عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 21/03/2007, 10:08 AM
صورة لـ بحر الغضب
بحر الغضب
مُتميــز
 
رد: ملف / أسرار حرب 1991 و1993 وأزمة الاستراتيجية العسكرية في عهد الرئيس صدام رحمه الله

الخلاصة
مما لاشك فيه إن أية استراتيجيه عسكريه تخضع للاستراتيجية العليا لتلك الدولة التي تنتمي إليها القوات المسلحة و من العقيدة السياسية تستمد منها العقيدة العسكرية فعليه إن الاستراتيجية العسكرية تكون مقيده بإطار عام وترسم لها الأهداف السياسية (الاستراتيجية ) وتعمل هذه لتحقيق هذه الأهداف بشكل مباشر او غير مباشر في ساحة الحرب.
إن منظومة صنع القرار وآليته في دول العالم الثالث ومنها العراق تكون شبه محدودة وإنما يكون هناك فريق عمل صغير يحيط بالزعيم السياسي للدولة مسؤوليته اتخاذ القرارات الاستراتيجية وفق آلية عمل محددة جدا وفي بعض الأحيان تعرض القرارات المهمة على مؤسسات الدولة التشريعية (كالبرلمان مثلا) بصوره شكليه وهذه القرارات تشكل بما يخص الحرب أو التهيئة للحرب الغايات والأهداف الاستراتيجية العسكرية فتعمل الدوائر العسكرية العليا على دراسة تلك الأهداف بهامش محدود من المناقشة في الغالب لأغراض التنفيذ.
في الموضوع العراقي يخضع صنع القرار بالأساس لرؤية القائد السياسي الذي هو القائد العام للقوات المسلحة وبأسلوب مقيد للغاية ونابع ذلك من نمط السلوك القيادي الصارم للرئيس صدام حسين ومركزيته الشديدة وقوه احكامة فعليه يختصر هامش النقاش في الجوانب التطبيقية في الغالب فتصبح أغلب القرارات خاليه أو شبه خاليه من أي فسحه للمناورة للانتقال إلى الخيارات الأخرى مما أوقع المخططين الاستراتيجيين في محن عديدة حين يكونون وسطا مضغوطا ما بين صعوبة أو استحالة تحقيق الأهداف السياسية الاستراتيجية بالوسائط المتاحة وما بين أثاره غضب رئيس الدولة ( القائد العام) علاوة على التأثير السي لامتدادات السياسة في إدارة الحرب إلى أعماق الاختصاص المهني ( الاحتراف ) الذي ينبغي إن يترك للعسكريين وخاصة الميدانيين منهم .


أن مجابهه الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها في حرب عام 1991 كان خطا استراتيجيا ولد من خطا استراتيجي اكبر هو احتلال الكويت وتجاوز الخطوط الحمراء الإقليمية والدولية لم يتم دراسته دراسة واقعية واستراتيجيه وعدم استيعابه جيدا بل جرى تبريره والبناء عليه لأسس استراتيجيه للمرحلة القادمة من الصراع مع الولايات المتحدة وحلفائها مع الاستهانة بكل ما افرزه الحصار الاقتصادي الشامل على المستويين المعنوي والمادي.
كان من المتعذر جدا لاستراتيجيه عسكريه إن تحقق نجاحا في ظل ثياب العقيدة العسكرية طيلة حروب عديدة و فتره حصار اقتصادي طويلة مع استهلاك وتقادم زمن للوسائط القتالية مع أنهاك مستمر للقوى المادية والمعنوية وكانت النتيجة محسومة لصالح الولايات المتحدة الاميركية في حربها الأخيرة على العراق في ظل
هذا الإنهاك العام كقوات مسلحه وموارد ضمن صراع إقليمي ودولي اتحد أخيرا في أهدافه إلا وهو إسقاط النظام السياسي العراقي بزعامة الرئيس صدام حسين فانهارت القوى المعنوية والمادية خلال مده ثلاثة أسابيع بالرغم من العديد من المحاولات الميدانية لبعض القوات العراقية وبكل ما قدمت من تضحيات بالصمود فان البون كان شاسعا مابين الأهداف الاستراتيجية وما بين الإمكانيات المتاحة التي وصلت إلى أدنى حدودها والغريب إن إمكانيات العدو وساحة الحرب وإمكانياتنا كلها معروفه للعراقيين إلا أن الاستراتيجية العسكرية العراقية وقعت تحت تأثير الحسابات المعنوية والغيبية للاستراتيجية العليا .
مهما كانت العوامل المؤثرة على بناء وعمل الاستراتيجية العسكرية العراقية خلال حربي عام 1991 و 2003 لم تعف القيادة العسكرية من مسؤولياتها الأخلاقية والتاريخية من التطوير الايجابي لإستراتيجيتها مع الإشارة إلى الافتقار الواضح للثقافة الكافية لتأهيل المستويات القيادية العليا سواء في دوائر وزاره الدفاع العراقية ورئاسة أركان الجيش والحرس الجمهوري والقيادات الميدانية العليا على المستوى الاستراتيجي الانهماك غير المبرر للمستويات العسكرية الاستراتيجية العراقية في التفاصيل الميدانية وعدم تخويل الصلاحيات الكافية للمستويات القيادية الأدنى وهذا لا يقلل من نجاح الاستراتيجية العراقية في العديد من المواقف الصعبة ومع التقدير العالي لحجم التضحيات الكبيرة التي فقدتها القوات المسلحة العراقية في هذين الحربين بالرغم من فقدان الأمل بأي نصر ممكن بدواعي الشرف العسكري والانتماء الوطني.
الفريق الركن
د. رعد مجيد الحمداني
رئيس قسم الدراسات الاستراتيجية
دار العراق لدراسات المستقبل

بغداد 2006



للعلم وللامانه فالموضوع منقول...
ولم انقله عبثا وانما اريد ان ارى وجهات نظركم وتحليلكم
لكلام الدكتور رعد مجيد الحمداني وتحليله



من مواضيعي :
الرد باقتباس