الموضوع: قصه ولد العم
عرض مشاركة مفردة
  #29  
قديم 19/12/2006, 09:44 PM
صورة لـ sweet angel
sweet angel
ام دانه
ام دانه
 
رد: قصه ولد العم

(((((الجزء التاسع والعشرين)))))



سمر كانت تمشي بالشارع بحزن .. وتلوم نفسها على اللي سوته .. لأنها بعد التفكير حست إن تصرفها ماله داعي لأنها خلاص .. ماتحس بشي لحمد .. ظنت إنها تعرضت للخيانة لكن عقلها كان يقول لها إن كل شي إنتهى .. وبطول التفكير رجعت أفكارها كلها حق أول يوم سارة قالت لها عن حبيبها إنه يدرس بأمريكا وبيرد يوم اللي بيرد حمد فيه .. ووقت اللي سارة تختفي فيه حمد كان يختفي بعد .. ويوم اللي طاحت سارة بالمستشفى حمد كانت حالته يرثى لها وكأن اللي بالغرفة حبيبته ولا زوجته .. ما حست بالغضب .. لامت نفسها .. آنه ليش مو معصبة ولا حمقانة .. مو آنه أحب حمد .. طيب ليش ماعصبت على حمد كثر ماعصبت لأني عرفت اللي بينه وبين سارة بدون محد يخبرني .. لكن كله من يعقوب .. هو اللي خلاني أصير جذي .. من يوم ماصالحني ليما طردني من المستشفى .. غير حياتي .. خلاني أصير إنسانة ثانية .. حتى إني مضيعة وقتي وآنه أفكر فيه وآنه مايهمني أي شي عنه وهو مايهمه شي .. ويمكن هو يحب ذيج الإماراتية أكثر مني .. إنتبهت حق اللي قالته .. يحبني .. يعقوب يحبني .. وليش يحبني ..

وقفت مكانها وشريط الذكريات في بالها .. يوم كانو بالأردن .. والمضارب .. ونظرات اللوم اللي بعيونه تجاهها .. وغيرته الواضحة .. وتهربه .. ومرافجه حق بنات صفي .. عشان بس يقهرني ويخليني أفقد أعصابي .. وصج إني كنت أنقهر .. بس ليش دامني أحب حمد .. صوت طلع براسها .. إنتي ماتحبيني حمد .. إنتي تحبين يعقوب ياسمر .. تحبين يعقوب ..



بالطرف الثاني من الشارع سيارة يعقوب الكروزر كانت تسوق بهدوء وعيونه على أطراف الشارع المبلطة عند المحلات وهو يدور سمر .. وين راحت .. وينج ياسمر .. وين رحتي .. لو إنج ذابحتني مثل ماتسوين ولا إنج تطلعين عني جذي وآنه مادري عنج بشي والأفكار تذبحني وتعذبني .. والله لو يصير فيج شي واحد بس .. راح أموت .. ويرن تلفونه .. ناصر المتصل .. أكيد لقو سمر ..

يعقوب : ها ناصر لقيتوها؟!
ناصر بصوت حزين : لا يعقوب .. ماردت البيت .. يعقوب أبوي بالمستشفى ..
يعقوب حس إن الدنيا تدور فيه .. عمي الطيب .. عمي بوحمدان بالمستشفى : خير عسى ماشر؟! شفيه؟!
ناصر بصوت حزين : الضغط إرتفع عليه وايد .. ولأنه اليوم ماخذ حبوب الضغط تعب وايد وخذوه المستشفى .. وللحين ماسمعت عنه شي ..
يعقوب : وإنت وينك الحين؟! بالمستشفى؟!
ناصر : لا بالبيت .. حمدان قال لي أقعد عشان أنتظر سمر ليما تيي البيت .. بس سمر للحين ماوصلت يايعقوب ..
يعقوب خايف أكثر من ناصر بس هو أقوى منه ومابين خوفه : ماعليك .. آنه حاس إني بحصلها الحين .. ولا تخاف آنه بوريها هالياهل اللي ماتحترم أحد .. مخوفتنا كلنا عليها .. يله إنت شد حيلك ولا تخاف .. إنت أقوى واحد فينا ياناصر ..
ناصر بحزن : جان زين .. يله بسكر بتصل في حمدان للمرة الألف مع إنه مابيرد علي ..
يعقوب : ههههههههههههههههههه ماعليه طول بالك .. عمي مثل الحصان .. بيقوم أحسن من قبل ..
ناصر : الله يسمع منك .. يله باي ..
يعقوب : في أمان الله ..

سد ناصر عن يعقوب ودق على حمدان بس لقى خطه (busy) وسكره عنه .. شوي ويرن تلفون البيت .. شاف الكاشف وعر ف إنه رقم دانة ..

ناصر بصوت حزين غير عن كل مرة يكلم دانة فيها : ألو ..
دانة بخوف : السلام عليكم .. ناصر؟!
ناصر : وعليكم السلام .. إي آنه ناصر .. شخبارج الدانة؟!
دانة : بخير .. ماوصلت سمر للحين؟!
ناصر : لا دوينة .. للحين .. دانة آنه وايد تعبان ..
دانة حطت يدها على قلبها : إنتظر شوي .. عطني رقمك بتصل فيك من جهازي أحسن من تلفون البيت ..

ناصر مات من الفرحة بس هم كان حزين وعطاها الرقم .. بعد شوي إتصلت فيه وكانت شوي مستحية ..

دانة : هاذي آنه ..
ناصر : هلا ومرحبا .. حيا الله الصوت اللي إنتظرته من زمان يطلع في جهازي ..
دانة : هههههههههههههههههههه ماتيوز عن سوالفك!!
ناصر بجدية وحزن : صج يادانة .. آنه يمكن أكون أكبر مغازلجي لكن إنتي غيرتيني .. خليتيني أكون إنسان ثاني ..
دانة ماصدقت عمرها وحست إنها بتطير من الوناسة : صج ناصر!!
ناصر : إي والله صج يادانة .. دانة ..
دانة بحيا : عيون دانة ..
ناصر : دانة .. آنه أحبج يادانة .. والله العظيم أحبج .. وحبج إبتدى يتعبني ويتعب قلبي وياه ..
دانة بغت تطير من الفرحة وتصرخ بأعلى صوتها .. آنه بعد أحبك ياناصر بس قالت : سلامتك ياناصر .. لا تقول جذي .. آنه أخاف عليك بعدين وألوم حالي ..
ناصر : لا لا تلومين حالج ولا شي .. خلينا جذي .. كفاية آنه أتعب .. وتعب حبج أحلى من العسل على قلبي ياقلبي ..
دانة ماتت من الحيا وتبي تغير الموضوع : إنزين ماقلت لي .. سمر ماتصلت ولا خبرتكم بمكانها؟!
ناصر : لا والله ماتصلت ولا ندري عنها وينها بس يعقوب خانت حيلي من الظهر للحين وهو يدور عليها .. والله إنها ماتستاهله .. يعقوب يحبها وايد ..
دانة : صج!! يعقوب يحبها؟!
ناصر : إي يحبها .. ومو من الحين .. من زمان يحبها بس سمور حمارة ماتفتهم إنها ماراح تحصل لها مثل يعقوب أبد ..

دانة حست بالرضا لأنها دوم تحس إن سمر ماتناسب حمد ولو إنها تحبه من كل أعماق قلبها .. هي دوم شافتها ويايعقوب أكثر من حمد .. وحمد ويا سارة ..

ولا شعوريا قالت : أصلا هما متناسبين أكثر منها ويا حمد ..
ناصر بإستغراب : حمد!! أي حمد؟! ولد عمي!!
دانة بإرتباك : هااا .. حمد!! من ياب طاري حمد!!

ناصر سكت عن السالفة لأن ماله مزاج .. وكمل سوالف ويا حبيبة قلبه اللي نسته شوي من الهموم اللي طاحت على راسه من يوم الأربعاء للحين ..

سمر كانت تمشي بنفس الشارع اللي يعقوب يدورها فيه بس هي كانت تمشي بسرعة عشان تتصل في ناصر من أي محل من هالمحلات المصفوفة .. ودخلت دكان تتصل منه لناصر بس شافت خطه مشغول .. وردت تتصل فيه مرة ثانية بس بعد مشغول .. أتصل في منو الحين .. إتصلت في حمدان بس تلفونه مسكر .. فكرت تتصل في مشعل بس تعرف مشعل وحقده عليها وهونت .. ظلت مكانها ماتدري تتصل لمنو .. إلا إسم واحد رن في بالها .. مافي غيره .. يعقوب .. وإن إتصلت له .. شنو راح يسوي لها .. ومن بعد الأفكار اللي دارت في بالها ماتبي تتصل فيه ولا تبي تشوفه بعد ليما تنسى أو تتناسى هالمشاعر اللي بقلبها ..

طلعت من المحل .. وهي تمشي ويعقوب وراها بالسيارة يطالع من الطرف الثاني .. لف عيونه على خيال بنت .. وكأنها سمر .. قرب أكثر منها وفعلا طلعت هي .. هاذي برمودتها وشعرها الطويل ومشيتها اللي مثل مشية أمها .. طلع راسه من دريشة السيارة وناداها ..

يعقوب : سمر .. سمر ..

سمر حست إن احد يناديها وإلتفتت .. كان واحد في كروزر أسود كأنها كروزر يعقوب .. وقفت مكانها .. ليما وصل لها يعقوب وتأكد إنها سمر .. وقف سيارته وطلع منها .. عيونها كانت متروسة دموع من الفرحة لأنها لقت أحد من أهلها .. لقت حبيب قلبها .. لكن يعقوب كان معصب على آخره وعيونه يطير منها الشرار والحمق .. وماصبر أكثر ..

يعقوب بصوت عالي : وينج ياسبالة؟! من الظهر وآنه أدورج وإنتي حضرتج تتمشين لي بالسوق بهالمنظر!! شبيقولون الناس لو شافوج ها!! ماتردين!! ولا القطو كل لسانج يام لسان!! مافيج قوة تتكلمين .. تدرين إنج غلطانة .. أوريج .. دواج ..

إنقطع الكلام عند يعقوب لأن سمر طارت من مكانها لعند صدره .. تلمه بكل حزن وخوف وفرحة .. يعقوب نسى العالم والكل من بعد هاللمة .. حس حاله بيطير من الفرحة .. وإن دقات قلبه تضرب مثل طبول الحرب .. سهم ضرب بقلبه وخلاه ينزف دم الراحة والفرحة .. كان وده يبجي بس ضم دموعه بأهدابه وإيدينه على جنبه بإستسلام .. سمر رفعت راسها عن جتف يعقوب بعد النعيم اللي كانت فيه هي لازم تنهي هالحلم الجميل وتعود للواقع المر .. يعقوب مايحبها .. خذت روحها بمسافة عن يعقوب وعيونها بالأرض من الإحراج والخجل .. يعقوب إستغرب .. ليش راحت عني .. أكيد ذكرت حبيبها .. وإنتشر الحزن يغطي كل بقعة السعاده والفرح اللي مرت عليه ..

سمر بصعوبة : آنه .. آسفه .. بس .. كنت خايفة .. إرتحت يوم لقيتك .. ماكان قصدي والله ..

تطالع يعقوب بعيون كلها أسف ورجاء قضت على كل بصيص أمل لمع عنده ..

يعقوب : إنتي تدرين غن اللي سويتيه غلط .. ولا تظنين إنج ماأذيتي أحد بهالحركة ..

وإقترب منها وشدها من شعرها بحنيه وشوية غضب ..

يعقوب : آنه ماقلت لج لاتطالعين أفلام وايد!! إي والله حركات!! تطلعين بره البيت وتخلين الكل يلاحقج!! والله حركات بنات .. يله جدامي على السيارة ..

سمر تضحك على حركات يعقوب ولا تفكر إنها تخليه يترك شعرها .. بس يعقوب حس إن سمر مو من حقه وخلاها .. وسمر تطالعه بإستغراب .. بس إفتكرت اللي يحبها ..

يعقوب : يله ركبي السيارة بنروح البيت ..

طاعته سمر بكل هدوء وركبت السيارة بس يعقوب ظل واقف مكانه وكأنه يبي يستعيد لحظة اللي سمر طارت لصدره وتمنى لو الزمن وقف بذيج اللحظة ..

بوسط الدرب لبيت بوحمدان تذكر يعقوب إن سمر ماتدري عن أبوها .. وأبوها مابيرتاح إلا إذا شاف سمر وتطمن عليها .. لذا قرر إنه يفتح وياها الموضوع .. أخذ جانب ووقف السيارة ..

سمر إستغربت منه : شصاير؟!
يعقوب بكل جدية : سمر آنه بقول لج شي ماحبيت أقوله لج أول ماشفتج .. بس الحين لازم أقول لج ..
سمر خافت وضمت إيديها بقوة وخوف : خير؟!
يعقوب : الخير بويهج .. سمر .. عمي تعب شوي وخذوه المستشفى ..
سمر ماستوعبت : أي عم؟!
يعقوب بهدوء : أبوج .. أبوج تعب عليهم وخذوه الإسعاف للمستشفى ..

سمر إنصدمت .. تبي تتكلم بس الكلام مايطلع منها .. تطالع يعقوب بدون تصديق .. تبي تتكلم لكن الصياح غلبها وتمت تبجي ويعقوب يهديها ..

يعقوب : ماصار إلا الخير بس لأنه اليوم ماخذ حبوب الضغط .. وهو لازم ياخذها من جذي تعب شوي عليهم .. يعني السالفة عادية مثل اللي يصير ويا أمي ..
سمر وهي تشهق من الصياح : عيل ليش خذوه!! خذوه بالإسعاف .. كله مني .. أبوي طاح بسبتي .. كله مني ..

وغطت ويهها بإيدينها تبجي من خاطر وبصوت يقطع القلب ويعقوب حاول يهديها لكن ماسكتت .. وقرر إنه ياخذها المستشفى بعكس تخطيطاته القبلية إنه يقطها البيت .. وطول الدرب للمستشفى وسمر الدموع مافارقت عيونها وهي تذكر أبوها يوم اللي فتح لها باب الغرفة .. حست بالغصة .. حست إن أبوها مابيرد لها من بعد هالطيحة .. وهي راح تكون السبب ..

بالمستشفى الكل كان حزين ويبجي على بوحمدان لأن الدكتور مارد عليهم رد يطمن .. وقال لهم إذا ماطلع من هالحالة بعد 12 ساعة راح تعلن حالته حالة إحتضار .. وأم حمدان أول ماسمعت هالكلام طاحت مغشي عليها .. وحمدان يبجي مثل اليهال على أبوه .. ومشعل ساكت يلوم سمر من داخله على كل المصايب اللي تصير فيهم .. سارة واقفه ويا أمها وأم حمد وحمد وعمها وأبوها يتكلمون مع الدكتور ..

الدكتور : ده عنده جلطة بالقلب لأنه كان مئصر بالدوا .. وهو مريض بلود بريشر يعني كان لازم حد يوئف معاه ويخليه يوازب على الدوا ..
حمد : دكتور .. الحين شنو يعني؟! هو بمرحلة الخطر؟!
الدكتور : يا أستاز أنا مابعرفش أئول لك إيه بس خل إيمانك بالله كبير .. والأعمار بيد ربنا ..
بويعقوب أقرب واحد من الإخوان لبوحمدان : فال الله ولا فالك يادكتور .. إسكت لا تسمعك وحدة من الحريم وتطيح علينا .. أخوي بيقوم إن شاء الله بالسلامة وأحسن من قبل بعد ..
ابوحمد وحمد والدكتور : إن شاء الله ..

بعد شوي دخل يعقوب مع سمر المستشفى وسألو عن ضاري الذري وقالو لهم إنه بقسم الطوارئ .. مشو بسرعة ويعقوب ميود يد سمر لأنها كانت مرعوبة وماتقدر تمشي بنفس سرعته .. وصلو وين ماكانو الأهل واقفين .. وسمر وقفت ووقف معاها يعقوب يطالعها ..

يعقوب : علامج!! سمر كاحنا وصلنا حق عمي .. شفيج وقفتي؟!
سمر ماشالت عيونها عن التجمع اللي للحين مانتبه لقدومهم : أخاف يعقوب .. أخاف لا يقولون لي إن أبوي صار فيه شي .. بموت يعقوب .. والله بموت ..
يعقوب وقف مواجه لها : سمر .. إنتي مو سمر اللي رباها عمي ضاري .. اللي طلعت اقوى من الصبيان كلهم .. إنتي الحين سمر الضعيفة اللي الكل يشفق عليها .. خلج قوية عشان الكل يستقوي من قوتج ..
سمر تطالعه بيأس وتكلمه بصوت مبحوح من البجي : ماقدر يايعقوب .. ماقدر ..
يعقوب بإصرار : بلى تقدرين سمر .. مو عشان أحد .. عشان عمي اللي يحبج واللي مالج أحد غيره .. حتى أمج .. إنتي لازم تحاربين عشان أبوج اللي هو كل شي بالنسبة لج ..

سمر تطالع بعيون يعقوب اللي حست الدنيا كلها فيهم .. وشوي شوي إستقوت على نفسها وتجدمت بالمشي ليما وصلت عند أخوها حمدان اللي من شافها لمها بقوة وهي خارت قواها وإستسلمت للدموع مرة ثانية بس بالسر بحضن أخوها الطيب ..

رفعت راسها : حمدان .. شخبار أبوي؟!
حمدان بصوت كسير : مادري ياسمر .. أبوي ماظنه يقوم ..
سمر بخوف : لا ياحمدان .. أبوي بيقوم .. أبوي بيقوم لاتقول جذي .. تكفى أحلفك بغلا أبوي لاتقول جذي ..

وإبتعدت عنه وراحت لمشعل اللي يطالعها بكل إشمئزاز ..

سمر : مشعل .. وين أمي؟!
مشعل : إن صار شي في أبوي أو أمي من الحين أقول لج .. إنتي السبب فاهمة؟!

سمر بنظرات ترجي تطالع أخوها .. ويه حمد عند مشعل يطالعه بنظرات أكبر من الإشمئزاز ..

حمد : هاذي إختك يالحقير وحالها أردى من حالك ولا تعبرها!! إنت مخلوق من شنو؟!
مشعل مايرد عليه ويكمل كلامه لسمر : طول عمرج كنتي مصدر عذاب وتفكير لأمي ليش إنج البنت الوحيدة بيناتنا .. ياريتج متي ولا كبرتي عشان تعذبين أمي وياج يالـ ..

ماكمل مشعل كلامه لأن يعقوب يه له مثل البرق وطيح فكه ببكس جهنمي وطيح مشعل من مكانه .. مشعل قام له والدم يسيل من حلجه بس ماهتم ورد البكس حق يعقوب .. وقامت الهوشة بيناتهم .. وسمر واقفة بحضن أم حمد متعجبة ومرعوبة ..

حمدان وحمد حاولو يفرقونهم بس ماقدرو عليهم .. هذا يكفخ هذا .. وهذا يرفس ذاك والحالة حالة .. ليما يو لهم رجال الأمن وطلعوهم بره المستشفى .. وإستمرت الهوشة من بيناتهم .. يعقوب تحركه مشاعره وعواطفه ومشعل يطلع حرة مرض أبوه وأمه المغشي عليها لكن مشعل أول من تعب .. طيحه يعقوب وقعد عليه يلكمه وهو مايرد عليه لأنه تعبان حيل ..

يعقوب بصوت بايح من الصراخ : سمر .. تسواك يالخسيس .. وتسوى .. ألف .. منك ..

رفع مشعل اللي هلك من الهواش والدم في كل مكان بويهه راسه وقال : إنت .. فاهم ..

وقطه يعقوب وقام عنه وهو من التعب ريله تنطوي لحالها .. ليما طاح من التعب وهو معرق كأنه طالع من مصارعة .. مظهره ماكان أقل من مظهر مشعل .. حمدان وحمد ودوهم لي داخل المستشفى اللي عالجوهم ونظفو جروحهم من بعد أسوأ ربع ساعة هواش ..

سمر كانت ترتجف بحضن خالتها من البجي والخوف من الهوشة اللي قامت جدامها وأم حمد تهدي فيها .. دخلت لهم النرس اللي كانت ويا أم حمدان بالغرفة ..

النرس : منو هني من عيال المدام؟!
سمر ردت بضعف : آنه بنتها ..
النرس تبتسم بحنان حق سمر : أمج بخير وتوها وعت من الإغماءة .. الحمد لله على سلامتها ..
سمر وهي تبتسم : الله يسلمج .. وينها الحين؟!
النرس : بغرفة الطوارئ رقم ثمانية ..
سمر : شكرا ..
سارة : سمر نطريني بروح وياج..
راحت سمر وسارة لغرفة أم حمدان .. أم حمدان كانت صاحية تبجي على خفيف .. سمر بس وصلت عند الباب وقفت مكانها ..

سارة : شفيج سمر دخلي؟!
سمر : أخاف تطردني من عندها ..
سارة : أفا سمر .. هاذي أمج ولا تقولين عنها جذي ..
سمر بدت تبجي مرة ثانية : آنه السبب في اللي يصير فيها وفي أبوي .. ماسمعتي مشعل!!
سارة : هذا مشعل حسابه ثاني .. إنتي ماعليج منه .. أصلا أمج ماسكتت وهي تسال عنج .. ماعليج منه ..
سمر : صج!! أمي سألت عني!!
سارة تبتسم : إي والله صج ..

سمر مسحت دموعها ودخلت لأمها .. مشت بهدوء وبطء لعند أمها اللي كانت لافة ويهها بعيد عن الباب .. وأول ماوصلت سمر لها إلتفتت لها .. سمر إنتفضت .. أمها كانت تطالعها بلؤم .. سمر ماستحملت وطاحت دموعها ..

سمر : آنه آسفة يمه .. ماكان قصدي .. والله ماكان قصدي ..
نجاة : ...................
سمر خذت فرصة إن أمها ساكتة وكملت : ماكان قصدي اللي قلته لج بذاك اليوم .. كنت معصبة وحطيت حرتي فيج .. آنه أحبج يمه .. أحبج أكثر من الدنيا كلها .. وراحتج وسلامتج((تمسح دموعها)) أهم شي عندي .. حتى من نفسي ..

نجاة تطالع سمر بنظرات باردة كأن سمر ماتعنيها بشي .. كان ودها تحطمها بكلمة وحدة .. بس ماهانت عليها .. تبقى سمر بنتها الوحيدة اللي تعبت في ولادتها .. وهي مالها ذنب إن يت بين الأولاد .. بس ماقدرت تسامحها ..

كل اللي قالته لها : إن صار شي في أبوج حطي في بالج لا آنه أمج ولا إنتي بنتي ((تهجد صوت نجاة من البجي)) إنتي فاهمة؟!

سمر إنصدمت .. فتحت عيونها على الآخر .. حست إنها وحيدة بهالعالم إذا أمها اللي يابتها بتتخللى عنها .. شلون الكل .. إلتفتت وطلعت من الحجرة بعد ماحست إن الدموع جفت في عيونها وماتطلع أكثر ..

في غرفة العلاج بالطابق الأرضي بو يعقوب كان على آخر عصب وهو يناجر مشعل ويعقوب إللي ويوههم إنترست بقع بنفسجية وحمرا .. وخشم مشعل ماوقف نزيفه وهو يطالع يعقوب بكل حقد ويتوعد له داخل قلبه .. ويعقوب تخدر من الزين بس بعد تم يطالع مشعل بنص عيون أو عين وحدة لأن عينه اليسار صارت مثل النفيخة وخبى حلاها .. بس بعد ماوقفه هذا من التحلف في مشعل على طول لسانه على سمر ..

بوحمد : اليهال مايسوون سواتكم إنت وهالفلتان .. أبوك بحالة حرجة ويحتاج للهدوء وراحة البال وإنتو أهم شي عندكم المضارب والتكفخ!!
بوحمد وقف عند يعقوب : تبي طراق على ويهك؟! يعني آنه مستعد أكفخك من اليوم لباجر ..

يعقوب سكت ومارد لأن عمه كان على حق وكل كلمة يقولها صح .. وباين إن يعقوب بيروح فيها يوم من الأيام علشان سمر اللي ماتعبره ..

حمدان وحمد طلعو من الحجرة عشان يطلعون الضحك اللي فيهم وهم يتطنزون على شكل يعقوب ومشعل ..

حمد : ههههههههههههههههههههههههه يعله الخير مشعلو ماقصر في يعقوب ..
حمدان وهو ميت من الضحك : مشعل إلا بريء .. ماشفت ويهه وعليه ههههههههههههههههههههههههه تنتف من الزين يبي له تصليح شهر ..
حمد : هههههههههههههههههههههههه لو سيارة جان تكنسلت ههههههههههههههههههههههه ..
حمدان : إي والله هههههههههههههههههههههههههه جان تكنسلت ..

قعدو يضحكون ليما هدو شوي .. وبعدين رد حمدان حق حمد .. والله إن سارة حصلت فيك كل شي .. وحمد يفكر .. لازم أفاتحه بالموضوع الحين .. وبعدفترة صمت ..

حمد : حمدان ..
حمدان : مايحتاي تقول شي ياحمد ... يعقوب قال لي كل شي .. والشي ينقال لي مرة أرحم لي من إنه ينذكر أكثر من مرة ((يطالع حمد وهو يتبسم بكل ألم)) أهم شي سارة وراحتها .. هي قبل لا تكون أي شي بالنسبة لي هي بنت عمي وبحسبة إختي .. وآنه خلاص.. نسيتها للأبد .. ماعدت أفكر فيها مثل قبل ..

طبعا حمدان كان يجذب على حمد لأن سارة كانت عايشة فيه وفي كل عرق من عروقه .. بس داس على قلبه عشان سعادة حبيبته ..

حمد وهو يبتسم ومنزل راسه الأرض : والله مادري شقول لك ياحمدان ((رفع عينه يطالعه)) أحس نفسي ناقص جدام عقلك ورجاحته .. مثل ماتوفقت آنة ويا سارة إنت بتحصل لك اللي تفرحك وتخليك تعيش أحلى حياة ..
حمدان : مو بس أكيد .. إلا واثق مليون بالمئة .. وأصلا ((وهو يأشر على النرس اللي كانت ويا أمه)) هاذي البنية تبي ترقمني بس مستحية .. أثاري الكرشة غاوية ولادري!!
إثنيناتهم : ههههههههههههههههههههههههههههههههههه ..

وردو داخل الغرفة عند عيال عمهم .. والهواش ..

ناصر قعد طول الوقت يسولف ويا دانة وكان الوقت بيشرد منهم ليما خلص منه ومنها الرصيد كله .. حس بالنشوة كأنه قاعد من أحلى حلم وهو يبوس التلفون .. ولأول مرة حس إنه يحب تلفونه .. وهو يبوس التلفون رن وكانت دانة ..

ناصر : إشتقت لج ..
دانة : هههههههههههههههههههههههههه ماصارت .. توني مسكرة من عندك!! أمداك!!
ناصر بكل جدية حسها بحياته : دانة ماتدرين إني وايد فرحان!! من فرحتي أبي أشقق هدومي بس المستحى ميودني .. آنه مو قادر أحس بنفسي .. كأني طاير في السما .. ماهقيت إني باحبج كل هالحب!! أحبج أحبج أحبج أحبج احبج .. ولو إنها شوية بس صدقيني .. أحبج ..
دانة : وآنه بعد .. أحس قلبي بيطلع من مكانه من كثر الوناسة .. بس خايفة إن كل هذا يختفي .. لدرجة إني أبي أبجي الحين ..
ناصر : لا يا حبيبتي لا تبجين .. خلي البجي لغيرنا .. إحنه لازم نحافظ على بعض .. لأن طرف واحد مايقدر ييود كل شي .. لازم آنه وإنتي نوقف ونتحد عشان حبنا يعيش وينولد ويشوف النور ..
دانة وهي تمسح دموعها : تدري حبيبي .. كلامك كله يشجعني ويخليني أحس بصدقك وياي .. وإن لحياتنا مستقبل مع بعض .. أحبك ناصر .. أحبك ..
ناصر يتدلع : حلفي .. ماصدقج ..
دانة : والله العظيم ملك العرش المقدس رب الكعبة المطهرة اللي أرسل أفضل خلقه محمد ((ص)) إني أحبك ..
ناصر رمى نفسه على السرير وهو يتأوه أكبر آهه : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..
دانة تضحك عليه من الطرف الثاني بس أحد يطق غرفتها : حبيبي آنه بسكر الخط .. أحد يطق باب غرفتي ..
ناصر : أوكي حبيبتي .. لاتبطين علي ..
دانة : إن شاء الله حبيبي .. يله باي ..
ناصر : باي يا أغلى وأحلى حب ..

سكرت دانة الخط لأن أخوها فهد كان اللي يطق باب غرفتها ..

دانة : تفضل ..
فهد : دانوه .. وين التلفون؟!
دانة : كاهو عندي .. كنت أكلم سمر منه ..
فهد : وتلفونج!!
دانة بإرتباك غير واضح : تلفوني صار له إسبوع مو معبى رصيده ولاحد معبرني!!
فهد : باجر آنه أعبيه لج ولا يهمج .. وين التلفون الحين؟!
دانة : ليش تبي التلفون؟!
فهد : عندي موعد على المسنجر شفيج؟!
دانة : للحين ويا البحرينية؟! ((فديتها .. لاحظو إنها بحرينية))
فهد : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآيه عليها والله .. ولو إني شاك فيها بس تدرين .. أحبها .. والله أحبها ..
دانة : ههههههههههههههههههههههههه أحد ضحايا المسنجر ..
فهد : جبي إنتي لا ماكو تعبئة ..
دانة : تكفى تكفى تكفى .. إلا التعبئة ..
فهد : يله باي ..
دانة بإحباط : بايات ..

ناصر كان قاعد يتذكر كل كلمة قالها حق دانة .. ورن تلفونه .. الساعة كانت 12 بالليل .. ناصر حس بالخوف يعم بقلبه ..

ناصر : هلا حمدان ..
حمدان بصوت حزين : هلا نا صر .. ناصر قوم تعال المستشفى بسرعة ..
ناصر : لا مو ياي .. بنتظر سمر .. للحين ماردت ..
حمدان : سمر هني من زمان .. يعقوب لقاها ..
ناصر قلبه يدق بخووف ورعب .. يدري إن أبوه بحالة حرجة : هم ماني ياي ..
حمدان وهو يبجي : تعال ياناصر .. يمكن اليوم يكون آخر يوم نشوف فيه الغالي ((وراح صوت حمدان بالبجي)) ..
ناصر بعصبية : فال الله ولا فالك .. أصلا أبوي بيقوم أحسن من قبل .. يعقوب قال لي ..
حمدان : يله ياناصر تعال .. أمي اللي موصيتني أتصل فيك ..
ناصر : زين .. مسافة الدرب وياي .. حمدان ..
حمدان : هلا؟!
ناصر والكلام مايطلع منه بس طلع جملة وحدة : خل أبوي ينتظرني .. لا يروح وآنه ماشفته ..
حمدان ماصدق اللي قاله أخوه .. علامه ناصر : فال الله ولا فالك ياناصر ..

ناصر سكر الخط وطلع من البيت وهو يفكر في أبوه .. أبوي الغالي .. ياسندنا وسواد شعر أمي الغالية .. يازينتها وزينة عمرنا .. لا تروح عنا .. مستخسرهم .. لا تستخسرني .. تكفى يوبا .. طلبتك آنه ناصر اللي ماترفض لي طلب .. ومسح دموعه لأن الرؤية إنعدمت عنده ..



من مواضيعي :