عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 21/03/2007, 09:58 AM
صورة لـ بحر الغضب
بحر الغضب
مُتميــز
 
ملف / أسرار حرب 1991 و1993 وأزمة الاستراتيجية العسكرية في عهد الرئيس صدام رحمه الله

ملف / أسرار حربي 1991 و1993 وأزمة الاستراتيجية العسكرية العراقية في عهد الرئيس العراقي صدام حسين رحمه الله..

الفريق الركن رعد مجيد الحمداني قائد فيلق الحرس الجمهوري قبل إحتلال العراق يكشف أسرار خطيرة عن مأزق الاستراتيجية العسكرية العراقية في حرب اجتياح الكويت عام 1990 وفشلها في الحرب الاخيرة في عام 2003 التي ادت الى الانهيار والهزيمة


في حرب الكويت في عام 1991

ـ كانت صدام والقيادة العراقية لا تتوقع قيام الامريكان وحلفائهم بشن حربا على العراق واعطت احتمالية لذلك لا تزيد نسبتها عن واحد بالالف .. !!! .


ـ الفريق أول حسين رشيد التكريتي رئيس اركان الجيش في عام 1991 وصف تلك الحرب حين سأله احد الأصدقاء قائلا (( كأننا وسط دوامه بحريه هائلة أخذتنا عميقا حتى لامست أقدامنا قاع البحر إلا إن الحظ الحسن أدركنا أخيرا حين وجدنا أنفسنا نصف غرقى متشبثين بقطع خشب طافية )) !! .


ـ أن القرار السياسي العراقي قد حرم نفسه من الفسحة الضرورية للمناورة على المستوى الاستراتيجي فبدوره حرم الاستراتيجية العسكرية العراقية من البحث عن بدائل معقولة بل جعلها في الاتجاه الخاطئ المؤدي إلى الهاوية.

ـ كان الاتصال بالقائد العام يشوبه الكثير من الصعوبات والمعوقات المعنوية والمادية حالت دون استيفاء العديد من المعضلات المناقشة الضرورية مما أدى إلى إصدار قرارات ذات نهايات سائبة أدت بدورها إلى ثغرات ميدانيه لصالح العدو. ناهيك عن بعض الملاحظات الشخصية للقائد العام حول بعض القضايا تمتاز بالكثير من القدسية غير المبررة وفقا لطبائع السلوك للمحيطين به يصعب على المخططين الفكاك منها.


عن الحرب الاخيرة في عام 2003

ـ الاستراتيجية العليا (السياسية) في نمط تفكيرها وعملها تتحمل المسؤولية الأولى ونمطها هذا يعتبر أهم تلك الأسباب .. ان معظم المسؤولين عن ذلك التخطيط الاستراتيجي بوضع مسؤولية مجرده من القيود الأخلاقية بحق الوطن وسلوك يثير الشفقة على مصير العراق والعراقيين لان سياق التفكير والعمل السياسي هو الذي فرض نفسه على معظم مستويات المسؤولية ..

ـ المسؤولون اصبحوا إشكالا لا جوهر لها ولا دور صميمي يؤدوه فتنازلوا عن الكثير من المقومات الأدبية والأخلاقية الوظيفية لضمان استمرارهم بالمواقع التي هم فيها بالرغم من إن سفينة العراق أوشكت على الغرق

ـ كان جوهر الاستراتيجية العراقية هو قبول الحرب إذا كان الهدف السياسي للعدو هو إسقاط النظام السياسي العراقي
ـ عزل القيادة العسكرية العليا الممثلة في وزاره الدفاع ورئاسة أركان الجيش تم عزلها عن دورها في أداة الحرب مع المقرات الميدانية (الفيالق والفرق) لتقوم بذلك القيادات السياسية الحزبية الأربعة الرئيسية التي قسم العراق بموجبها لأغراض القيادة.

ـ فرضت آلية العمل السياسي على آلية العمل العسكري في مرحلتي التخطيط وإدارة الحرب

ـ تحكم المؤسسة الأمنية الرئيسية وتسويغ أية رغبات من وجهه نظر خاصة بها كفعل صلاحية حق (الڤيتو) على أي قرار


ـ تفشي الفساد الإداري (كالرشوة) وخاصة في السنوات الأخيرة قبل الحرب لتدني مستويات المعيشة للضباط والمتطوعين وظهور أشباه(المافيا) وأخطرها ذات العلاقة بالقوى البشرية وهيئات ودوائر التصنيع العسكري وبعض الشخصيات المقربة من الرئيس

ـ التنافس غير الشريف لبعض المستويات القيادية للتقرب من رأس القيادة على حساب حقائق الأمور وتعميق أوهام القوه في فكر (الرئيس).


ـ تدني حاد في الولاء السياسي الحقيقي للقيادة العراقية على المستوى العام للشعب والقوات المسلحة بالرغم من نتائج آخر استفتاء حول زعامة الرئيس صدام حسين جاءت ( 100% ) !؟!؟ مما يؤكد هبوط احتمالية القتال الجدي للقوات المسلحة والحزب .


وفي ادناه تفاصيل هذا الموضوع المهم

وهو ايضا منشور على هذا الرابط

https://www.lebarmy.gov.lb/article.asp?ln=ar&id=12053

مجلة الدفاع الوطني- العدد 57





مأزق الاستراتيجية العسكرية العراقية في حربي 1991-2003



بقلم الفريق الركن رعد مجيد الحمداني
قائد فيلق الحرس الجمهوري العراقي الفتح المبين السابق






((أن الأمم تذهب إلى الحرب لسبب من ثلاثة أسباب هي:-الشرف-الخوف-المصلحة))
المؤرخ الإغريقي ثيوسيديدس
المقدمة
قد يستعصى على الدارسين والباحثين فهم الحقيقة الكاملة والقدرة على رسم صورة واضحة ومقنعه لأسس ومقومات الاستراتيجية العسكرية العراقية ناهيك عن بيئة نشوئها في مواجهة الاستراتيجية العسكرية الأمريكية في حربي الخليج الثانية عام 1991 وحرية العراق 2003 بفارق كبير بموازين القوى وبمعاييرها التقنية وهذة الصعوبة تتأتى من سببين رئيسين اولهما انهيار وتدمير دولة العراق الحديثة بكل مؤسساتها ومنها المؤسسة العسكرية العراقية على ضوء نتائج الحرب الأخيرة والتي حسمت مصير العراق ومنطقة الشرق الأوسط لأوضاع مستقبلية مختلف على توصيفها وثانيهما تداعيات الموقف العام في العراق منذ ثلاث سنوات مضت أي منذ سقوط النظام السياسي السابق في التاسع من نيسان 2003 حين حققت القوات الأمريكية والبريطانية نصرا عسكريا كبيرا إلا إن الأهداف السياسية لهذة الحرب تكاد بعيدة عن التحقيق عدا في بعض النواحي الثانوية واليوم نرى العراق في وضع مضطرب جدا و ملامح قوية لإنطلاق حرب أهلية مدمرة تنهي أي مكسب سياسي لهذه الحرب.
قد يتسائل البعض عن الفائدة من دراسة استراتيجية عسكرية ثبت فشلها في حربين متتاليتين كانت نتائجها سقوط دولة العراق بكاملها. وقد تكون الإجابة المقنعة لهذا التسائل لو كان المخططون الاستراتيجيون الأمريكان قد فهموا جيدا بيئة الصراع ونمط تفكير وطبائع السلوك للطرف الآخر لكانوا بوضع أفضل مما عليه اليوم فالأعمال المسلحة المضادة للوجود الأميركي وتفشي الإرهاب والاستحواذ الإيراني على العراق أصبح حقيقة علاوة على إن فهم واستيعاب دروس تاريخ الحروب ضرورة إنسانية ملحة لجعل معارك المستقبل أفضل من الناحية الأخلاقية والإنسانية وفي مواطن الفشل تكمن الكثير من الحكمة بالإضافة لدافع آخر للكتابة في هذا الموضوع من وجهة نظر شخصية للإحساس العميق بمستحقات الخدمة العسكرية لإغناء بعض جوانب فن الحرب والوفاء لجيشنا العراقي الباسل الذي كان ضحية للسياسة الحمقاء في الماضي والحاضر.
كانت المكونات الأساسية للقيادة العسكرية العراقية المسؤولة عن وضع استراتيجية عسكرية ملائمة لتحقيق أهداف السياسة العراقية الطموحة تتألف من قيادة عامة للقوات المسلحة والتي شكلت لأول مرة عشية الحرب العراقية الإيرانية عام 1980 يرأسها القائد العام للقوات المسلحة (رئيس الجمهورية) يرتبط به أمين سر عام (سكرتير) وعدد من هيئات الركن المختلفة ويكون وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش وقاده فروع القوات المسلحة (جوية بحرية دفاع جوي طيران جيش) اعضاءا في هذة القيادة ثم المكون الآخر للقيادة جزء من وزارة الدفاع وجزء من رئاسة أركان الجيش حيث يعتبر رئيس الأركان قائدا للقوات البرية الذي يعاونه عدد من المعاونين والمدراء وبعد حرب الخليج الثانية 1991 أصبح المشرف العام على الحرس الجمهوري ورئيس أركان الحرس الجمهوري جزء من القيادة العسكرية العليا. أما القيادات الميدانية فتتمثل بمقرات الفيالق والفرق. بشكل عام خضعت القيادة العسكرية العليا وبصورة شبة مطلقة للقرار السياسي في شؤون التخطيط للعمليات الحربية بحكم كون القائد العام هو رئيس النظام السياسي ونمطه المركزي المعروف به في قيادتة السياسية انعكس أكثر مركزية على القيادة العسكرية العليا مما جعل هذه القيادة مقيدة جدا في مجال التخطيط والتنفيذ لفقدانها الكثير من صلاحياتها الأساسية فكانت على الأغلب شبه مشلولة في الظروف الصعبة.
العقيدة السياسية العراقية كانت بالأساس عقيدة لحزب قومي يدعو لوحدة الأقطار العربية في مكون سياسي واقتصادي واحد والقضية المركزية في هذه العقيدة تحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي ويعتمد في اقتصاده على المذهب الاشتراكي ثم تطورات هذه العقيدة سلبا من خلال رؤية وطموح الرئيس العراقي السابق خارج أرضية الواقع وما كسبه من ثقة عالية بالنفس وكذلك ثقة الرأي العام العربي به بعد انتصاره بالحرب على إيران فتقاطعت العقيدة السياسية العراقية ضمن إقليمها ومحيطها الدولي وخاصة مع المرتكزات الاستراتيجية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط ومما لاشك فيه إن العقيدة العسكرية نابعة بالأساس من العقيدة السياسية فكانت عقيدة ذات أهداف كبيرة جدا خارج الإمكانيات والوسائط المتاحة لمستوى بلد كالعراق ولجيش كالجيش العراقي المنهك بسلسلة طويلة من الحروب وقد أطمئنت الاستراتيجية العليا العراقية إلى ذلك الكم من القوات التي تملكها (التوسع الأفقي الذي لا يتناسب مع التوسع العمودي في الكفاءة الحرفية والتقنية) وكان التطور النوعي في حقيقية يقتصر على تطور ملحوظ في القوة الجوية وصواريخ ارض ارض المطورة محليا لمدى عملي (650كم) هذا الاطمئنان صاغ إطار إستراتيجية عسكريه غير واقعية تملك أجنحة كبيرة تمكنها من التحليق في الهواء عاليا إلا إنها لا تملك سوى أرجل ضعيفة تمكنها من المشي على الأرض لمسافة قصيرة.
إن مجرد التفكير في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية كدولة عظمى منفردة وتملك قدرات كاسحه خاصة بعد ما بدأت القوى العظمى المكافأة لها وهي الاتحاد السوفيتي بالاضمحلال والتفكك وبغض النظر عن أية دواعي حقيقية للمواجهة سواء كانت قانونيه أم أخلاقية يحتاج هذا إلى الكثير من الحكمة وضبط النفس لتجنب النتائج الكارثيه الاكيدة لهذه المواجهة. والغريب إن الرئيس صدام حسين أول زعيم في العالم الثالث قد نبه الآخرين لخطورة انفراد القطب الواحد في الصراع الدولي لفقدان التوازنات المطلوبة لهذا الصراع. كانت الاستراتيجية العسكرية العراقية تعمل لتطويع الواقع لأهدافها وليس لتطويع أهدافها للواقع وسبب ذلك واضح وجلي إلا وهو أوهام القوة الخادعة وسراب العواطف الجياشة والافتقار الكثير لحكمة الواقع وعليه كانت النتائج الميدانية في مسارح العمليات محسومة مسبقا لصالح الطرف المقابل.

من المفيد قبل الدخول في تفاصيل الموضوع الإطلاع على بعض المصطلحات والمفاهيم ذات العلاقة.

تعار يف ومفاهيم استراتيجية:
تعار يف استراتيجية
:
من الضروري الرجوع إلى عدد من التعاريف الضرورية ذات العلاقة
• السياسة: ((عبارة عن مجموعة من المبادئ والقواعد التي تؤمن تحقيق الأهداف السياسية للدولة في الزمان والمكان المطلوبين ضمن إطار المهام الوطنية والقومية))
• الأمن القومي:((تصور استراتيجي نابع من متطلبات حماية المصالح الحيوية الأساسية لأية امة وهذا نابع ومستمد من تاريخها وما أفرزته معطيات موقعها الجغرافي ومورثها التاريخي والاجتماعي للمحافظة على الوجود الحي لها))
• العقيدة العسكرية:((وهي كافة الأفكار والمفاهيم والآراء والتعاليم التي تسترشد بها القوات المسلحة سلما وحربا وهي ظل العقيدة السياسية في الميدان))
• الاستراتيجية العسكرية:((تبدأ الاستراتيجية العسكرية من حيث تنتهي العقيدة العسكرية فهي فن وعلم واستخدام القوات المسلحة في مختلف الظروف لبلوغ أهداف السياسة وذلك باستخدام القوة أو التلويح بها))
• الردع:((هي التدابير التي تتخذها دولة ما أو مجموعة دول بغية منع أو عدم تشجيع الأعمال العدوانية التي يمكن إن تشنها دولة /دول أو أية جهات معادية وذلك عن طريق بث الذعر لديها إلى حد عدم الاحتمال واهم ما يتصف به الردع هو المصداقية)).
مبادئ الحرب
هي ناتج خبرة الحروب السابقة وما يتلائم مع الحاضر والمستقبل للمساعدة في عمليات التخطيط والتنفيذ للعمليات الحربية ولا تختلف هذة المبادئ كثيرا في معظم الجيوش ولكن قد تختلف أسبقياتها وترتيبها ولكن أكثر مبادئ الحرب نجدها في الجيش البريطاني ذو الخبرة الحربية الكبيرة وقد اعتمدها الجيش العراقي وأدناه جدول بهذة المبادئ:
الجيش البريطاني الجيش الروسي الجيش الأميركي


انتخاب وتوخي
الهدف --------------- الهدف
---------------- التقدم الرصين ----------------
---------------- ---------------- البساطة
التعاون الأسلحة المشتركة وحدة القيادة
العمل ألتعرضي التعرض التعرض
المرونة المناورة والمباداة المناورة
حشد القوى التحشد الكتلة
الاقتصاد بالجهد الاقتصاد بالقوة الاقتصاد بالقوة
المباغتة المباغتة والمخادعة المباغتة
الأمن الاحتياط الملائم الحماية
إدامة المعنويات المعنويات ----------------
الشؤون الإدارية ---------------- ----------------
---------------- الإبادة ----------------

أما الجيش الفرنسي:
فقد اعتمد ثلاثة مبادئ هي (حرية العمل حشد الجهد المباغتة)

القواعد الاستراتيجية الغربية:
اتفق على اعتماد القواعد الاستراتيجية التي نادى بها المفكر البريطاني الشهير(ليدل هارت) وهي:
• مطابقة الهدف مع الإمكانيات .
• إدامة الهدف وإدامة الزخم.
• اختيار الاتجاه الأقل توقعا.
• استثمار خط المقاومة الأضعف.
• تعاقب الأهداف على محور المناورة.
• مرونة التخطيط وتنظيم القوة بما يتلائم والظروف المتغيرة.
• عدم زج معظم القوة (الجهد الرئيسي) تجاه عدو متمرس.
• لا تعزز الفشل بالفشل.
لقد اختصرت المدرسة الفرنسية هذه القواعد وفقا لما نادى بها المفكر الفرنسي الجنرال أندريه بوڤر وهي:
• الزمان (التوقيت).
• المكان (ساحة الحرب- العمليات).
• القوى (المادية و المعنوية المتاحة).
• حرية العمل.
• التفوق في المكان والزمان لكسب حرية العمل.
الاستراتيجية العليا للدولة والاستراتيجية العسكرية
إذا كان التكتيك (التعبئة) هو تطبيق الاستراتيجية على مستوى أدنى فان الاستراتيجية العسكرية نفسها هي تطبيق الاستراتيجية العليا للدولة على مستوى أدنى وما الاستراتيجية العليا للدولة سوى السياسة التي تسير الحرب بموجبها ويمكن التفريق وينهما وبين السياسة بان السياسة تحدد الهدف والاستراتيجية العسكرية تسعى لتحقيق ذلك الهدف وان السياسة تسعى دائما في توجيه وتنسيق إمكانيات الدولة المتاحة بغية الحصول على الهدف السياسي للحرب وتتفرع من الاستراتيجية العليا الاستراتيجيات آلاتية (الاستراتيجية العسكرية - والاستراتيجية الاقتصادية والاستراتيجية الثقافية الاجتماعية والاستراتيجية السياسية الدبلوماسية).
يتوقف نجاح الاستراتيجية العسكرية قبل كل شيء على التقدير السليم للوسيلة وللغاية وتحقيق تناسقها ويجب إن تكون الغاية مناسبة مع الإمكانيات إن المطابقة الدقيقة بين الهدف والوسيلة تحقق اقتصادا كبيرا في القوى ولكن طبيعة الحرب وظروفها الحاكمة ونقص الدراسات العلمية تجعل اكبر العبقريات عاجزة عن تحقيق المطابقة المثلى ويعتمد النجاح في النهاية على الاقتراب نسبيا من الحقيقة بالحساب والتوقع (التنبؤ) والحسابات في الاستراتيجية ابسط وأهدف من حسابات التكتيك (التعبئة) لان العامل الأساسي في الحرب هو أرادة الإنسان وتظهر الإرادة هذه على حقيقتها في المعارك وليس أمام الاستراتيجية مقاومات يتغلب عليها سوى مقاومات الطبيعة والسياسة.يهدف مخططها إلى الإقلال من الإمكانيات المقاومة باستخدام عاملي الحركة المفاجئة والحركة. والحركة عمل يتعلق بحساب ظروف الزمن والمعطيات وقدرة وسائط النقل والحركة ومقدار تدخل المفاجئة في الحقل المعنوي وتتطلب حسابات أعقد من حسابات الحقل المادي وتتعلق بشروط مختلفة تؤثر على إرادة الخصم وتختلف من حاله إلى أخرى. وتستطيع الاستراتيجية العسكرية استخدام الحركة بدل المفاجئة وبالعكس ولكن كل عامل من هذين العاملين يؤثر على الأخر إذ تؤدي الحركة إلى المفاجئة كما تعطي المفاجئة للحركة قوة جديدة ويدخل ضمنها حساب تدابير العدو المضادة.أما العلاقة ما بين الاستراتيجية العسكرية والتكتيك (التعبئة) فهي متشابكة يصعب معها إيجاد الحدود الفاصلة بينهما أثناء التنفيذ وتهدف الاستراتيجية إلى إعداد الظروف الملائمة لتنفيذ المعارك بأقل الخسائر وبأفضل النتائج وهكذا يمكن الحصول على التفوق الاستراتيجي بالوصول إلى نتيجة حاسمة دون القيام بمعارك ضارية. هدف الاستراتيجية ليس البحث عن معارك بل العمل على خلق وضع استراتيجي ملائم إن لم يؤدي بنفسه إلى النصر أي خلق أوضاعا ملائمة لمعارك تنتزع هذا النصر وبالتأكيد إن تحطيم توازن العدو النفسي ثم المادي هو الكفيل لتحقيق النصر. أما التكتيك (المعارك التعبوية) الذي لا تحكمه استراتيجية واضحة سيؤدي إلى سلسلة من المجازر البشرية بنتائج محدودة النجاح على المستوى الاستراتيجي.




من مواضيعي :
الرد باقتباس