عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 17/11/2010, 12:29 PM
صورة لـ محب الجنان
محب الجنان
مُجتهـد
 
: لـذة الزناة والزوانـي..هل حقيقة أم خيـال

مــدخــل..

إلـى كل شاب ما زال مصـرّ على الزنا وإلـى كل فتاة ما زالت مصرّة على الزنـا. إلـى كل شاب وفتـاة وقعوا في فاحشة الزنـا، إلى كل شـاب وفتاة يفكـر في الزنـا، وإلـى كل شاب وفتـاة يبحث عـن السعادة والمتعة في الشهوات المحرمة. إلى كـل عفيف صابر وعانى الكثيـر، وربـما راى من يزني فيضعف ثـم يفكر في الحـرام..إلـى كل عفيفة صابرة تعـاني معاناة لا يعلمها إلا الله من عدم تقدم لها أحـد وتخشى الوقوع في الحـرام.

إلـى كل شاب وفتاة يشاهـدوا الصور والأفلام الجنسية لزنـاه وزواني ثـم قلوبـهم تحترق شوقا لفعل الفـاحشة، والعياذ بالله. إلى كـل زوج خان زوجـته، وترك الجسد الطيب وذهب إلى الخبيـث، ترك الحـلال وذهب للحـرام.إلى كـل هؤلاء..نقـدم لكم هذا الموضوع وهـو من أهم المواضيع التي كتبت عن الزنـا وحقيقته وآثاره السلبيـة.فيـه ترهيب أكثر من الترغيـب، ولكن لا ننسى الوعد الربـاني لمن ترك المحرمـات والفواحش.



قال تعـالى ( قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )الزمر 53.

ولا ننسـى التائب من الذنـب كمن لا ذنب له "يعني كأن لا ذنـب له" لأن الله سبحانه وتعالى يبدلـه حسنات بعد التوبة والرجوع إليـه.

مفسـدة الزنى من أعظم المفاسـد/ لمـا كانت مفسدة الزنى مـن أعظم المفاسد وهي منافية لمصلحـة نظام العالم فـي حفظ الأنساب وحماية الفـروج وصيانة الحرمـات. وتوقي ما يوقع أعظـم العداوة والبغـضاء بين النـاس، من إفساد كل منهـم امرأة صاحبه وابنته وأختـه وأمه وفي ذلك خراب العالـم.

كانـت تلي مفسدة القتل فـي الكبر ولهذا قرنـها الله سبحانه بـها في كتابه ورسوله صلـى الله عليه وسلم في سنته كما تقـدم. قـال الإمام أحمـد رحمه الله ( لا أعلـم بعد قتل النفس شيـئاً أعظم من الزنـى. وقـد أكـد الله سبحانه حرمتـه بقوله ( والذيـن لا يدعون مع الله إلها آخـر ولا يقتلون النفس التي حـرم الله إلا بالحق ولا يزنـون ومن يفعل ذلك يلـق أثاماً. يضاعـف له العذاب يوم القيامـة ويخلد فيه مهاناً. إلا من تـاب ) الفرقان 68-70.

فقـرن الزنى بالشرك وقتل النفـس وجعل جزاء ذلك الخلـود في العذاب المضاعـف ما لم يرفع العبد موجـب ذلك بالتوبة والإيـمان والعمل الصالح. وقـال الله تعالى ( وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً ) الإسراء 32. فـأخبر عن فحشـه في نفسه وهو القبيـح الذي قد تناهى قبحه حـتى استقر فحشه في العقـول حتى عند كثيـر من الحيوان.

كمـا ذكر البخاري في صحيـحة عن عمرو بن ميمـون الأودي قـال ( رأيـت في الجاهلية قرداً زنـى بقردة فاجتمـع القرود عليهما فرجموهما حتى ماتـاااا ) ثـم أخبر جل جلاله عـن غايته أنه ساء سبيلا فإنـه سبيل هلكة وبوار وافتقـار في الدنيا وسبيل عذاب وخـزي ونكال في الآخـرة.

وعلـق سبحانه فلاح العبـد على حفظ فرجه منـه فلا سبيل له إلى الفلاح بدونـه.فقـال (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ (7) المؤمنون 1-7.

وهـذا يتضمن ثلاثة أمـور :أن مـن لم يحفظ فرجه لم يكـن من المفلحين وأنه من الملومـين ومن العاديـن ففاته الفـلاح. واستحـق اسم العدوان ووقـع في اللوم فمقاسـاة ألم الشهوة ومعاناتـها أيسر من بعض ذلـك. وأمـر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلـم أن يأمر المؤمنين بغض ابصارهم وحفـظ فروجهم وأن يعلمهـم أنه مشاهد لأعمالهـم مطلع عليهـا ( يعلـم خائنة الأعين ومـا تخفي الصـدور ) غافر 19، ولمـا كان مبدأ ذلـك من قبل البصر جعـل الأمر بغضه مقدماً على حفظ الفـرج.

فـإن الحوادث مبدؤها مـن النظر كما أن معظم النـار من مستصغـر الشرر فتكون نظرة ثـم خطرة ثم خطوة ثم خطيئـة. ولهذا قيـل: من حفظ هـذه الأربعة أحرز دينـه: اللحظات والخطـرات واللفظات والخطـوات.

فينبغـي للعبد أن يكون بواب نفسـه على هذه الأبواب الأربعة يلازم الـرباط على ثغورها فمنهـا يدخل عليه العدو فيجـوس خلال الديار ويتبـر ما علا تتبيـراً.



من مواضيعي :
الرد باقتباس