سبحان الله .. البؤساء يبحثون عن السعادة وعن مفاتيحها السحرية ... والسعداء يبحثون عن حياة أسعد مليئة بالبهجه ... لكن أن يبحث أحد من السعداء على مفاتيح للحزن فهذه من العجائب ..



عندما ينعم الله علينا براحة في الدين والدنيا وسعة في الحياة وسعادة في الأمور فلماذا تكتنفنا إذن مشاعر الشغف بشئ إسمه حزن وبؤس وما الى ذلك من مصطلحات !!


هؤلاء الفلاحين البسطاء ماضون في الحياة بكل سعادة فهم يستيقظون لا يغسل قلوبهم قبل وجوههم سوى خيوط الفجر الاولى وخشوع الصلاة وصياح الديكة وزقزقات العصافير ثم يفطرون على البساطة في صورة حبوب وخبز ويمضون الى حيواناتهم ومزارعهم بيدهم محراث الارض لا يسمعون سوى خرير المياه وخشخشات ورق الاشجار ويستمتعون بشذا الورد الجوري والياسمين الابيض الفواح ..

فأي حزن سيكتنفهم سواءا أدخلت ابنتهم للمدينة للدراسة ام لم تفعل سواءا عمل احد ابناءهم مدرسا ام لم يعمل ..!

هم يتقاسمون الضحكة كما يتقاسمون الرغيف الخشن ويهدي بعضهم بعضا اللبن ولحم الطيور كما يتهادون الزيارات فأي امر سينغصهم اذن !

صدقيني ان السعادة ليست محكورة على جانب التمدن وكثرة الارصفة والاسواق بل في صفاء القلوب ونقاء السريرة تماما كما في هؤلاء الفلاحين البسطاء ..

مني لقلبك تحية اخوية صادقة

أخيك