الموضوع
:
الضمــــــــــــــــــير
عرض مشاركة مفردة
#
1
08/09/2011, 03:51 PM
هدوء انثى
سبحان من {علقك} فيني و {علقني} فيك ..
حواء واسرتها وشعر وأدب
الضمــــــــــــــــــير
الضمــير
هـو ذلك الصـوت الخفي الحـاكم والـرادع للنفس والرقيب عليها ، ليردها عند
جمـوحـها ، وشطـط هـواها ، إنه قـاضـيك الخـاص الذي يسكن أغـوار نفسـك ، يقـيِّـم
ماتفـعـل أولاً بأول ، فإذا خالـفته في غفـوة منه صـب عليك جـام غضـبه ، وقـد يوخذك
أو يقـضي بجـلدك ً ، فتعـمل علي إرضائه وتعـاهده بألا تعـود إلي مافعـلت من شطـط
وغـفوة الضمير
واردة ويمكن تداركـها ، غير أن الخطـير في الأمر ليس غفوته بل
تكـون
الطاامة حين يموت فيك ، فحينئذ تعيث النفس فساداً لموت من
وتصبح دمية
في يد هواها.
والضمـير
يعني إستـعـداد النفـس لإدراك الخـبـيـث أوالطـيـب من الأعـمـال والأقوال ،
بل
والأفـكـار أيضاً ، والتـفرقـة بين ماهـو حسن منـها ، أو قبـيـح وإتيـانـه بقـناعة
منك ودون
الخـشـيـة من قـانـون وضـعي
–
أضمر الشئ وأخفاه
–
أضمر في نفسه
أمراً وعزم عليه
بقلبه –
وفي المنتهي
يعني ماتضمره في نفسك ويصعب الوقوف عليه .
والضمـير
يولد معنا بالفـطـرة ، لذا فهو يعد نتاج نشأة ، وأثـر تربية ، فالضمير شأنه
شأن
الـولـيد الـذي يحـتاج لأن يحـيا في بـيـئـة صحية وصالحة ، فإذا نما علي هذا
النحو صار
كياناً ذو أثـر في حياة الفرد وسلوكياته ، فيضع علي النفس سياجاً يعصمها
من إقتراف
الخـطـأ والخطـيئة ، كما أنه إذا صلحت ضمائر الأفراد في الأمة ، فإنه
يصب في ضميرها
العـام ، وساعـتـئـذ لاننظر إلي الضـمـائر فـرادي ، وإنما نتـحـدث
عن ضمير أمة بأثرها ،
ونحكم بمدي صلاحه من إعوجاجه .
ويتبدي
الضمير الحي في الخفاء أكثر منه في العلن ، فقد يتصنع الإنسان خرب الضمير
أمام الناس ، لكنه إذا ماإخـتـلي بنفسه ، تجـرد من هذا السياج الحاكم ، وصار لايلوي
علي شئ من وازع ولا رادع
[IMG]https://im9.***********/2011-08-23/1314139525281.bmp[/IMG]
وإذا كانت
الرسالات السماوية جميعاً بما تدعو إليه من فضيلة قد عنت بالضمير
المتمثل
في القول والسلوك في إطار إفعل ولا تفعل ، فإن تربية الضمير قد لاترتبط
بالأديان أيضاً ،
وآيـة ذلك أن هناك شعوباً وأمماً لاتنتمي لأي ديانة سماوية ، ولكنها
تملك ضمائراً حية ،
كانت رائـدهـا في التحـضر وإعتلاء الشأن ، ولننظر إلي اليابان ،
تلك الـدولة التي تملك
ضميراً عاماً يضرب به المثل في القول والسلوك ،وكذا الصين ،
والدول الشيوعية، والتي
ملكت نواصي العلم وبلغت في دروب التقنية شأواً عظيماً.
والضمير
يعتبر هو القاطرة الرئيسية في نهضة الأمم ونمو إقتصادياتها ، والعنـصر
الأهـم
والدائم من عـناصر الدخـل السلـبي ، أو غير المرئي فيها ، وأخذاً بالقول أن
معظم النار
من مستصغـر الشرر ، فمثلاً إذا لم يجيد عامل الكهرباء دقة توصيلاته ولم
يعمل ضميره
في ذلك ، فحتـماً ستحـدث ماسـاً أو شـرراً لايلـبس أن يتـولد عنه حريق
عظيم يلتهم
مايقع في طريقه ، وهي خسارة في أموال الفرد والدولة معاً ،
ولو أعـمـل
ضميره بإحكام ما يصنع لأمكن تجنب تلك الخسارة وتلافيها .
أو ألا
يحسن
الـصـانـع جـودة السلـعـة المكـلف بها ، فإنها سـرعـان ماتتـلـف
وتهلك قبل
فوات عمرها
الإفـتـراضـي المقـدر لها ، وهي خسـارة أيضاً للفرد والمجتمع ، وقس
علي ذلك المعلم
والطبيب ، والقاضي ، كل في نطاق
عمـلـه
......إلخ
حـتي الأم بجـلال قدرها ، قـد لاتراقب أبناءها في النشئ بالمستوي المأمول
منـها والمضطلعة به ، بأن توجههم وتنمي ضمائرهم ، كأن تنصرف عنهم
لأعمال أخري ،
نراهـم وقـد صـاروا عـنـد بلـوغـهـم ينتـمون إلي بني الإنسان
قولاً لا فعلاً ، وهم عن هذا
الـوصـف ببعيد ، فضـلاً عن أنهم سيصيرون عنصر
هدم لا بناء في مجتمعاتهم ،
فشهادة
الحـق ضـمير
،
ونصـيحة الآخرين ضمير
،والمأكل والمشرب ضمير
،
والنظافة في الجسم
والملبس والبيئة ضمير
،
والذوق ضمير
،
والتأدب مع الآخرين ضمير
،
وإيثار الآخرين علي
النفس
ضمير
،
والكلمة إذا كتبت أو قيلت فهي عين الضمير
، فقد تصدر عن ضمير
خرب
المرامي والقاصد والأهداف فتحدث تصدعاً في بنيان الأمة.
وإذا كان الملاحدة لن يؤجروا
علي ضمائرهم الحية في إتقان أعمالهم ، فقد
قرن الإسلام
ذلك بحسن الجزاء ، فقد
قال تعالي
:
وقل إعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون "
التوبة 105 .
كما قال صلي الله عليه وسلم :
"إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه "
فهلا راعينا ضمائرنا فيما نقول أو نفعل سراً وعلانية ؟؟؟؟
[IMG]https://im9.***********/2011-08-23/1314159825762.gif[/IMG]
[IMG]https://im9.***********/2011-08-23/1314159825762.gif[/IMG]
مما راق ليــ
من مواضيعي :
البعيد القريب
تعلم فن التهوين...
اسرار لا تعلمها عن ّّّسورة يوسفّّّ
قصص ايجابيه
أسوا- اجمل - افضل- اصعب
هدوء انثى
مشاهدة الملف الشخصي
ابحث عن جميع مشاركات هدوء انثى