عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 18/04/2011, 11:30 PM
ميتباع الخبر
مُشــارك
 
: الاصدار المائة وواحد وثلاثون للعمليات الجهادية المصورة لجيش رجال الطريقة النقشبندية

ازدواجية المعايير الأمريكية
المجاهد الدكتور حسين العبيدي
لم يعد العالم اليوم كما كان في السابق ،يُظلّم شرقه ولا يعلم غربه مدى الجور والظلم الذي نزل به، او يُحتل جنوبه ولا يعلم شماله مدى الجرائم التي ترتكب فيه باسم نقل التقدم والتطور الى الشعوب الفقيرة والمظلومة كما يزعمون.
فبفضل التقدم العلمي وتقنية المعلومات وخدمات التواصل المختلفة اصبح العالم عبارة عن قرية صغيرة يعرف شرقها ما يدور في غربها ، ويعلم مركزها ما يجري في جنوبها ، عدا ما يحاك للشعوب الفقيرة والمظلومة من مؤامرات ، تارة باسم التقدم والحضارة، وتارة باسم التخليص، وتارة باسم الحرية والديمقراطية كما يزعم الامريكان انهم جاءوا الى العراق من اجلها، فاحتلوا رضه وسماءه ومياهه، وشردوا اهله بالقتل والتهجير وحاولوا تمزيقه وتقسيمه بعد ان افرغوا بعصاباتهم من علمائه ومثقفيه وكوادره الوطنية، هذا هو معيار الديمقراطية الامريكية تجاه شعب العراق وحضارته العظيمة.
لقد سلط الامريكان عملاءهم وجواسيسهم الذين جاءوا بهم من ملاهي واشنطن ولندن وباريس، ولا نقول كما يشير البعض انهم جاءوا على ظهر الدبابة الأمريكية لان من ياتي على ظهر الدبابة يأتي مقاتلا، فهم وبكل بساطة عبارة عن حفنة من الخونة الذين باعوا وطنهم وكرامتهم ورجولتهم ولا نقول ودينهم لان هؤلاء بريئون من الدين والدين منهم براء، مهما ترادوا برادئه او تباكوا على رجاله كذبا لاستجداء العواطف، وجعلهم الامريكان حسب زعمهم حكاما على العراق والعالم كله يعلم ان هؤلاء لا يمكن ان يكونوا حكاما على هذا الشعب العراقي العظيم لانهم محكومين برغبات اسيادهم الامريكان، وفاقد الشيء لا يعطيه.


لقد سخر الامريكان ماكنتهم الاعلامية الكبيرة المتقدمة ليصوروا للعالم انهم جاءوا (كما يزعمون) لتحرير العراق وتخليص شعوب المنطقة من الحكم الشمولي، فوقعوا في المستنقع العراقي، واصطدموا بصخرة المقاومة العراقية الباسلة بكل فصائلها الوطنية والقومية والاسلامية، التي ركّعت امريكا وفككت تحالفاتها على الرغم من الازدواجية التي مارستها امريكا في جانب الاعلام الذي تدّعي انه اعلام(حر ومستقل) الا انه لم يكن يُظهر من فعل المقاومة وخسائر العدو وعلى استحياء إلا ما يتجاوز واحد بالألف، ولم يكن يرشح للعالم الا ما وافق عليه امريكا، ثم ضحكت على نفسها ومن في ركابها بما يسمى بالعملية السياسية في العراق وهنا لا نريد ان نتكلم عن مجلس الحكم وقوانين الحاكم المدني للاحتلال سيء الصيت ولا على الدستور الذي كتب بأيدي صهيونية متطرفة، ولا على الحكومات الهزلية المتعاقبة، وانما نتكلم عن الحكومة الحالية، فبعد ان صورت امريكا للعالم ان ما يسمى بالعملية السياسية هي ممارسة ديمقراطية وشفافة وان الشعب هو الذي خرج في 7 آذار 2010 وانتخب هذه الحكومة وهي تعلم ونحن نعلم ان نسبة المشاركة في ما يسمى بالانتخابات لم تتجاوز نسبة 30% من الشعب العراقي الرافض للاحتلال وكل ما جاء به، ولم تعلن النتائج الا بعد مرور 6 اشهر ولم تتشكل هذه الحكومة الا بعد 9 اشهر، مما يضع على هذه العملية (الشفافة!!!) عشرات علامات الاستفهام، ولو سلّمنا جدلا وعلى افتراض ان هذه الحكومة انتخبها الشعب العراقي، فلماذا تتستر امريكا على جرائم هذه الحكومة بدءاً بسرقات اموال الشعب ومرورا بسوء الخدمات والفقر والبطالة وانتهاءاً بالمعتقلات والسجون السرية وسفك الدماء العراقية بدم بارد؟
ولماذا تسمي امريكا (المتحضرة) من يقاوم الاحتلال وحكومته العميلة في العراق ارهابيا؟ وتسمى من يتمرد على نظام الحكم في بلدان اخرى ثوارا؟ اليست هذه هي الازدواجية بعينها؟ثم اننا نعلم والعالم كله ان العراق لا زال تحت البند السابع والذي يجعل حماية الشعب العراقي من مسؤولية الامم المتحدة، كما ان القوانين الدولية قد جعلت البلد المحتل من مسؤولية قوات الاحتلال، ومع هذا نجد ان الولايات المتحدة الامريكية تطلق العنان لمرتزقة الحكومة العميلة لقتل المتظاهرين المسالمين الذين خرجوا بأيديهم من غير سلاح لا لشيء الا للتعبير عن سخطهم ورفضهم لهذه الحكومة العميلة، مع العلم ان ما يسمى بالدستور العراقي يكفل حق التظاهر للتعبير عن الراي للفرد والجماعات، ومع ذلك سلّط الامريكان مرتزقتهم وعملاءهم واذنابهم لوأد أي تظاهرة بقطع الطرقات واقامة الحواجز وفرض حظر التجوال وغيرها من الاعمال القمعية والتعسفية، وفي بلد اخر ليس ببعيد عن العراق تخرج امريكا ومن اعلى مستويات السلطة وبكل وقاحة لتقول ان على النظام الحاكم في ذلك البلد الاستجابة لمطالب المتظاهرين، او ان الولايات المتحدة الامريكية تدين الاساليب الوحشية في التعامل مع المتظاهرين في البلد الفلاني، بل وتسعى لتأمين الحماية الدولية للمتظاهرين في بلد اخر، فأي منطق هذا واية ازدواجية هذه التي تتعامل بها امريكا مع شعوب المنطقة؟ ام ان امريكا لا زالت متمسكة بالمبدأ الصهيوني الذي يقول اكذب اكذب حتى تصدقك نفسك؟
ان امريكا وكل من يمشي على هواها تدرك جيدا ان الثورة العربية والشباب العربي الثائر طاقة هائلة كامنة اذا تحركت فلا يمكن ايقافها، فهي تعلم ان الشباب العربي يحب الموت دفاعا عن وطنه ومبادئه وقيم الشرف والرجولة، كما يحب قادة البيت الاسود الحياة الدنيئة والشذوذ والديمقراطية المزعومة المنحرفة وأهل الحق اشد حبا وتمسكا بالحق.
اننا ندعو الشباب العربي بشكل عام الى عدم الانجرار وراء المشاريع والسياسات الامريكية، وندعو الشباب العراقي بشكل خاص الى مزيد من الصبر والصمود والمطاولة، والاستمرار بالاعتصامات والمظاهرات حتى نقلع الاحتلال من جذوره ومن معه اذنابه وحكومته العميلة، وعلينا ان نعلم ان فينا نحن الشباب تسترد الامة كرامتها وعزها ومجدها، وفينا من الطاقات والامكانات ما نستطيع به ليس فقط ان نحكم بلدنا وانما نحكم العالم باسره ولسنا بحاجة ان تستورد لنا امريكا من كان يتسكع في ملاهي وحانات واشنطن ولندن وباريس ومنتجعات شرم الشيخ وصلاح الدين وغيرها ليحكم العراق.
تحية للشباب العربي الثائر، وتحية لشباب ثورة العراق، وتحية للماجدة العراقية الرصيد الكبير لشبابنا الثائر، وتحية للشيوخ المساندين لنا في ثورتنا، وتحية للشعب العراقي من اقصى شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه.

من المجلة النقشبندية
العدد : 48




آخر تعديل بواسطة ميتباع الخبر ، 19/04/2011 الساعة 12:00 AM
الرد باقتباس