عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 12/02/2008, 10:12 AM
الفارس الاخير
مُخلــص
 
رد : نبذة تاريخية عن المدينةالمنورة..

البرك والآبار:

اشتهرت منطقة المدينة المنورة بالآبار للزراعة والشرب، داخل المدينة وخارجها، وكان الصحابة والتابعون والمحسنون من المسلمين يتنافسون في حفر الآبار لأبناء السبيل، كما ظهر بناء البرك على امتداد طرق التجارة والحج، وبالتحديد على طريق الحج الشامي والمصري وعلى الطرق القادمة من العراق، ولا زالت آثار هذه البرك قائمة حتى اليوم ويمكن مشاهدة بعضها في محافظة العلا والعيص وطريق درب زبيدة شرق المدينة المنورة ومن أشهر هذه البرك بركة عباثر في شعيب النورة بالعيص، وبركة الحجر، والبرك الباقية في الربذة ومهد الذهب وغيرها. وهذه البرك غطتها الرمال عبر العصور وبعضها مستخدم حتى اليوم، ومن أشهر البرك بركة الربذة الدائرية التي يصل قطرها فــي حـدود
65 متراً ولها مصفاة مستطيلة وهناك بركة أخرى قريبة منها رباعية الشكل.




العيون:

كذلك اشتهرت منطقة المدينة بالعيون الجارية تحت مستوى سطح الأرض وهي تقنية هندسية عرفت في المنطقة قبل الإسلام، وكان أهل المدينة يعتمدون كثيراً على هذه العيون لقرون طويلة حتى حلت مكانها الآبار الحديثة، والمصادر التاريخية غنية بالمعلومات عن العيون في المدينة المنورة وهناك عيون كثيرة اشتهرت بها العلا وينبع وخيبر وبعض آثارها لا تزال باقية.


القصور والقلاع والحصون

كانت المدينة المنورة من أكثر المناطق شهرة بعمارة الحصون والآطام والقلاع والمحافد وبناء القصور ، كما انتشرت عبر العصور في أرجاء المنطقة نفسها التحصينات الدفاعية والقصور والقلاع عند الواحات وعلى المرتفعات الجبلية وعلى امتداد طرق التجارة والحج . ومما يؤسف له أن الآطام الكثيرة التي عرفت داخل المدينة المنورة والقصور المشهورة من العهد الأموي قد اندثرت مع التوسع العمراني، ومع ذلك فلا يزال لدينا أمثلة كثيرة من القلاع والحصون التاريخية والقصور المبكرة التي أنشئت في القرن الأول للهجرة وكان وادي العقيق في ذلك العصر عامراً بالقصور التي وصل عددها إلى أكثر من ثمانين قصراً.


قصر سعيد بن العاص:

بقيت أطلال هذا القصر داخل فناء القصر الملكي في الجهة الجنوبية الشرقية وقد بناه سعيد بن العاص بن أبي أحيحة بن سعيد بن العاص بن أمية الذي ولي المدينة في عهد معاوية بن أبي سفيان سنة 48هـ. بني القصر بالأحجار الجرانيتية والجص واستخدم الطوب المحروق في بعض أجزائه، ويدل تخطيطه وعناصره الزخرفية على تطور العمارة والفنون في المدينة المنورة.


قصر هشام:

ويقال أيضاً قصر مسلمة بن عبد الله بن عروة بن الزبير بن العوام، وهو في موضع بستان الشيخ الحافظ الذي أقام فيه أيضاً مسكناً استخدم فيه أنقاض القصر القديم الذي لا تزال بعض أجزائه باقية وبئر القديمة التي أعيد استخدامها، والقصر مقام على الحافة الشرقية لوادي العقيق وعلى واجهة المرتفع الصخري للقصر آثار لنقوش إسلامية مبكرة.


قصر العوارض:

يقع بقرية قران والتي تبعد بنحو 5 كم من مركز السويرقية، كما يوجد بالموقع بئر يسمى أم لحين حفر مع تاريخ إنشاء القصر، كما عثر بالسويرقية نفسها على بعض النقوش الصخرية القديمة.


قصور صفينة:

تقع صفينة في الجنوب الغربي من مدينة المهد بنحو 75كم، ويوجد بها بقايا قصور أثرية مهجورة وتعرف الآن بحارة القصر، كما يوجد بها آبار قديمة كانت تستعمل لسقايا الحجيج وترجع إلى العصر العثماني، كما يوجد أبراج للمراقبة تنشأ فوق الآبار مثل بئر وزارزة.


قصر مرحبا:

وهو عبارة عن حصن أو قلعة على قمة مرتفع يشبه القارب ويقع وسط واحة بمدينة خيبر، وهناك ممر ضيق يؤدي للحصن وسط سلسلة من المتعرجات الجبلية المنحدرة جنوب التل تؤدي إلى بوابة ضيقة، وجدران الحصن من الدبش المليس كل واحدة مواجهة للأخرى، ويبلغ سمك قواعد الجدران 1 متر

وارتفاعها واحد ونصف متر فوق سطح الأرض من البناء الحديث بالطوب اللبن من طابقين.


قصر كعب بن الأشرف:

وهو أحد الحصون الإسلامية ويقع على الطريق المؤدي إلى سد بطحان جنوب المدينة المنورة بنحو 2كم، وتشاهد حالياً صخوره الضخمة وبعض الأبراج التي من المحتمل أن يكون قد أعيد بناؤها خلال العصور الإسلامية المختلفة.


قلعة الفرع:

قلعة أثرية مهمة جداً بنيت على مرتفع العيص شمال ينبع النخل، ويعود بناؤها من فترة سابقة للإسلام على الطريق التجاري القادم من العلا إلى الساحل، وبنيت القلعة من الكتل الحجرية النارية وبأسلوب معماري مميز يمثل الطابع العربي القديم في إنشاء القصور والحصون.


قلاع دروب الحج:

هناك عدد من القلاع التي أنشئت على طريق الحج الشامي الذي يمر بتبوك ثم العلا وحتى المدينة المنورة وكذلك على طريق الحج المصري الذي يتجه بمحاذاة ساحل البحر الأحمر مروراً بينبع ويتجه إلى مكة المكرمة، كذلك توجد قلاع على الطرق الفرعية التي تتجه إلى المدينة المنورة ثم مكة المكرمة، وبعض هذه القلاع متهدم وبعضها في حالة جيدة نسبياً، كما تم ترميم عدد قليل من القلاع، ومعظم القلاع الباقية يعود تاريخها إلى الفترة العثمانية وقد شيدت قلاع أخرى على امتداد طريق سكة حديد الحجاز، ومن القلاع الباقية والتي تدخل في الحدود الجغرافية لمنطقة المدينة المنورة القلعة الإسلامية بالحجر (مدائن صالح) والمباني الرئيسة لمحطة سكة حديد الحجاز، وقلعة أم ناصر بالعلا، وقلعة العقير قديماً قلعة الحفائر بالقرب من قلعة مغيرة جنوب العلا، وقلعة زمرد، وقلعة الصورة ، وقلعة هدية ، وقلعة اسطبل عنتر، وقلعة الفحلتين وقلعة الحفيرة. ويمكن الإشارة إلى مباني سكة حديد الحجاز بمدائن صالح وعددها ستة عشر مبنى وهي مرممة ترميماً جيداً وصالحة للاستعمال.


المدن القديمة المندثرة

يصعب حصر المواقع الأثرية القديمة بمنطقة المدينة المنورة والتي كانت في يوم من الأيام مدناً ومحطات وموانئ على طرق التجارة والحج، وأصبحت تلك المدن والمنازل عبارة عن مواقع أثرية احتضنتها الرمال عبر الزمن وبقي من بعضها الأسس الجدرانية وبعض الظواهر المعمارية والمعالم التي تدل على وجودها وبعضها الآخر تحول إلى تلال مجمعة أو متناثرة ولا يمكن تمييزها إلا من قبل مختصين وربما وجود آثار لآبار وبرك قديمة وكتابات ونقوش وبقايا كسر الأواني على سطح تلك المواقع، ومن أبرز المواقع الأثرية ميناء الحار والمابيات والمندسة، وآثار وادي النقمي ووادي مهلهل وخيف البصل، وهناك مواقع أثرية مطمورة على امتداد درب زبيدة من أهمها الربذة ومصدت بني سليم ومواقع متفرقة في حرة رهط في الصويدره وحاذة والسويرقية.

وتعد آثار الخريبة وما جوارها في العلا والحجر من أهم المواقع الأثرية قاطبة ليس فقط على مستوى المنطقة بل على مستوى المملكة. وتدل المقابر المنحوتة على الواجهات الصخرية في وادي العلا على وجود حضارة قديمة هي حضارة ديدان ولحيان، وفي الحجر (مدائن صالح) حيث نشأت وتطورة حضارة الأنباط في الخريبة مقابر الأسود وإلى الغرب منها موقع عكمة اشتهر بكتاباته اللحبائية والدادانية والرسوم الصخرية وفي مدائن صالح تجد على منطقة واسعة المقابر المنحوتة على واجهات الجبال ، فكل واجهة تشتمل على مقبرة لعائلة بعينها وبعض المقابر تكون منفردة وبعضها تأتي منحوتة بشكل متصل على واجهة جبلية، وقد بلغ عدد المقابر حوالي 131 مقبرة، وتتميز واجهات المقابر عن بعضها البعض بالنحت الجميل والزخارف التي تنم عن ثراء فني في شهرة المنطقة في القرن الأول قبل الميلاد وحتى نهاية القرن الأول الميلادي، كما تميزت بعض المقابر بوجود نصوص نبطية توضح ملكية المقبرة وتاريخ إنشائها ويمكن مشاهدة المقابر النبطية موازية إلى مناطق ووحدات مشهورة وهي الخزيمات، وقصر النبت، والديوان، والكهف، والعجوز، والفريد، الصليمَّية. وهناك واجهات منحوتة تختلف عن المقابر مثل ديوان أبي زيد الذي يعد مكاناً للاستقبال بالإضافة إلى وجود محاريب وقنوات منحوتة وكهوف لحفظ المياه وآبار صخرية منحوتة .

وتمثل آثار المابيات بقايا معمارية لمدينة كاملة مسورة، تقع بقرية مغيراء جنوب غرب مدينة العلا الحالية بنحو 20كم، وعلى الضفة الشرقية لوادي القرى الذي يعرف بوادي العلا، وبالتحديد على بعد 2كم جنوب غرب محطة سكة الحديد المعروفة بالبدائع، وتعتبر مزارع قرية مغيراء الحالية امتداداً طبيعياً لهذه المدينة الإسلامية الهامة التي تنفرج الجبال عندها ويتسع الوادي حولها، ويؤكد المؤرخون أنها بقايا مدينة قرح عاصمة وادي القرى، والتي كانت قائمة أيضاً في الفترة السابقة للإسلام. ويعد موقع المابيات من أهم المواقع الأثرية الإسلامية المبكرة في شمال المملكة، بل من أهم المدن التجارية على طريق التجارة القديم بوادي القرى.

وقرية الخشيبة إحدى قرى مركز مغيراء بمحافظة العلا، وتقع إلى الجنوب الغربي من مدينة العلا على وادي الحمض وتضم القرية العديد من المواقع الأثرية بها، وأهمها قلعة زمرد التي تبعد عن مدينة العلا بنحو 70 كيلومتراً وبجوارها بركة وبئر مياه، كما تضم قرية الخشيبة ثلاث مواقع أثرية عبارة عن مناجم تعدين قديمة ومستوطنات سكنية وزراعية، بالإضافة إلى مستوطنة زراعية وسكنية قديمة، تقع بقرية جيثوت جنوب مركز مغيراء وعلى مسافة نحو 100 كيلومتراً من مدينة العلا وعلى مقربة منها يوجد قصر أثري (قصر حربي) ويبعد عن قرية جيثوت حوالي 6 كيلومتر.

يعتبر الجار من الموانئ القديمة على ساحل البحر الأحمر التي أنشأها الرومان عند سيطرتهم على شمال غرب الجزيرة العربية، ويقع شمال غرب قرية الرايس وعلى مسافة نحو 9كم، ويشتمل الموقع على بقايا وحدات معمارية وفخارية غير واضحة المعالم، ويحكى أنه كانت ترفأ إليه السفن من مصر والحبشة ومن البحرين والصين.

وتضم آثار فضلا على وادي الحمض جنوب غرب مدينة العلا عدة مواقع أثرية عبارة عن مستوطنات سكنية وتعدينية تسمى (الصبار - أم عش - الكويرة - هجتن - الشرم).


المعالم التاريخية والجغرافية المشهورة

لا شك أن منطقة المدينة المنورة من أكثر مناطق المملكة شهرة بمعالمها التاريخية والجغرافية ومآثرها الإسلامية، ويمكن ذكر هذه المعالم دون الخوض في شرحها لشهرتها وذكرها في المصادر التاريخية وهي على النحو التالي:

المسجد النبوي الشريف، بناه النبي صلى الله عليه وسلم عند قدومه إلى المدينة المنورة وشارك في بنائه الصحابة رضوان الله عليهم، وتعهده الخلفاء عبر التاريخ بالتوسعة والصيانة وزادت مساحته عبر الزمن حتى شملته رعاية الدولة السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين فأصبح من أكبر مساجد العالم حيث يستوعب المسجد مع ساحاته ما يزيد على المليون مصل، والمسجد النبوي بالإضافة إلى قدسيته فهو مركز للعلماء والدارسين وتقام فيه حلق الذكر لدراسة القرآن الكريم وعلومه والتفسير والحديث.


ومن المساجد المشهورة مسجد قباء، ومسجد القبلتين، ومسجد الجمعة والفتح ومسجد الغمامة ومسجد الإجابة ومسجد أبي بكر ومسجد عمر بن الخطاب ومسجد علي بن أبي طالب، ومسجد الميقات وغير ذلك من المساجد التاريخية التي يطول حصرها، وفي منطقة المدينة المنورة مواقع المعارك الشهيرة في الإسلام ومنها موقع معركة بدر وأحد والخندق وخيبر.


ومن المعالم الجغرافية المشهورة والمذكورة في السيرة النبوية والمصادر التاريخية والجغرافية جبل أحد وجبل عسير والجماوات والأحمية مثل حمى النقيع وحمى الربذة ووادي العقيق ووادي بطحان ورانوناء ووادي القرى وغير ذلك من الأودية الكثيرة المشهورة.


توجد مقبرة شهداء أحد بجوار جبل أحد داخل حرم المدينة المنورة ومنهم عم الرسول علية الصلاة والسلام سيدنا حمزة رضي الله عنه، حيث استشهد وبعض الصحابة في غزوة أحد بين المسلمين والكفار في المعركة التي دارت على سفح الجبل، ويقصد الزوار هذا المكان لأخذ العظة والعبرة.


موقع شهداء بدر، وهو الموقع الذي دفن فيه شهداء غزوة بدر الثلاثة عشر رضي الله عنهم، وسجلت أسمائهم على لوحة شرف بجوار المقبرة المحيطة بالموقع حالياً بمدينة بدر.


مسجد العريش يقع بمدينة بدر وعلى مقربة من شهداء بدر، وهو الموقع الذي عرش فيه الرسول صلى الله عليه وسلم في غـزوة بدر، وقد بنى مسجد جامع كبير وحديث بالموقع وأصبح من معالم مدينة بدر.


مسجد علي بن أبي طالب يقع بمدينة خيبر وبالقرب من قصر مرحبا وهو مسجد مشهـور، كما توجد عين ماء بالقرب منه تسمى عين علي وهي جارية حتى الآن.



من مواضيعي :
الرد باقتباس