عرض مشاركة مفردة
  #33  
قديم 12/02/2008, 01:59 PM
الفارس الاخير
مُخلــص
 
رد : الـفـضائيـــات وتأثيـرها على مجتمعنـا

76ـ أجرى عملية جراحية ليصبح شبيهاً بإحدى المغنيات الماجنات!!



في برنامج متلفز على إحدى الفضائيات العربية، كاد المذيع يطير من الفرح، وهو يزف للمشاهدين أن رجلاً أجرى عملية جراحية في وجهه ليصبح شبيهاً بإحدى المغنيات التي عرف عنها المجون والخلاعة، وقدم هذا الخبر ليكون مفاجأة لتلك المغنية التي كانت ضيفة على البرنامج، ليثبت لها حب الجماهير بعد الشائعة التي انتشرت ضد هذه المغنية.
إننا لا نستطيع أن نعبر عن هذا الموقف إلا بالقول: إنها تفاهات وسخافات كثيرة بين شباب الأمة، ويشجعها الإعلام بكل ما أوتي من وسائل. إن هذا الموقف وغيره يدل على الضياع الذي فيه شباب الأمة الذين عموا عن القدوة الحسنة، وأدمنوا التقليد الأعمى الذي يجر عليهم الخيبة والخسارة ويؤدي بهم إلى الوقوع في هوة المجون والخلاعة.
لقد أثمر الجهد المتواصل الذي لا يعرف الملل والكسل من قبل أعداء الأمة كي يغيبوا الأخلاق والمثل العليا عن شباب أمتنا، حتى يصيروا جثثاً متحركة بلا هوية أو عقيدة أو خلق أو ضمير؛ ويتحولوا إلى مخنثين.
إن لدى أعداء الإسلام رصيداً وافراً من الوسائل والسبل التي يستخدمونها لإيقاع أبناء الأمة في المصيدة التي نصبوها لهم، فإذا لم تفلح – مثلاً- وسيلة الغزو والاحتلال لجؤوا إلى وسيلة إغراق الدول المسلمة بالمسكرات والمخدرات ليصبح الشباب تائهين، معطلة قواهم عن أي فكر أو إنتاج لصالح أمتهم، وإذا خابت تلك الوسيلة عمدوا إلى بث الإباحية والانفلات اللا أخلاقي عن طريق الفضائيات التي يملكون معظمها، ويسخرونها لهذا الغرض، تقلدهم في ذلك الفضائيات العربية، وإذا لم تفلح هذه الوسيلة ولا تلك عمدوا إلى تشكيك المسلمين في عقيدتهم وفي أحكام دينهم، وقد وصل هذا التشكيك إلى تحريفهم للقرآن الكريم وتزويرهم له بإصدار طبعات محرفة منه.
كمال عبد المنعم محمد خليل
مجلة المستقبل العدد 175 ذو القعدة 1426
هـ


77 ـ الحصاد المرّ

فاطمة عبد العزيز

منذ أن أَطَلَّت الأطباق الهوائية برؤوسها من فوق الدور، قبل ما يقارب العقد من الزمان وصيحات الناصحين تزداد يوماً بعد يوم، محذرة من العواقب الوخيمة لهذا الوافد الخطير، ورغم تواتر الفتاوى الشرعية بحرمة اقتنائه ومشاهدته (ما دام شره أكثر من خيره). كما هو الحال والواقع إلا أن الكثيرين ما زالوا يصمون آذانهم عن ذلك كله مغمضين أعينهم عن كل ما ظهر ويظهر من الآثار السلبية لهذا الطبق.
وها نحن اليوم نجني ثمار هذا النتاج الإعلامي العفن حصاداً مُرَّاً وثمراً علقماً نتجرعه يوماً بعد يوم. فالتقليعات الغربية في الملبس والسلوك قد ظهرت لدى المراهقين والمراهقات وتقبلها المجتمع على مضض، وبرامج العري والفساد أثمرت في شبابنا وفتياتنا المتأججين بثورة الشباب حوادثَ امتلأت بها سجلات السجون ومراكز الأحداث ومحاضر هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وممارسة العنف على الطريقة الأمريكية أصبحت تستهوي بعض سفهاء الشباب فسمعنا أكثر من حادثة إطلاق نار واعتداءات جسدية في المدارس. هذا فضلاً عن أمور ظهرت لا يسع مسلم أن يسكت عنها لتعلقها بالعقيدة والتوحيد. وأصبحنا نسمع من يهنئ بعيد رأس السنة أو عيد الحب أو عيد الأم.. إلخ وغيرها من المحرمات في ديننا.
إنها ليست دعوة إلى التخلف والرجعية بقدر ما هي خوف على ما تبقى من دين الأمة وأخلاقها. كما أنني لا أدعي أننا كنا ملائكة أطهاراً لا نعرف الشر ولا نقترفه قبل هذا الطبق لكنني أجزم أن أنماطاً من وسائل الشر وأساليبه لم تكن معروفة من دونه وإنه (أي الطبق) متهم عندي على كل حال حتى تثبت براءته – وأنَّى له ذلك – ولا أظن أن أحداً يلومني؛ فقد أثبت وبجدارة أنه رائد الفساد والغثاء الفكري والأخلاقي في هذا الزمان. وهذا القول أحمد الله تعالى أنني لم أنفرد به بل هو قول كل عاقل يحترم دينه وأخلاقه. وإذا كان هذا حالنا مع القنوات الفضائية فكيف سيكون مع ما هو أشد فتكاً كالشبكة الإلكترونية، وكيف سيكون حضورنا فيها متلقين ومساهمين، أرجو ألا يكون حضوراً مخزياً كما هو الحال مع القنوات العربية، وأتمنى أن يسمع العالم منا ويقرأ عبر تلك الشبكة ما يدل على أننا نحسن غير الرقص والطرب ونستمتع بغير الضحك والهراء.


ولعله من الإنصاف أن نذكر أن هذا الحصاد المر ليس نتاجاً إعلامياً بحتاً بل هو في نظري ثمرة البذرة الإعلامية أسقتها عوامل أخرى من أهمها ضعف الوازع الديني وغياب التربية الصحيحة لكن تركيزنا على أهمها لا يعني إلغاء ما سواه.. فهل يحتاج المسلمون إلى المزيد من الحصاد المر ليتنبهوا من غفلتهم؟ أرجو ألا يكون ذلك.
مجلة الأسرة العدد 81 /1420هـ



من مواضيعي :
الرد باقتباس