لنظام السوري بقتل المتظاهرين السلميين

اصدقائي الاعزاء

لا أستطيع أن أزيح هذه الصورة من مخيلتي، شاب سوري من المتظاهرين، يدخل إلى المستشفى بسبب إصابة تعرض لها في رجله، ليخرج منها جثة هامدة بسبب رصاصة في رأسه. لا أستطيع نسيان بكاء عائلته وهم يصفون كيف أعادت السلطات إليهم جثة ولدهم حيث ختموا حديثهم بالقول :"ما من مكان آمن في سوريا بعد الآن، حتى المستشفيات لم تعد آمنة."

لقد تحدثت على مدى ستة أشهر خلت مع عدد من الناجين الذين تعرضوا للتعذيب والإعتداء الجسدي المهين، كما أني فقدت بعضا من أصدقائي المقربين، الذين كانوا ناشطين بشكل سلمي في مجال حقوق الإنسان. ولكن الآن الضغوط تتزايد في المنطقة، وهناك شيء يمكننا جميعا فعله لإنهاء الرعب الحاصل داخل المستشفيات في سوريا ألا وهو الضغط بشكل عاجل في سبيل اقناع الداعم الرئيسي للنظام السوري والذي يزودهم بالأسلحة، أي الحكومة الروسية، لوقف عرقلتها لأي تحرك دولي في اتجاه مساعدة الأبرياء الذين يقتلون أينما كان في سوريا.

حتى الآن لم يستطع أحد ثني روسيا عن تزويدها النظام السوري بالأسلحة التي يرتكب بها كل هذه الفظائع، ولكن إذا انضممت لنا الآن معاً نستطيع تغيير ذلك. الحكومة التركية وقادة الجامعة العربية يملكون نفوذا كبيرا في روسيا، كما أنهم يشعرون بقلق كبير حيال العنف الحاصل في سوريا، لذا فلنتقدم جميعنا بالطلب منهم بتقديم المساعدة في الضغط على روسيا لوقف دعمها لنظام الأسد الوحشي. وقع على العريضة العاجلة، الموجهة إلى جامعة الدول العربية والحكومة التركية والتي سأقوم بتسليمها إلى جامعة الدول العربية والخارجية التركية خلال هذا الأسبوع :

لقد قتل مالايقل عن 5500 شخص في سوريا خلال هذه الأشهر الستة، وهو ما يعادل أربع أضعاف عدد ضحايا المجزرة التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة خلال الحرب التي شنتها اسرائيل على القطاع في أواخر العام 2008. وحسبما أفاد عدد من العاملين في المستشفيات وعدد آخر من الناشطين داخل سوريا لآفاز، أن القوى الأمنية في سوريا تستعمل المستشفيات وسيارات الإسعاف التابعة لمنظمة الهلال الأحمر، في اعتقال وتصفية وتعذيب العشرات من المتظاهرين السوريين المطالبين بالتغير الديمقراطي، عدا عن اعتقالهم لعدد من الأطباء بسبب تقديمهم المساعدة الطبية للجرحى، في انتهاك فاضح للقانون الدولي.

ومن المخزي أن روسيا استعملت حق النقض (الفيتو)، قبل أسبوعين، في مجلس الأمن الدولي معرقلة بذلك تحركا دوليا لوقف المذابح التي يرتكبها النظام السوري بحق الأبرياء، وفي نفس الوقت قامت بتسليم شحنة أسلحة عالية القدرة إلى هؤلاء المجرمين.

ولكن الضغوط تتزايد الآن على نظام الأسد، عقوبات اقتصادية جعلت جيشه يعاني من نقص في الموارد كما أن الرأي العام العربي المتضامن مع مطالب الشعب السوري قد أجبر قادته على إعطاء النظام السوري مهلة أسبوعين من أجل اللقاء مع قادة المعارضة السورية المعترف بها. الأن وجنبا إلى جنب نستطيع ان ندفع جامعة الدول العربية، وبعض البلدان الرئيسية كتركيا (جارة سوريا و صاحبة قوة اقليمية صاعدة). وألمانيا التي تعد ثاني أكبر شريك تجاري لروسيا، عدا عن أنها الوسيط التقليدي لها لنرجح كفة الميزان بعيدا عن الإستمرار في سفك المزيد من دماء الأبرياء.

دعونا نرفع صوتنا لنجبر كل من جامعة الدول العربية والحكومة التركية، أن تغير مسارها بحيث يصبحون بمثابة الأبطال للسوريين الحالمين بالتغيير الديمقراطي في سوريا. إن وتيرة الغضب من الوحشية التي يواجه بها النظام السوري المتظاهرين السلمين، آخذة في الإزدياد في المنطقة. يمكن لدفعة قوية من كل واحد منا أن تجعل حكومات الدول الرئيسية تمارس المزيد من الضغط على روسيا من أجل حثها على وقف الدعم الهائل الذي تقدمه للنظام السوري. وقع على العريضة الآن، حيث سنقوم بتسليمها إلى وزارات الخارجية خلال هذا الأسبوع :

في وقت أصاب فيه اليأس بعض الحكومات حول ما يمكن فعله ، يقوم أعضاء آفاز بفارق حقيقي في سوريا، لقد ساعدنا بقوة في اتجاه اقرار العقوبات المتعلقة باستيراد النفط من النظام السوري والتي كانت تمول حملة القمع الدموية التي يشنها الأسد بحق شعبه. لقد كسرنا الصمت الإعلامي، وعملنا جاهدين على توثيق حالات الإختفاء وغيرها من الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري فاضحين بذلك الأكاذيب التي يلفقها النظام. دعونا نحافظ على شعلة الأمل متقدة لتنير الدرب نحو التغير الديمقراطي السلمي في سوريا.

حملات عالمية تضم 10 ملايين شخصا وتعمل على ضمان ان وجهات نظر وقيم الناس في العالم تشكل عملية صنع القرار العالمي. (كلمة آفاز تعني الصوت او الأغنية في عدة لغات) ويعيش أعضاء آفاز في كل أنحاء العالم وينتشر فريقنا في 13 بلدا في 4 قارات ويستعمل 14 لغة. تعرف على أكبر حملات قامت بها آفاز هنا، او تابعنا على الفيس بوك او التويتر .

تقوم فرق الموت التابعة للنظام السوري بقتل المتظاهرين السلميين على أسرة المستشفيات، في الوقت الذي تقوم فيه روسيا بتسليح هذا النظام، وعرقلة أي قرار دولي من شأنه وقف المجزرة المستمرة بحق الشعب السوري. واذا ما قمنا اليوم برفع صوتنا عاليا، فسوف نتمكن من إقناع الدولة التركية وجامعة الدول العربية على استخدام نفوذهم في اتجاه الضغط على روسيا كي توقف دعمها لهذا النظام القاتل. وقع على العريضة العاجلة الآن وأخبر الجميع عنها.