عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 07/04/2005, 02:20 PM
rosemary
مُشــارك
 
كيف يمكنك مساعدة مُحبط؟

ماذا أقول.. الضجر يملأني والأسئلة تهبّ عليّ من كل الجهات، لمَ كل هذا البؤس والتناقض الذي أعيش فيه، كلما جلستُ وحيداً داهمتني السعادة وصارت ابتسامتي أرجوحة للأوهام؛ بينما يلاحقني الحزن وأتمسك بتلابيب الكآبة متى ما اختلطتُ بالآخرين. واحداً تلو الآخر يأتي ليشاركني عواطفه ويستفسر عن هذا الغضب اللامع في العينين .. واحداً تلو الآخر يأتي لِيُلَمْلِمَ عواطفه ويدُسّها في قلبه مُعرِضاً؛ وابتسامة وداع حاسمة ترد على ابتسامتي المستجدية بعد فوات الأوان. لقد أصبحت حياتي داكنة تتبقّع من وقت لآخر بضياء خجول. أشعر أني في قاع محيط .. وحيداً.. بعيداً تماماً عن النور، أسمع صوت الماء من حولي وأتحسس التربة تحتي، يدٌ تحفر قبراً والأخرى تلتمس نوراً، هذا أنا... تياران متناقضان..
لطالما تخلصت من كل شيء، من الأصدقاء، المعارف، وحتى بعض الأقارب، وغداً سأتخلص من أصدقائي الحاليين ومبنى الجامعة وكل شيء يذكرني بهذه المرحلة، وكالعادة سأحتفظ برمادها ككل المراحل التي أحرقتها في قارورة صغيرة تصطف بجانب القوارير الأخرى مزيّنةً خزانتي. لَمْ يقيِّدني شيء يوماً والتغيير هو القانون الثابت في حياتي، لا أستطيع التمسك بأي شيء حتى جسدي، ما هو إلا قفص تلتجئ إليه روحي لتتمثّل على الأرض. إنّ حياتي نسيج متواصل من الصحو والنوم.. الكآبة والملل. لقد وُهبنا كل شيء لكننا لا نعلم كيفية السيطرة على هذا الـ "كل شيء"! نهدر أعمارنا بحثاً عن معجزات تنتشلنا مما نحن فيه، ونغفل المعجزة المعلقة في صدورنا، "القلب" مكمن الخرافات المحققة..


كلما رغبتُ في شيء دَقَّت الخيالات أجراسها مُحضِرةً لي ما أريد، وعندما أنتهي وأفتح عيني، ألاقي الواقع يبتسم لي؛ وبوداعة ينصرف عني وفي تنهيدته عتاب لعدم استمتاعي بوجوده على الرغم من تودده إلي..
ليتني أستطيع النوم إلى الأبد، لو كنت أقدر على ذلك لما صحوت ولاحتملت كل كوابيس العالم على أن أتحمّل العيش فيه. أكتب رسائل الانتحار لأسكت روحي التوّاقة للموت، وأنا أعلم أن رغبتي في الحياة أعظم، الحياة التي يفصلني عمّا يدور بداخلها واجهة زجاجية عريضة؛ تسوّل لي نفسي تجاوزها لكنني خائف..ممّ ؟ لا أعلم ..
هل نستطيع مساعدة صاحبنا؟ أخبروني بما يمكن أن نفعل من أجل أن يخرج من دوامة الحزن والضيق التي ليس لها أي داع...




من مواضيعي :