عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 18/06/2010, 12:22 AM
صورة لـ TASABEEH
TASABEEH
مُشــارك
 
قلب ينبض إن الله غيور علي قلب عبده

أعزائي وأصحابي، السلام عليكم..

بداية أحب أن أعبر عن سعادتي عند كتابتي وأود أن أُعرِّفكم بنفسي.. أنا شابة لم أتجاوز الثلاثين من عمري، وقد تعمدت ذكر سني لأقول لكم إن عمري قريب من كثير ممن يقومون بقراءة مقالي الآن فأنا شابة أعيش وسط الشابات، واحدا منهم، أعرف طموحاتهن وهمومهن، ما يسعدهن وما يقلقهن، والصعاب المحيطة بهن، وإيجابيات وسلبيات هذه المرحلة والمشاكل الكثيرة التي قد يمر بها كثير منا، فهذا المقال من أخت محب قريب من حياتكم.

***

أريد أن أتحدث اليوم عن معنى واحد، ورد في الحديث القدسي عن رب العزة قوله: "الشاب المؤمن بقدري، الراضي بكتابي، القانع برزقي، التارك لشهوته من أجلي، هو عندي كبعض ملائكتي".. وشاب هنا بمعنى بنت أو ولد.

وسنتوقف هنا عند قوله تعالى: "التارك لشهوته من أجلي.."، فكون بني آدم يحبس نفسه عن شهوة من شهواته فهو في هذا الجانب عند الله أعظم من الملائكة، أيًّا كانت تلك الشهوة، فالشهوات تتعدد ملذاتها وتتعدد أشكالها، فهناك الشاب الغني الذي يكون شهوته في كِبره أو غروره أو الاستعلاء على الناس، فمن لا يشبع له شهوته وهو يتعامل معه، أو يعامله كإنسان عادي فإنه يغضب ويثور، فإذا تواضع لله، وعلم أن ما به من نعمة فمن الله فانكسر لله وهو يتعامل مع خلقه، فقد حبس شهوة غروره لله.



أما أعظم الشهوات في هذه المرحلة من مراحل حياتنا فهي شهوة الجنس الآخر، فما الحل وما المخرج لنتعامل مع هذه الشهوة؟ خاصة وهي تستتر تحت غطاء إنساني يسمى الحب.

هذا الحب الذي يتحول إلى معصية حين يجرنا للنظر لامرأة لا تحل لنا ويجعل الفتاة تنظر وتنشغل بشاب لا يحل لها، حتى يكاد المحب المشغول بحبيبه ينشغل في صلاته بمن يحب لا بمن يقف بين يديه.. فأي معنى هذا من معاني الحب، ذلك الذي يفرق بين العبد وربه..

إن بداية هذه الشهوة تأتي من النظر، وكما يقولون نظرة فابتسامة فلقاء!!، ولهذا فقد وجّه الله سبحانه وتعالى عباده إلى غض البصر، فقال: "قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ".. وربما كان يمكن أن يكتفي الله بهذا القول للمؤمنين من الرجال والنساء لكنه لعظم الطلب وعظم الأجر قال: "وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ، وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا.."..

وهكذا فمن حبس شهوة النظر لله فهو عند الله أفضل من الملائكة، وأكرم عند الله من صفوة خلقه من غير البشر.. فإن النظرة تخلق هذا الشعور الواقع في القلب ونعتبره حبًّا، وهو في حقيقته شهوة تملأ القلب وتشغله عن ربه.

إن الله غيور على قلب عبده، ويريده له هو، فهو المستحق للحب، ورسوله النبي الذي ضحى من أجل هداية الخلق هو المستحق للحب، ومن خلال حبنا لله ورسوله نحب خلقه ونعيش أعظم معاني الحب بعيدًا عن الشهوة، كما علّمنا النبي أنه إذا تصافح المؤمنان تساقطت ذنوبهما.. أي حب هذا الذي جعل من مصافحة إخواننا في الدين بابًا للمغفرة والرحمة، وتطهيرا للإنسان من للذنوب..

إن مفهومنا عن الحب وتعاملنا معه يهبط بنا إلى درجة متدنية من الدناءة، ويجرنا إلى الزنا في كثير من الأحيان، فأي حب هذا المملوء بالذنوب والمعاصي؟!


فاللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب من يقربنا إلى حبك..
واجعل قلوبنا مشغولة بك أبدًا..
وعلى طريق النور سرمدًا..
إنك أنت الغفور الرحيم..




من مواضيعي :
الرد باقتباس