عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 31/01/2012, 11:10 AM
صورة لـ fatenfouad
fatenfouad
ودود
 
الاسلام والامراض النفسية والاجتماعية









الإسلام والأمراض النفسية والاجتماعية


الفرد نواة العائلة، والعائلة أساس كل مجتمع.
وصلاح المجتمعات وفسادها تبع لصلاح الأفراد والعائلة.
فكل مولود بصورة عامة، مع بعض الاستثناءات، صفحة بيضاء، عجينة لينة
يكتب عليها الآباء والمربون والبيئة والمجتمع منذ ولادته حتى مماته
فيتأثر سلبا أو إيجابا بما تمثله عائلته ومجتمعه من قيم ومفاهيم
ثقافية في شتى فروع العلم المادية والإنسانية. هذه حقيقة
علمية في حقل التنشئة والتربية، يعرفها كل مختص في علم التربية
وقد أشارت إليها الآية الكريمة التالية
(والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا(أي صفحة بيضاء)
وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة(آلة التعلم والمعرفة) لعلكم تشكرون)
(النحل78).
وفي الحديث الشريف
(كل مولود يولد على الفطرة(أي كما أخرجه المولى من بطن أمه لا يعلم شيئا)
فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه).
والإحصاءات اليوم تبين أن مختلف الأنظمة التربوية الوضعية التي اتبعتها الأمم
في تربية النشئ أوصلتها إلى ما هي عليه اليوم من تعاسة وضياع،
وهو ما نراه في حقل الأمراض النفسية والمشاكل الأخلاقية الاجتماعية،
فعلم بدون أخلاق مهلكة للنفس وتدمير للذات.
والمجتمعات التي تخلت في تربيتها عن تعاليم السماء, تتخبط في ظلمات
التعاسة النفسية والاجتماعية والمفاهيم الأخلاقية الخاطئة،


بالرغم من تقدمها في مختلف فروع العلوم المادية.
وما نفع العلم المادي إذا خسر الإنسان طمأنينته وسعادته؟!
إن أعلى نسب الانتحار والقلق والأمراض النفسية، والجرائم الأخلاقية
هي عند الأمم التي أهملت المفاهيم الأخلاقية والمبادئ،
التربوية الإسلامية في التنشئة.
لذلك عجزت مختلف الأنظمة الوضعية من تربوية واقتصادية،
كما هو واقع الحال اليوم عن أن تصل بالإنسان إلى السعادة،
غاية كل حي في الوجود.
أما الإسلام فلم يترك جانبا من جوانب الإنسان الناشئ إ
الا وتعهده بالتربية الصحيحة
فهو خير وقاية وشفاء لهذه الإنسانية المريضة
في أكثر أفرادها ومجتمعاتها.
أما الأسس المنجية العلمية المبرمجة للتنشئة الإسلامية فلم تستخلص
وتعمم بعد كما يجب. وهذه مسؤولية المربين والمهتمين بعلم التربية والنفس،
وكذلك مسؤولية القائمين بالدعوة الإسلامية.
لا شك بأن كل المجتمعات الإنسانية التي تخلت عن تعاليم السماء
الحقة هي في الواقع مريضة وجاهلية وظالمة.
فمنذ قتل قابيل أخاه هابيل وحتى كتابة هذه الكلمات مرت على الإنسانية
حروب ظالمة وقاسية علما أن منها حروبا عادلة لا بد منها.
وهل وصلت المجتمعات التي يطلقون عليها صفة المتحضرة الراقية،
رغم كل إنجازاتها في حقول العلوم المادية إلى السعادة؟
ثم هل قضت على القلق والفقر والجهل والمرض؟ بالطبع لا.
فالفقر والجهل والمرض والقلق هي آفات الإنسانية الرئيسة اليوم،
وحتى الآن لم تجد الإنسانية لهذه الآفات العلاج الشافي ولن تجده
إلا باتباع القانون القرآني، شرط أن تفهم النصوص وتطبقها
بعيدا عن هوى النفوس.
جاء في إحدى إحصائيات الأمم المتحدة أن(700) مليون نسمة
يعانون من سوء التغذية
و(1500) مليون نسمة تنقصهم الرعاية الصحية، وعشرات
الملايين يموتون سنويا من الجوع
وأن عدد الأميين في العالم يبلغ(800) مليون نسمة.
في حين تنفق الإنسانية في عشرين دقيقة على التسلح ما يكفي
لتمويل ميزانية الأمم المتحدة السنوية المخصصة لمنع الفقر
والجهل والمرض في العالم.
إنها تنفق ما يزيد على مليون دولار في الدقيقة جهلا وظلما في
سبيل زيادة إنتاجها من وسائل الفتك والدمار وكأنه لم يكفها كمية
لخمسة أطنان من المواد الشديدة الانفجار التي كدستها فوق رأس
كل فرد من أفراد البشرية، وهو ما يكفي لمسح كل أثر للحياة
على وجه الكرة الأرضية خمسا وعشرين مرة وليس مرة واحدة!








من مواضيعي :
الرد باقتباس