أيها الإخوة المجاهدون الصابرون من جيش رجال الطريقة النقشبندية : ثقوا ثقةً تامةً لا شك فيها، إنكم من جملة من عناهم وقصدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمنيته المشهورة التي ود وحرص غاية الحرص أن يراكم حين قال : (وددت أن لو أنا رأينا إخواننا) قالوا أولسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال : بل انتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتو بعد..) رواه مسلم.
وها أنتم اليوم تأتون, بل الله يأتي بكم ﴿فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾ ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتطلع لرؤية إخوانه مستبشراً بهم وبأعمالهم؛ يعرفهم غراً محجلين من آثار الوضوء؛ وأنتم بإضافة غرة الوضوء وتحجيله لكم غرةٌ أخرى وتحجيل آخر؛ إلا إنها غرة دماء الجهاد، وتحجيل دماء الجهاد أوسمة، لا تعطى إلا للمخلصين من عباده الصادقين معه في جهادهم الذين في سبيل الله لإعلاء كلمة الله تعالى ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ وفي الحديث الصحيح : (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم يقاتلون في سبيل الله حتى تقوم الساعة وهم على ذلك).