الموضوع: تفاحة القلب
عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 06/11/2010, 02:49 PM
صورة لـ عمرم
عمرم
مسافر
مسافر
 
تفاحة القلب

تفاحة القلب
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتريد أن تعرف من هي تفاحة القلب ؟
هي من إذا احدودب ظهرك حملتك فوق رأسها
هي من ستعطيك سترًا من النار إن أحسنت تربيتها ، ولم تتذمر
يومًا ما منها ولم تُفرق بينها و بين أخيها في المعاملة

تفاحة القلب هي ابنتك
الحمد لله المنعم المتفضل بجزيل العطايا والإحسان، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد :
هناك من الزوجات من تُبكر ببنت، وتُثنِّي ببنت، وتُثلث ببنت، وقد تربع ببنت، فلا تجد هذه الحالة قبولًا لدى كثير من الأسر، فيهجرها زوجها، ويقاطعها أو يجبرها على أخذ مانع يمنعها من الحمل، وتصبح الزوجة وتُمسي وهي تسمع عبارات عدم الرضا واللوم والنقد والتوبيخ تقرع أذنها، وتنظر النساء في الأسرة إليها نظرة ازدراء واستخفاف، وتصبح حياتها حياة تعسة لما ترى من المعاملة، ولما تشعر به من التحقير، إننا نؤكد أنَّ هذه النظرة نظرة جاهلية حرمها الإسلام تحريمًا قاطعًا، لأنها تحمل في طياتها الأمور التالية :
أولاً : الرجوع إلى الجاهلية الظالمة التي تبرأ منها المجتمع الإسلامي منذ العصر النبوي .

ثانيًا : الاعتراض على قدر الله، والسخط على عطائه.

والسبب في ذلك يعود إلى : ضعف الإيمان، وزعزعة اليقين، لكونهم لم يرضوا بما قسمه الله لهم من إناث، لم يملكوا هم ولا نساؤهم، ولا مَن في الأرض جميعًا، أن يغيروا من خلق الله تبارك وتعالى في تدبيره المبرم، وإرادته النافذة ومشيئته المطلقة وأمره الغالب في شأن الإناث، وشأن الذكور قال تعالى: " لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ" الشورى.

فهو سبحانه وتعالى بحكم سلطانه على الأرض والسماء، يتصرف كيف يشاء، وهذا ناتج عن علم أحاط بكل شيء، وقدرة أخضعت لها كل شيء، فالواجب أن يُسلمَ العبد لربه فيما وهبه وأعطاه، ومن السفه الاعتراض على حكم الله، فالتشاؤم من البنات مرفوض شرعًا وعقلًا

عن حذيفة بن أُسيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله :"إذا مرَّ بالنُّطفةِ اثنتانِ وأربعونَ ليلةً، بعثَ الله إليها ملكًا فصوَّرها، وخلق سمعَها وبصرَها، وجلدها ولحمها وعظامها، ثم قال يا ربِّ أذكرٌ أم أنثى ؟ فيقضي ربك ما شاء، ويكتبُ الملكُ، ثم يقولُ يا ربِّ أجله، فيقول ربك ما شاءَ، ويكتب الملك، ثم يقول يا رب رزقه، فيقضي ربك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يخرج الملك بالصَحِيفةِ في يَدهِ، فلا يزيدُ على أمرٍ، ولا ينقصُ " صحيح الجامع .

فيجب على الأسرة المسلمة الرضا بما قسم الله لها من البنين والبنات، وترضى كذلك إذا حرمها فلا تسخط إذا جاء القسم على غير هواها ومرادها وهذا الرضا ينم عن إيمان عميق في القلب، ولكي يقتلع رسول الله من بعض النفوس الضعيفة جذور الجاهلية خصَّ البنات بالذكر، وأمر الآباء والمربين بحسن صحبتهن والعناية بهنَّ، والقيام على أمورهنَّ، ليستأهلوا دخول الجنة وبالتالي حتى تكون تربية البنات وتحقيق الخير لهنَّ على الوجه الذي يرضي الله سبحانه، ويأمر به الإسلام، وإليكم بعض التوجيهات النبوية في وجوب العناية بالبنات والاهتمام بهن .


فضل تربية البنات والصبر عليهن:

البنات منهن المسلمات والمؤمنات والقانتات والصادقات والصابرات والخاشعات والمصليات والصائمات المتصدقات والذاكرات؛ بل نحن نشاهد في زماننا هذا وفي عصرنا هذا أن كثيراً من بناتنا ولله الحمد صرن يهتممن بالأذكار وبالعبادات الطيبة، وبالإنفاق في سبيل الله، فنجد المسابقات في المراكز الصيفية وغيرها أكثر ما يجيب عليها البنات، وإذا دعوا إلى نفقات نجد كثيراً منهن من تتصدق بحليها، وذلك يذكرنا بفعل صحابيات رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلك نعمة لابد أن تبقى، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: " لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله" أخرجه البخاري، ومسلم،

إن تربية البنات ستر من النار، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: دخلت امرأة ومعها ابنتان لها تسأل، فلم تجد عندي شيئاً غير تمرة، فأعطيتها إياها فقسمتها بين ابنتيها، ولم تأكل منها ثم قامت فخرجت، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وسلّم علينا فأخبرته فقال: " من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار" أخرجه البخاري، ، ومسلم، .

ففي هذا الحديث دلالة ظاهرة على حنان الأم وبلوغها القمة في الشفقة والعطف والحنان، وفي قوله صلى الله عليه وسلم " من ابتلي من هذه البنات بشيء"، دلالة على أنه يشمل حتى البنت الواحدة.

وتربية البنات توجب الجنة، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها فأطعمتها ثلاث تمرات فأعطت كل واحدة منهن تمرة ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها فاستطعمتها ابنتاها فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما فأعجبني شأنها، فذكرت الذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إن الله قد أوجب لها بها الجنة، أو أعتقها بها من النار" أخرجه مسلم،، هذه واقعة شبيهة بسابقتها، إلا أن التضحية فيها أظهر، والإيثار فيها أعظم، حيث لم تأكل من التمرة شيئاً وآثرت ابنتيها على نفسها.

وتربية البنات ترفع الدرجات، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين " أخرجه مسلم،

وضم أصابعه، ففي هذا الحديث بشارة عظيمة لمن رزقه الله ابنتين فأحسن تربيتهما وأنفق عليهما، فهو يحشر يوم القيامة في زمرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ويكون ملازماً له كملازمة السبابة الوسطى عند ضمهما، وكفى بذلك فضلاً وفخراً، فإن من كان في جوار المصطفى صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم العظيم الذي تشتد فيه الهموم وتعظم فيه الكروب، فهو إن شاء الله من الآمنين من شر ذلك اليوم، وفي رواية: "من عال جاريتين دخلت أنا وهو الجنة كهاتين" أخرجه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن غريب.وصححه العلامة الألباني، وأشار بأصبعيه ، ومعنى هذا أن يكون من السابقين الأولين إلى الجنة.

أما فضل تربية ابنة واحدة فعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من كانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها – قال: يعني الذكور – أدخله الله الجنة" أخرجه أبو داود، ، والحاكم، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع، فبين صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث النبوي الشريف الشروط التي ينبغي على من يريد دخول الجنة بالإحسان إلى ابنته التزامه بهذه الشروط الثلاثة:



1- يبقيها حية ولا يئدها، كما كان الجاهليون يفعلون ببناتهم، بل يكرمها ويعزها ويحصنها.

2- أن يكرمها ولا يعاملها باحتقار وإهانة، بل بعز واحترام.

3- ألا يؤثر أبناءه الذكور عليها، بل يعاملهم سواء بسواء.

فمن حقق هذه الشروط كان جديراً بهذا الثواب، وهو دخول الجنة.

تربية البنات حجاب من النار، فعن عقبة بن نافع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته – أي مما يجد – كن له حجاباً من النار يوم القيامة".صححه الألباني في صحيح الجامع، .

فضل تربية البنات والأخوات، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من عال ابنتين أو ثلاث بنات أو أختين أو ثلاث أخوات حتى يمتن أو يموت عنهن كنت أنا وهو كهاتين وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى"أخرجه أحمد ، وعبد بن حميد، رقم .وصححه الألباني / وفي لفظ: "من كن له ثلاث بنات ، أو ثلاث أخوات ، فاتقى الله و أقام عليهن كان معي في الجنة هكذا ، و أومأ بالسبابة و الوسطى " قال الألباني إسناده صحيح رجاله ثقات.




من مواضيعي :
الرد باقتباس