (وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) كما أن ثمة أدلة أخرى تدل على ذلك منها قوله سبحانه وتعالى : (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) ( العصر : 1-3 ) فإن التواصي بالحق والتواصي بالصبر ركنان من أركان النجاة من الخسران الذي كتبه الله سبحانه وتعالى على جميع الجنس البشري إلا أولئك الذين استثناهم

وهذا واضح من حيث إنه سبحانه لم يكتفي في بيان أسباب النجاة من هذا الخسران على ذكر إيمان والعمل الصالح وحده بل أضاف إليها التواصي بالحق والتواصي بالصبر ومعنى ذلك أن الإنسان وإن أمن وعمل صالحا إلا أنه لم يكن من الذين يتواصون ويتواصون بالصبر فليس هو ناجياً من الخسران كما ،ه يد على ذلك أن رسول الله  : قال : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان )) ويدل أيضا أن الناس عندما يتركون هذا الواجب تتفشى آثار هذه المعصية فيهم وينالهم جميعاً عقاب الله قوله سبحانه (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ) ( الإسراء : 16 ) فإنه تبارك وتعالى ذكر هنا أن ذلك سببا في وقوع الدمار في القرى عندما يترك أهلها القبض على أيدي المترفين
والضرب على أيدهم حتى يرتعوا عن معاصي الله فعندما يظهر الفسوق فيما بين الناس ولا يبالي عامة الناس بما يفعله الفسقه تنقلب عاقبة ذلك الفسق على الجميع ويكون الدمار دماراً شاملاً والعياذ بالله في القرآن الكريم الكثير الكثير من الآيات التي تدل على هذه العاقبة السيئة التي يكابدها الناس بسبب تشب المعصية فيما بينهم فهو تعالى يقول (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الأنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ ) ( الأنعام : 6 ) فلأمم إنما بحشو هذه المعاصي وعدم المبالاة بها هذا وقد وجدنا في طوايا الآيات القرآنية الكريمة ما يدل على أن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يفضي بالناس والعياذ بالله إلى أمراً كبيرا جدا يفضي بهم إلى أن يكونوا ملعونين أي محرمين من رحمة الله

فهو الله يقول : (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) ( المائدة : 78 -79 ) قد بين سبحانه كيف كانت عاقبة بني إسرائيل الذين انقسموا طوائف فيما يتعلق بالعدوان . بالسبت فطائفة أعتدت في السبت ولم تبالي بحرمات لله وطائفة أخرى لم تعتدي في السبت ولكنها وقفت موقفاً سلبياً لم تذكر هذا العدوان بل أفضى بها الحال إلى الاستخفاف أولئك الذين يذكرون هذه المعصية بدعوة أن هؤلاء لا يجدهم الأذكار كيف كان أمر هؤلاء ثالثه هي التي عملت بأمر الله فقامت بتغيير المنكر بين الله سبحانه وتعالى كيف كان أمر هؤلاء وذلك فيقوله (وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * وَإِذَا قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ * بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ) ( الأعراف : 163 -165 ) ونحن نقول بأن الذين ظلموا وصفا يصدق على تلك الطائفتين الطائفة التي اعتدت والطائفة التي سكتت وهذا ظاهر من سائر دلالات الآيات الأخرى التي تدل على ذلك



ومن بينها قول الله سبحانه (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) فإن قوله " كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ " بيان سبب استحقاقهم هذا اللعن وقوله " الذين ظلموا " إذ يصدق على تلك الطائفتين ولسنا مع الذي يقول بأن الذين ظلموا الذين ارتكبوا وحدهم ويقفوا في مصير الذين سكتوا بل دلالة الآيات القرآنية تدل بكل وضوح على أن الذين ظلموا وصفا صادقا على الطائفتين وأن تلك الطائفتين أخت بعذاب بئس من عند الله سبحانه وتعالى فإذا مكافحة المعصية أمرا لابد من هو مسؤولية يتحملها جميع الناس أفردا وجمعات ومحكومين صغارا وكباراً رجالاً ونساء أقوياء وضعفاء وهذه الدلائل البينة والدليل على أن النساء يدخلن في ذلك ما وصف الله سبحانه وتعالى به المؤمنين والمؤمنات عندما قال (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ ) ( التوبة : 71 ) أول وصف به المؤمنين والمؤمنات هنا هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعد ما وصفهم بأن بعضهم أولياء بعض وفي هذا ما يوحي أن هذه أي الترابط بين المؤمنين والمؤمنات لا تكون أبداً إلا مع القيام بهذا الواجب ومما يدل على هذا أن الله سبحانه وتعالى في معرض الدعوة إلى الاجتماع والتحذير من التفريق والاختلاف أمر بأن تكون هذه الأمة أمة أمر بالمعروف ونهي عن المنكر فإن الله سبحانه وتعالى جاء بقوله عزوجل : (وَلْتَكُن مِّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) ( آل عمران : 104 ) وبين قوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُّسْلِمُونَ *وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) ( آل عمرن : 102 -103 ) وقوله (وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) ( آل عمران : 105 )

هذا ما يدل بكل وضوح على أن ترك المر بالمعروف والنهي عن المنكر أمراً خطيراً يفضي إلى التعرف والتمزق وانقسام الناس شيعا وأحزابا يلبس الله سبحانه وتعالى بعضهم بعضاً للعدوات والبغضاء والحروب والمنازعات والشقاق ثم تقع الحوادث بعد ذلك التي تترتب على هذا التفرق وهذا التمزق والعياذ بالله بينما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صمام الأمان لهؤلاء والله سبحانه وتعالى ألحد في كتابه العزيز أن يمكن لهذا الصنف من الناس الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فهو القائل (وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ *الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ ) ( الحج : 40 -41 )

وبما أن الناس حياتهم حياة اجتماع وليست حياة تفرق إذ لا يستقل أحداً منهم بمصالحه فإن حياتهم متداخلة بتداخل مصالحهم ومنافعهم وتشابك جميع شؤونهم بعضها مع بعض بما أن الناس من هذا طبعهم فهم مثلهم كمثل ركاب السفينة إن غرقت السفينة غرقوا جميعا وإن نجت السفينة نجوا جميعاً وقد ضرب النبي  مثلاً لذلك الذي يحفلا ما يله من ألواح السفينة فإنه عندما يخترق خرقا يتركه من حوله يفعل ذلك لا ريب أن السفينة تغرق بجميع ركابها أما عندما يقبضون على يديه ويحولون بينه وبين ذلك فلا ريب أنهم جميعا ينجون بمشيئة الله وهكذا عندما يقبض الناس على أيدي المفسدين ويردعهم عن الفساد ويأمروهم بالمعروف ويطردهم على الحق إطراد كما جاء في حديث رسول الله  تكون العاقبة حسنة للجميع أما عندما يسترسل المفسدون في غيهم وفسادهم تنقلب العاقبة السيئة على الجميع والعياذ بالله نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا هداه مهتدين غير ضالين ولا مضالين سلماً لأولياء وحربا على أعداءه نولي بولياته من أطاعه ونعادي بعداوته من عصاه من خلقه إنه تعالى على كل شيء قدير اللهم هدنا للهدى ووفقنا للتقوى وعافنا في الآخرة والأولى اللهم إنا بك نعتصم وإليك نلجوا نسألك ربنا أن لا تكلنا إلى نفوسنا ولا إلى أحدا طرفه عين ولا أدنى من ذلك ولا أكثر ونسألك ربنا أن تصلح شأننا كله بما أصلحت به شأن عبادك الصالحين اللهم ربنا إنا نسألك بأنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد نسألك ربنا أن لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته ولا عيبا إلا أصلحت ولا غما إلا فرجته ولا كربا إلا نفسته ولا دينا إلا قضيته ولا مريضا إلا عافيته ولا غائباً إلا حفظته وردته ولا ضالا إلا هديته ولاعدوا إلا خفيته ولا دعاء إلا استجبته ولا رجاء إلا حققته ولا بلاء إلا كشفته ولا سائلا إلا أجبته ولا جاهلاً إلا علمته ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة
هي لك رضا ولنا صلاح ومنافعة إلا قضيتها ويسرتها في يسر منك وعاقبة اللهم ربنا أستخلفنا في أرضك كما استخلفتنا من قبلنا من عبادك المؤمنين وتمكن لنا ديننا الذي ارتضيه لنا وأبدلن نجوانا آمنا وبذلنا عزا وبفقرنا غنى وبتشتتنا وحدة وأجمعنا على كلمة تؤلف بين قلوبنا بطاعتك وجعلنا من عبادك الذين وصفتهم بقولك " الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ " اللهم أبرهم في هذه الأمة أمر صلاح ورشد وعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصييتك ويأمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر وتقام فيه حدودك وتنفذ فيه أحكامك ويطبق فيه شرعك ويتبع فيه كتابك ويقتدي فيه برسولك 

اللهم  وسلم وبارك على سيدنا محمداً وعلى آله وصحبه أجمعين سبحانك ربك رب العزة عما يصفون وسلاما على المرسلين والحمد لله رب العالمين وشكراً لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمدا وعلى آله وصحبه أجمعين .

نجيب على هذه الأسئلة الواردة بقدر الاستطاعة شاء الله بقدر ما يتسع الوقت وما يتسع له البرنامج المعد نجيب إن شاء الله على ما يرد من هذه الأسئلة :

* السائل يقول : رجل يأخذ بقول أحد العلماء ويتبع أقواله في هذه الأقوال مخالفة بما ورد عن النبي  وليس ذلك العالم بمن يترك الحق ولكن بسبب عدم توفر المصادر والمراجع لديه أدى به اتجاه لهذا الأمر فهل يحق للضعيف المقلد الذي لا يقوى على التميز بين صحيح الأقوال وضعيفها أن يأخذ بقول هذه العالم وهو مخالف لما عليه الفتوى من علماء عصره ؟
الجواب : لا عبرة بكلام أي أحد مع كلام الله تعالى وكلام رسول الله  يقول الإمام السالمي رحمه الله :
ولا تناصر بكتاب الله ولا كلام المصطفى أواهي
معناه لا تجعل له نظيرا ولو يكون عالما خبيرا
فلا عبرة بقول أحد من الناس مع مخالفة لما ورد في كتاب الله أو ورد في صحيح السنة وإنما الأخذ بما في الكتاب وبما ثبت في حديث رسول الله  وعند قيام الحجة على الإنسان من علماء عصره بأن هذه هو الثابت الصحيح الذي قاله بسبب عدم وصوله إلى ما ثبت في صحيح السنة بل عليه أن يسلم لأمر الله وأمر رسوله وما كان لمؤمن إذ قضى الله ورسول أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعصى الله ورسوله فقد ضل ضالاً مبيناً على أن الضعيف مأمورا بأن يرجع إلى علماء عصره ليبينوا له القول الراجح والله تعالى أعلم .

* السؤال : يقول ما حكم غلاء المهور ؟
الجواب : هو بدعات للمفسدة وسببا لتفشي الفحشاء ، فيجب على الناس أن يكافحوا هذه العادة السيئة ويجب قبل كل شيء أن يعلموا أن المهر لا يدل على قيمة المرأة فليس هو مقياس لقيمة المرأة وإنما الصداق هو فرقا وتميزا بين الحلال والحرام وهو تميزا بين النكاح والسفاح وعليهم ان يدركوا أن الصداق هو حقا للمرأة وحدها فهي التي تقرره هي التي ترضى بالصداق الأدنى أو تشترط الصداق الأعلى فليس لوليه أن يفرض من تلقى نفسه الصداق الذي يريده بنفسه مع أنها ترضى بما دون وليس له أن يأخذ شيئا منه لنفسه ولا يعطى شيئا منه غيرها إذ الصداق حق لها وليس حق له فإن الله تعالى يقول : (وَآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ) ولم يقل " وءاتوا أولياء النساء صدقاتهن أو صدوقتهن والله تعالى المستعان .
* السائل : يقل : هل الإنفاق في البرامج الصفية وفي مجال الدعوة يعد من باب الأمر بالمعروف والنعي عن المنكر ؟
الجواب : نعم ذلك الإنفاق هو وضعا للمال في موضعه فالإنسان مسؤول عن المال من أين أكتسبه وفيما أنفقه فعندما ينفقه في نشر العلم وتوعية الناس وإرشادهم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تكون هذه النفقة نفقة في سبيل الله يثاب عليها ذلك الثواب العظيم الذي بينه الله تعالى في قوله : (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَّشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) .

* السائل يقول : هل تنصحني بالخروج مع أهل الندوة الذين يخرجون إلى منطقة ربما تبعد من منازلهم نصف ساعة بالسيارة ويبيتون هنالك ليلتين أو ثلاثاً وهم يقولون أن الصحابة يفعلون ذلك فهل هذا صحيح ؟
الجواب : أولا قبل كل شيء علينا أن ندرك أن الدعوة مطلبا مهم وأن مسؤولية الدعوة مسئولية عظيمة ولكن أن ندرك أن أساليب الدعوة تتفاوت بين وضعا وآخر بين منطقة وأخرى بين مجتمعا ومجتمع بين بيئة وبيئة فقد يجدي في هذه البيئة ما لا يجدي في تلك البيئة وسائلا لا يلزم أن تكون على وتيرة واحدة وتطور الحياة هو من سنن هذه الحياة ولو بقى الأمر عل ما كان عليه في عهد الرسول  وعهد الصحابة رضي الله عنهم لما ركبنا سيارة ولما حجنا بطائرة ولما عملنا شيئا من ذلك علينا أن ندرك أن الوسائل تتفاوت وإنما علينا أن نسعى إلى المقاصد علينا أن نحرص على المقاصد ثم بجانب هذا لابد من أن ندرك أن الدعوة إلى الله تستوجب الفقه في دين الله فالإنسان لابد من أن يتفقه في دين الله ليتمكن من الدعوة إلى ربه على بصيرة فالله تعالى يقول لنبيه  : (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) ( يوسف : 108 ) فالجاهل مكالبا بأن يتعلم بأن يتفقه في دين الله وأن يكون على بينة مما يدعو إليه وكذلك علينا ان ندرك أن الله سبحانه وتعالى ربط بين الإنذار والإضرار هو عين الدعوة وما بين الفقه عندما قال (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) ( التوبة : 122 ) فالدعوة إلى الله يجب أن تكون على بصير ومع هذا علينا أن تدرك أن التحدي والتخلي مطلبان إذ لا بطلب من الإنسان أن يتحلى بالفضائل وحدها مع عدم تخليه عن الرذائل فالله تعالى بين لنا أنه لابد من التخلي عن المعاصي وتقوى على الله تعني التخلي معا لكلمة التقوى تدل على تجنب سخط الله وذلك بفعل أوامره وبترك نواهيه فلا يكفي بالإنسان أن يعمر بالفضائل ولا يكفي منه أن يأمر بالعبادات وبالأعمال الصالحة ولا بين الأمة الأمراض إذ الله تعالى يقول : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَر )وقال (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ ) وقال في بني إسرائيل " كانوا لا ينتهون عن منكراً فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون " لا يكفي ذلك ثم علينا أن ندرك أيضا أن الإسلام دعوة إلى الانفتاح فلا يجتري من الإنسان أن يتثقف ثقافة محصورة في إطار معين بحيث لا يتجاوز هذا لإطار عليه أن يوسع مداركها أو عليه يتبوأ النبي  والمؤمنين بما أل إليه أمر الدولتين الكبيرتين اللتين كانتا تتناحران وتتناطحان في ذلك الوقت وهي تتقاسمان معظم العالم المتحضر دولة الفرس ودولة الروم وأن الأمر وله للفرس على الروم وسينقلب فيما بعد الحاضر ذلك مع أن المؤمنين في ذلك الوقت كانوا فله وكانوا منحصرين في المجتمع المكي ولم يكن نفوذ إحدى الدولتين يصل إليهم ولكن ذلك لأجل أن تكون هذه الأمة أمة عالمية فكيف في هذا العصر ينحصر الإنسان في إطار ضيق ولا يتسع ما يجري في هذا العالم أن الآن بين دعوتين دعوة لإنهاء الإجابة عن الأسئلة نظراً لضيق الوقت ومن أجل توزيع الجوائز ودعوة الإجابة على هذه الأسئلة من أجل أهميتها فأن أجمع بين الأمرين بمشيئة الله بحيث يكون الإجابة مختصرة لأنني أرى هذه المسائل مسائل مهمة جداً .
* السائل : يقول ما حكم التحريش بين الحيوانات وخاصة ما يسمى بمناطحة الثيران إذ أن الكبيرة والصغيرة والذكر والأنثى والخاصة والعامة يشتركوا في هذه الظاهرة التي تصاحبها كثيراً من المناكير لإضاعة الصلاة والوقت والمال والاختلاط والسب وانتشار الحسد بين أفراد المجتمع وما هو توجههم إقضاء على هذه الظاهرة ؟
الجواب : قبل كل شيء قبل النظر في إضاعة الصلاة وإضاعة الوقت والمال والاختلاط والسب وانتشار الحسد بين أفراد المجتمع فبل هذا كله نفس التحريش بين الحيوانات كبيرة من كبائر الإثم وعن ابن عباس رضي الله عنه إن ذلك بما وردت عن قوم لوط فالتحريش بين الحيوانات من كبائر الإثم لا يجوز بأن حال من الأحوال فلا يجوز للإنسان أن يغري حيوانا على حيوانا اللهم إلا في حالة الصيد أما هكذا أن نتخذ الحيوانات عرضة للغراء فيما بينها والتفرج عليها من هذه الناحية هذه قضية ليست إنسانية بل تخالف الفطرة الإنسانية وهذا دليل فساد الفطرة والانحراف عن دين الله تعالى الحق فأين الرحمة التي فرضها الله سبحانه وتعالى على الإنسان حتى للحيوان إن الله قد كتب الرحمة على كل شيء فإذا ذبحتم فاحسنوا الذبح وإذا قتلتم فاحسنوا القتل فأما الداعي إلى ذلك وقد نهى النبي  أن نتخذ الحيوانات إعراضا أي أن نتخذ أهدافاً ترمى بالسهام اللهم إلا لمأكله نهى عن قتل أي حيوان إلا لمأكله فما الداعي إلى ذلك ما الداعي إلى هذا التحريش وأي مصالحة في هذا بجانب ما ذكر من المفاسد لأن ما ذكر من المفاسد هو أثام بعضها فوق بعض فأن لم يتب هؤلاء عن غيهم سينقلبون إلى العاقبة السيئة والعياذ بالله .
* سؤال آخر : ما حكم الزار والمشاركة فيه والمشاهده لما يفعله أصحابه الزار وهل يصلي عليه ويدفن في مقابر المسلمين ؟
الجواب : إن كان يتقرب إلى غير الله ويعتقد النفع من غير الله ويفعل ما يفعل من القربات للشياطين بدعوى دفع المفسدة أو جلب المصلحة فذلك من الإشراك بالله سبحانه وهذا ما بقى في هذه الأمة من عادات الجاهلية والعياذ بالله فإن اله تعالى نعى هذه الأحوال على أهل الجاهلية فقد قال (قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لاَ يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا للهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ) ( الرعد : 16 )
ومن كان كذلك فلا يدفن في مقابر المسلمين ولا يصلى عليه إذ هو ليس من المسلمون .
* سؤال آخر : لقد انتشر في أيامنا هذه عادة غريبة وهي أقرب كعادات الجاهلية الأولى وهي إشهار الختان ولم يكتفي الناس بهذا فحسب بل أخذوا يضربون الطبول ويعزفون المزامير ويعلون راية الشيطان الذي عشش في أفدتهم وأستحوذ على عقولهم وزين لهم سوء أعمالهم والأغرب من هذا هو أن يقوم الناس بتوزيع الطعام على المنازل مقابل مبلغ يدفعه كل حسب استطاعة وهو ما يسمى بالمذهب فما حكم هذه الفعال كلها والكل فيها ؟
الجواب : هذا كله من مذهب الشيطان وليس هو من مذهب الإسلام فيجب اتقاء ذلك كله والله المستعان .


تم بحمد الله



من مواضيعي :
الرد باقتباس
  #4  
قديم 17/12/2008, 10:28 AM
صورة لـ شذى الورد
شذى الورد
مُتـواصل
 
: " أثر المعصية في الفرد والمجتمع "لسماحة الشيح أحمد بن حمد الخليلي


هههههههه


اخيرااااااااااااا
دشيت كم مرة حصلت يتبع ما بغيت ادش عرض 000
ما شاء الله خيوووو
موضوع مهم عن جد ورائع
جزاك ربي الجنة وفي ميزان حسناتك
ما قصرت والله 00 تسلم الأيادي فروس
مبدع
تحياتي شذى

-----------------------------



من مواضيعي :
الرد باقتباس
  #5  
قديم 17/12/2008, 12:28 PM
الفارس الاخير
مُخلــص
 
: " أثر المعصية في الفرد والمجتمع "لسماحة الشيح أحمد بن حمد الخليلي

إقتباس
 مشاهدة المشاركة اقتباس من مشاركة شذى الورد

هههههههه
اخيرااااااااااااا
دشيت كم مرة حصلت يتبع ما بغيت ادش عرض 000
ما شاء الله خيوووو
موضوع مهم عن جد ورائع
جزاك ربي الجنة وفي ميزان حسناتك
ما قصرت والله 00 تسلم الأيادي فروس
مبدع
تحياتي شذى

-----------------------------

يسلموا خيتي .. عالمرور .. منوره



من مواضيعي :
الرد باقتباس
الرد على الموضوع

مشاركة الموضوع:


إنتقل إلى

عناوين مشابهه
الموضوع الكاتب القسم ردود آخر مشاركة
تواضع تكن كنجمٍ لاح لناظرٍ - " الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم" semo موضوعات عامة 1 18/10/2011 10:19 PM
بمناسبة الإسراء والمعراج محاضرة لسماحة الشيخ أحمد الخليلي مديونير مجلس الأعضاء 0 30/07/2008 08:33 AM


الساعة الآن: 12:57 AM

vBulletin ©2000 - 2024
 
 
عمانيات  مراسلة الإدارة  تصفح سريع منتديات