عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 09/04/2005, 02:42 PM
rosemary
مُشــارك
 
تعليق على الوميض وomanyatوشعبان

أسفة إن كنت سأطيل في هذا التعليق إنما من أجل الرد على ما اقترحه كل من الوميض وomanyat، سأضطر نوعاً ما للتفصيل..
أخبرنا الوميض في مداخلته بأن هذا الشخص انطوائي وفاقد للثقة بذاته (تقدير ذاتي منخفض=low self-esteem) ، بينما أرجع omanyat السبب للوحدة والتي أدت بدورها للكآبة والقلق وعدم معرفة طعم السعادة، وقد نصح كل منهما بعدة نصائح لنستعرضها:

الوميض:
"يخرج من الانطوائية ويخالط الناس ويعود لأصدقائه وأقاربه"...فكرة سديدة، أضاف عليها وجوب التجرؤ، هذا فعلاً ما ينقصه..الجرأة. الكثير منا يركن لعادات مدمرة من أجل أن يشعر بالشفقة على ذاته وليستجدي تعاطف الآخرين معه حتى لا يتخذ أي مبادرة تستأصل حالة الرثاء المزمنة التي طوّق بها نفسه. إن الانطوائية والانعزال أمر غير محبذ لأي نفس بشرية لأنها مجبولة على حب الاختلاط، لكن في أحيان كثيرة يشعر أحدنا بالخجل فيتراجع عن رغبته بالاختلاط ويفضل البقاء إما وحيداً وإما برفقة مجموعة محددة لا يغيرها، ساعتها يحتاج الإنسان إلى كلمة كالتي قالها الوميض: "افتح عينيك وغير نظرتك للحياة" هكذا بكل بساطة، وقبل أن يغير نظرته للحياة عليه أن يغير نظرته لنفسه. هناك نوع من العلاج النفسي يدعى cognitive therapy وهو يعني أن يغير المرء طريقة حياته وما تحويه من منغصات عن طريق تغيير تفكيره cognition، ليتغير بعد ذلك اتجاهه في الحياة attitude ، وبالتالي تتغير تصرفاته behavior، وقد كتب الوميض كلماتٍ جميلة في ذلك حين قال:
ارفع رأسك عالياً وقل أنا قادر على تحقيق الهدف....وتطرق إلى برمجة العقل الباطن subconscious mind programming والذي أخطأ في مخاطبته بنفي (العقل الباطن يستجيب لكل كلمة مثبتة، ولا يستجيب للنفي بل بما بعد النفي: أنا لا أخاف، لا يأس مع الحياة= العقل الباطن يفهمها: أنا أخاف،الحياة يأس، يخاطب دائماً بالجمل المثبتة الإيجابية:أنا واثق من نفسي، الحياة أمل)، لكنه أصاب حين نصح قائلاً: ردد يومياً ما تريد...اكتب أحلامك على ورق وبخط كبير وعلقها على باب غرفتك وفي أما كن تناظرها عينك باستمرار حتى يذهب حلمك معك ... تعليق راااائع وميضنا..

Omanyat :
تطرق أيضاً إلى برمجة العقل الباطن حين نصح بأن يحاول أن يقنع نفسه بأهميته في المجتمع، وأشار إلى دور المجتمع في إيجاد المكان اللائق لكل شخص وبتبيان مكانته فيه لهذا الشخص، وأضاف إضافة جميلة جداً حين قال: "ينظر ما الأشياء التي يحبها الناس ولماذا، لكي يحبها هو أيضاً ويقنع نفسه بها"، إن هذه طريقة رائعة في إتقان المهارات، وأبسطها السعادة كما رأينا، (هل تذكرون الفيلم الكرتوني القديم "بوليانا" والتي كانت تلعب مع أبيها لعبة السعادة؟حتى السعادة مهارة يمكن اكتسابها) لإتقان مهارة ما، نراقب من يعجبنا أنه يملكها ونلاحظ التفاصيل الدقيقة في كيفية أدائه لها، لنستطيع فيما بعد محاكاتها وإن كانت في البداية تمثيل غير مبالغ فيه، حتى تصبح فيما بعد مهارة طبيعية fake it, until you make it !!
ذكر omanyat أيضاً أن الحياة مليئة بالذكريات الحلوة منها والمرة، بالفعل.. فالحياة دولاب يدور، والعاقل هو الذي لا يتعلم فقط من المرة وإنما من الحلوة أيضاً. كثيراً ما نسمع عن أشخاص فاشلين تعلموا من فشلهم وتجاربهم السيئة ثم وصلوا إلى قمة النجاح كـ"أنتوني روبنز" المعروف، لكننا نسمع أيضاً عن ناجحين وقعوا في الحضيض، لماذا يا ترى؟ لأنهم لم يتعلموا مهارات النجاح وإنما كانت من ضمن مواهبهم التي لم يحرصوا عليها وظنوا بأنها ستستمر معهم على الرغم من إهمالهم لها، فلما أهملوها مدة وجاؤوا ليستخدموها معتقدين دوامها صُعِقوا بالهزيمة والفشل، ومهما كانت نظرتنا للتجربة، سيئة أو جيدة، فإنما هي درس مغلفٌ بحدث، من يتعلم الدرس جيداً لا حاجة به للمرور بالحدث، أما من يحتاج الدرس (التسامح؛الصبر؛التواضع...) فإنه لا بد مارٌّ بالحدث ليخرج منه بالدرس المراد تعلمه وسيكرره حتى ينجح فيه.
علّق مشرفنا في النهاية بأنه "عليَّ أن أسعى وليس عليَّ إدراك النجاح"، وأحب أن أقف عند هذا القول وأفصله قليلاً، إن السعي الجاد يعقبه نجاح بالتأكيد إنما تختلف استجاباتنا لهذا النجاح، ما أعنيه أن النجاح في نظر معظمنا هو الوصول لغايته عند السعي، إنما ذلك ليس ضرورة لوصف النجاح، قد يشترك عداء في سباق ولا يفوز فيه، لكنه يتعدى الرقم القياسي الذي حققه في آخر مرة اشترك فيها وبالتالي يكون سعيداً لأنه حقق نجاحاً مقارناً نفسه بنفسه، وهكذا، أي أن النجاح يمكن أن يكون بتعلم أو إحراز شيء جديد، وقد يكون بالوصول للغاية، وعلى العموم.. يجب أن نَفْصِل بين نظرتنا لأنفسنا وبين النجاح الذي نحققه، كوني إنسان لم ينجح مرة أو اثنتين أو عشراً لا يعني بأني فاشل أو سيئ ولا علاقة لإنجازاتي بحبي لذاتي. النجاح في رأيي هو بذل الجهد وعدم الاستسلام للظروف وتعلم درسٍ جديد في كل مرة أسعى فيها لطلب أمر ما....أجدت في تعليقك omanyat 



شعبان:
إن منع ذلك من الحدوث لا يمكن أن يكون بالاختلاط وحده، إننا لا نعيش بالعالم الذي يحيط بنا، بل بذواتنا وبما يحدث داخلنا من انفعالات واستجابات معظم الوقت، لذا إن كان الداخل معتماً فإن شموس الكون لن تضيئه طالما أنه لم يفتح نوافذه على الخارج.
فلنفكر معاً كيف يمكننا منع ذلك.... أتعتقد معي بأننا إن غيرنا تفكيره فإنه لن يعود لذلك، إعادة برمجة عقله الباطن وتغيير طريقة تفكيره قد ينفع معه ؟؟؟



من مواضيعي :