عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 26/05/2011, 04:40 PM
صورة لـ حسام الحق
حسام الحق
خليــل
 
إليك أرض الكنانة مصر

ما كُنتُ أَحسَبُ أنْ سَيغزُونِي الهَوَى
وَأنَا الَّذي لا أُبتَلَى بِفُؤادِي
كمْ كانَ يَأتِينِي الهوَى في حُلَّةٍ
وَردِيَّةٍ فَأَصُدُّهُ بِعِنادِي
حتَّى رُمِيتُ فَصاحَ بِالحُبِّ الذي
في الصَّدرِ مَصرُوعاً على الأَشْهادِ
أَنا ما خَضَعتُ لأيِّ سِحرٍ هَزَّني
إلاَّ الذي قدْ جاءَ مِنكِ بِلادِي

ماذا فَعلْتِ بِمُهجَتِي يا طِفْلةً
نامَتْ بِقَلبِي وَارْتَوَتْ بِعُيونِي؟
يا وَردةً صَبغَتْ مَحاسِنُها الرُّبَى
فَتنفَّسَتْ مِن حُسْنِها المَكنُونِ
يا مِصْرُ، يا عُصفُورَةً غنَّتْ علَى
أَيْكِي، وخَطَّتْ حُلْمَها بِجَبِينِي
ماذا عَسَاهُ يَقُولُ سُلطانُ الهُدَى
فِي لُجَّةِ الأَشواقِ لِلمَفْتُونِ؟

سَمْراءُ يا مِصْرُ الَّتي مِن أَرضِها
كَحَّلتُ عَينِيَ رَاضِياً بِنَصِيبِي
أنتِ الفُؤادُ فَقَدْ ضَمَمتِ حَبائِبِي
مِن مُقلَتَيكِ يُطِلُّ كُلُّ حَبِيبِ
لا تَعذِلِينِي حِينَ يَدعُونِي الهَوَى
فَأَذوبُ مِن وَجدِي وَطُولِ نَحِيبِي
لاَ يُبتَلَى مِثلِي بِمِثلِ صَبَابَتِي
إلاَّ غَدا في أَهلِهِ كَغَرِيبِ

سَبَّحتُ بِاسْمِ اللهِ حِينَ تَنفَّسَتْ
في المَهدِ نُوراً ثَورَتِي البَيضاءُ
وَدَعَوتُ ألاَّ تَرتَوِي بِدِمائها
أَحلامُنا وَرِياضُنا الغَنَّاءُ
وَرَقَيتُها بالحُبِّ إشْفاقاً، فَلا
سِحرٌ يُدانِيها وَلا إِغْراءُ
وَفَرِحتُ حِينَ تَلألأَتْ وَتضَوَّعَتْ
مِسْكاً وَغَنَّتْ بِاسمِها الجَوزَاءُ

لَبِّي نِداءَ العِشقِ، وافْتَرِشِي دَمِي
حُبًّا، وذُوبِي رِقَّةً بِعُرُوقِي
فَالقَلبُ أَشْعَلَها شُمُوساً لِلوَفَا
في أَضْلُعِي أَلْقَى بِهِنَّ شُرُوقِي
صَدْرِي الشِّراعُ، فَأقْبِلِي وَتَشَبَّثِي


بِيَ، وَارتَقِي في عِزَّةٍ وَسُمُوقِ
إنِّي وَهَبتُ لِنَاظِرَيكِ مَنائِرِي
تُغْنِيكِ عَن نَجمٍ خَبَا وَبُرُوقِ




من مواضيعي :
الرد باقتباس