صدفة قد أشعلت بي الشجون


صدفة قد أشعلت بي الشجون وأنارت لي شواطئ المرسى .. تشعل وتبحر وتهجر وتبكي ... وضوء الشموع الخافتة تصدر منها صوت الدموع .. قد سالت منها الدمع والآهات وبكت على ماضٍ كان قد خلد بنفسها أحلى
زهرة

بكت ودنت من مقلتيها الجميلتين حبات قد حفرت الأرض بها ... وأصبحت عيناها كالحمر في خمار اللباس
وتنهدت وأخذت الصعداء بحرقةٍ ... تناجي لليل أيا ليلٌ كفي عن السكون تعالي وتسامري معي .. أنا اليوم أقترب من الهلاك .. تعالي واقتربي وخذي مني كل المال فقط أعطني بعض الأمان ..


أوترين هذا الإنسان قد سقطت كل أقلامي ودنست وتسمرت في بقعتها .. تزين للتراب أمال وضياع .. تهجر البقاع المندثرة وهنا ذلك البيت أترينه هنا منزلي ومسكني وهناك فقدت الحياة .. كنت بالماضي كتلك الزهرة الرائعة واليوم أصبحت كتلك الورقة الراحلة


فما رأيت سوى أنامل حانية وضعت على كتفي ... رأيت أجمل وأعذب إنسان أحببته جلس بجانبي وأخذ يحدثني وبكيت معه وصارحته بكل خلجات قلبي .. وبحت له حتى أحسست بأنه يبكي معي .. تسامرنا كثيراً .. وغرقنا بالدمع .. يضمني بشوقٍ والحرقة قد أصابت كل جوانحي


قلت أبتاه ليتك تعرف ما قد جرى لي بغيابك .. أبتاه كم من الجراح قد ضمت في نفسي أنا في ريعان الشباب واليوم أفتقر إلى الشباب .. قد طغى اللون الأبيض كل محيا وجهي وتراني اليوم كعمر المائة عامٍ ... تهتز أناملي من الوداع

وقبلني أبي على رأسي وضمني بكل حنانٍ وقال بني يا قطعة من فؤادي لا تبكي واجعل الدنيا كلها خلفك والنجوم فوق عينك أجعل المستقبل أجمل لحظات العمر وأصرخ في الأعالي وقل لا للدموع لا للإنسكار .... ستجد نفسك قد أبحرت في عالمٍ آخر ولا تنسى أهم شيء تجده وهي لحظة الخلوه مع الله .. وأذكره حتى يذكرك وأحبب لقاءه حتى يحببك لقاءه .. وأنسى كل الذي قد دار بفكرك وأبدأ صفحاتك من جديد تحيط بها شجون الإيمان ..



فما وجدت نفسي سوى قد أغمضت عيني وحينما أفقت من سباتي لم أجد سوى ورقة مسجلة عليها كلمات رائعة بعطر فواح تنشد النفس وتسعد الروح بكل معانيها

" أحب الله حتى يحبك وأنسى الدموع حتى يأتيك الفرح .. وأفتح أبواب الأمل وأصرخ في الأعالي وقل لا للدموع "





مــــنـــــقـــــولـــــــ