عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 31/05/2006, 07:55 PM
صورة لـ الحوراء زينب
الحوراء زينب
مُتـواصل
 
[frame="9 80"]الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام
:هو: موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق (عليهما السلام).
ولد: يوم 7 صفر سنة 128 من الهجرة في الأبواء (وهو مكان بين مكة والمدينة وفيه قبر آمنة بنت وهب أم النبي (صلى الله عليه وآله).
استشهد: مسموما بأمر هارون الرشيد في سجن السندي صاحب شرطته في 25 من رجب سنة 186 للهجرة على الأشهر وعمره 57 سنة ودفن بمقابر قريش في الجانب الغربي من بغداد.


وكان من المعاصرين له (عليه السلام) من ملوك بني العباس كل من المنصور والمهدي والرشيد، وقد نص عليه أبوه الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) بالإمامة بمحضر من أصحابه وبعض ولده.
وقد ظهرت له (عليه السلام) من الآيات والمعجزات ما بهرت العقول وقطعت ألسنة المخالفين. وكان عليه السلام أفضل أهل زمانه علماً وحلماً وزهداً وعبادة وكرماً وسخاء.
فضائله وكرم أخلاقه: أن رجلا كان بالمدينة يؤذي الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) ويسبه ويشتم علياً عليه السلام، فقال للإمام بعض أصحابه ومواليه دعنا نقتله، فقال لا تفعلوا، ثم ركب دابته ومضى إليه وكان الرجل في مزرعة له، فدخل الإمام المزرعة فصاح الرجل لا تدس زرعنا فلم يلتفت إليه حتى وصل إليه وسلم عليه وقال له: كم ترجو أن تصيب منه. قال أرجو أن يجيء منه مائتا دينار، فأخرج الإمام صُرة فيها (300) دينار ودفعها إليه وقال له: هذا زرعك على حاله والله يرزقك. فقام الرجل يقبل رأس الإمام وصار يدعوا له بعد ذلك.
وكان (عليه السلام) يتفقد الفقراء في المدينة فيحمل إليهم الزنبيل ليلاً وفيه الطعام وصُرر الدراهم ويوصلها إليهم وهم لا يعلمون من أي جهة هو. كما كان يفعل أبوه وجده عليهم السلام. وكانت صراره ما بين المائتين إلى الثلثمائة دينار ولذلك سمي ( بباب الحوائج ).
وكان (عليه السلام) يلقب بالصالح والصابر والأمين والكاظم، ويعرف بالعبد الصالح، وسمي بالكاظم لأنه كان إذا بلغه عن أحد سوء إليه بعث بمال يغنيه.
وصفه (عليه السلام) .. عن شقيق البلخي:
وقد جاء في وصفه عن شقيق البلخي كما في رواية ابن الجوزي أنه قال: خرجت حاجاً سنة 149 للهجرة فنزلت القادسية، وإذا بشاب حسن الوجه شديد السمرة عليه ثوب صوف مشتمل وفي رجليه نعلان، فجلس منفردا عن الناس، فقلت في نفسي: هذا الفتى من الصوفية يريد أن يكون كلاً على الناس، والله لأمضين إليه وأوبخه.
فدنوت منه فلما رآني مقبلاً، قال: يا شقيق اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم. فقلت في نفسي هذا عبد صالح قد نطق بما في خاطري لألحقنه وأسأله أن يجالسني فغاب عن عيني فلما نزلنا واقصة، إذا به يصلي وأعضاؤه تضطرب ودموعه تنحدر على خديه، فقلت في نفسي أمضي إليه وأعتذر منه، فأوجز في صلاته وقال: يا شقيق وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى. فقلت: هذا من الأبدال قد تكلم عن سري مرتين. فلما نزلنا زيالاً، وإذا به قائم على البئر وبيده ركوة يريد أن يستقي الماء فسقطت الركوة في البئر، فرفع طرفه إلى السماء وقال:
أنت ربي إذا ظمئت إلى الماء
وقوتي إذا أردتُ الطعاما
فوالله لقد رأيت البئر قد ارتفع ملؤها فأخذ الركوة وملأها وتوضأ وصلى أربع ركعات ثم
مال إلى كثيب رمل هناك فجعل يقبض بيده ويطرحه في الركوة ويشرب. فقلت أطعمني من فضل ما رزقك الله وما أنعم عليك، فقال: يا شقيق لم تزل نعم الله علينا ظاهرة وباطنة فأحسن ظنك بربك، ثم ناولني الركوة فشربت منها فإذا سويق وسكر ما شربت والله ألذ منه ولا أطيب ريحا فشبعت ورويت، وأقمت أياماً لا أشتهي الطعام ولا الشراب، ثم لم أره حتى دخلت مكة فرأيته ليلة إلى جانب قبة الشراب نصف الليل يصلي بخشوع وأنين وبكاء فلم يزل كذلك حتى ذهب الليل، فلما طلع الفجر جلس في مصلاه يسبح فلما انتهى قام إلى صلاة الفجر وطاف بالبيت سبعا وخرج، فتبعته لأعرف أين ذهب، فإذا له حاشية وأموال وغلمان وهو على خلاف ما رأيته في الطريق ودار به الناس يسلمون عليه ويتركون به، فقلت لبعضهم: من هذا؟ فقال: هو موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام).
وفاته عليه السلام:
لما حج الرشيد جاء إلى المدينة وقبض على الإمام موسى بن جعفر عليه السلام وحبسه ثم نقله من سجن إلى سجن من المدينة إلى البصرة إلى بغداد وأخيراً دس إليه السم في حبس السندي ابن شاهك فاستشهد. وحمل نعشه الشريف أربعة من المحالين ووضعوه على جسر بغداد ولما رأي عم الرشيد وهو "سليمان بن جعفر" أخذ النعش وشيعه وغسله ودفنه في مقابر قريش ( وتسمى اليوم مدينة الكاظمية) وعلى القبر قبتان وأربع مآذن وكلها مغشاة بالذهب.
من وصاياه وحكمه عليه السلام:
1- أوصى بعض ولده: يا بني إياك أن يراك الله في معصية نهاك عنها. وإياك أن يفقدك الله عند طاعة أمرك بها.
2- إياك الكسل والضجر فإنهما يمنعانك حظك من الدنيا والآخرة.
3- إعمل الخير إلى كل من طلبه منك فإن كان من أهله فقد أصبت موقعه، وإن لم يكن من أهله كنت من أهله.




الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام

:هو: أبو الحسن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) وهو ثامن أئمة أهل البيت .
ولد: في 11 من ذي القعدة سنة 148 وقيل سنة 153. أما
وفاته: في 17 صفر من سنة 203 للهجرة في ملك المأمون العباسي وعمره 55 سنة. ودُفِنَ بمدينة طوس (1).
وقد نص عليه أبوه بالإمامة. وكان عليه السلام أفضل الناس في زمانه وأعلمهم وأتقاهم وأزهدهم وأعبدهم وأكرمهم وأحلمهم وأحسنهم أخلاقاً، وكان يجلس في حرم النبي صلى الله عليه وآله في الروضة والعلماء في المسجد فإذا عي أحد منهم عن مسألة أشاروا إليه بأجمعهم وبعثوا إليه بالمسائل فيجيب عنها وقد جمع له المأمون جماعة من الفقهاء في مجالس متعددة فيناظرهم ويغلبهم حتى أقر علماء زمانه له بالفضل. وكان والده الإمام موسى بن جعفر عليه السلام يقول لبنيه وأهل بيته: هذا عالم آل محمد. وقد جمع بعض أصحابه 15 ألف مسألة من المسائل التي سئل عنها الرضا عليه السلام وأجاب عنها ولما وصل نيسابور(2) عند ذهابه من الحجاز إلى مرو (عاصمة خراسان) إلتمس منه أهالي نيسابور أن يحدثهم فأخرج رأسه من القبة التي كان راكباً فيها فقال عليه السلام : (حدثني أبي موسى الكاظم عن أبيه جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن أبيه علي زين العابدين عن أبيه الحسين عن أبيه أمير المؤمنين عن جبرائيل عن ميكائيل عن اللوح عن القلم عن الله عز وجل، ولاية علي بن أبي طالب حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي) ... وهذا الحديث يسمى حديث سلسلة الذهب.
ومن مكارم أخلاقه عليه السلام: أنه ما جفا أحداً بكلامه ولا قطع على أحد كلامه وما رد أحداً في حاجة يقدر عليها ولا مد رجله بين يدي جليسه ولا شتم أحداً من مواليه ومماليكه وخدمه، وكان إذا نصب مائدته أجلس عليها مواليه وخدمه حتى البواب والسائس.
وكان يقول لخدمه: إذا قمت على رؤوسكم وأنتم تأكلون فلا تقوموا حتى تفرغوا.
وكان المعاصر له من خلفاء بني العباس المأمون الذي جعل الإمام الرضا عليه السلام ولياً لعهده مكرها حتى بلغ حدود التهديد بالقتل وعرف الناس منه ذلك. حيث كان كارها. لعلمه بأن المأمون لم يكن جاداً في كل ما يتظاهر به من الحب والولاء والعطف على العلويين بل كان يتستر بذلك ليحصل على مكاسب يستفيد منها هو وأسرته وتوفر له الأمن والاستقرار.
من حكمه (عليه السلام):
1- خيار العباد هم الذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساؤوا استغفروا، وإذا أعطوا شكروا، وإذا ابتلوا صبروا، وإذا غضبوا عفوا.
2- عونك للضعيف أفضل من الصدقة.
3- خَمْسُ مَنْ لَمْ تَكُنْ فيه فلا ترجوه بشئ من الدنيا والآخرة:
من لم تعرف الوثاقة في أرومته.والكرم في طباعه.والرصانة في خلقه.والنبل في نفسه.والمخافة لربه.
4- صل رحمك ولو بشربة من ماء.
وفاة الإمام الرضا عليه السلام:
توفى الإمام الرضا (عليه السلام) في قرية يقال لها سنا آباد مسموماً بسم دسه له المأمون في شراب الرمان وقيل في العنب قدمه إليه. ودفن في دار حميد بن قحطبة في المكان الذي فيه الرشيد إلى جانبه مما يلي القبلة كما جاء في عيون أخبار الرضا للصدوق رحمه الله.
ويدعي الرواة أن المأمون لم يظهر موته في حينه وتركه يوماً وليلة ثم وجه إلى محمد بن جعفر بن محمد وجماعة من آل أبي طالب وأخبرهم بوفاته. ثم كشف لهم عنه ليعلموا أنه مات ولا أثر فيه لضربة سيف ولا طعنة رمح.
ومما رثاه من الشعراء دعبل الخزاعي بقصيدة يقول فيها:

قوم قتلتم على الإسلام أولهم
حتى إذا استمسكوا جازوا على الكفر
قبران في طوس خير الناس كلهم
وقبر شرهم هذا مِنَ العِبَرِ
ما ينفع الرجس من قرب الزكي وما
على الزكي بغرب الرجس من ضرر
هيهات كل امرئ رهن بما كسبت
له يداه فخذ ما شئت أو فذرِ

(1) طوس: مدينة بإيران تسمى اليوم بمشهد الرضا.
(2) نيسابور: إحدى مدن إيران.[/frame]



من مواضيعي :
الرد باقتباس