عمانيات

عمانيات (https://www.omaniyat.net/vb/index.php)
-   إسلاميات (https://www.omaniyat.net/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   أعمال القلوب (https://www.omaniyat.net/vb/showthread.php?t=4298)

amouaden1 25/03/2006 06:53 PM

أعمال القلوب
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
1- هل للقلوب أعمال مثل بقية الجوارح ؟
أجل , للقلوب أعمال . قال تعالى في سورة الحج الآية 32: ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى القلوب. وهي أعمال باطنية
ومثلها مثل أعمال الجوارح في الإنسان كما تشير إليه الآية 195 من سورة البقرة , في قوله تعالى : أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُواْ شُرَكَاءكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ . وهي أعمال ظاهرية .
2 - ما هي أعمال القلوب ؟
أعمال القلوب التي هي من الباطن , منها ما هو واجب على جميع الخلق المأمورين في الأصل , كمحبة الله ورسوله , والتوكل عليه , وإخلاص الدين له , والشكر له , والصبر على حكمه , والخوف منه , والرجاء له , وما يتبع ذلك كالعدل بين العباد , ومنها ما محرم كالحسد والحقد والكبر والرياء والنفاق والشرك ووووو
3 - ما هي أهمية أعمال القلب ؟
إذا علم تبعية أعمال الجوارح لأعمال القلب واقترانها بها وتلازمها معها , تأكدت حينها أهمية الأعمال القلبية على أعمال الجوارح . والى ذلك يشير الحديث الشريف : ألا وان في الجسد مضغة , إذا صلح صلح الجسد كله , وإذا فسد فسد الجسد كله . ألا وهي القلب . فأعمال القلوب التي هي من أصول الإيمان وقواعد الدين , توجه عمل الجوارح وتحركها نحو العمل الصالح , كما أن القلوب المريضة المغلوبة بوسوسة الشيطان , فإنها توجه عمل الجوارح وتحركها في اتجاه الشر . لأجل ذلك يكون الناس في أعمالهم القلبية على ثلاث درجات : ظلم لنفيه , ومقتصد , وسابق بالخيرات . قال تعالى في سورة الحج , الآية 46 : ...فإنها لا تعمى الأبصار وإنما تعمى القلوب التي في الصدور .
4 - هل نحن محاسبون بأعمال القلوب ؟
يقول عز وجل في سورة البقرة , الآية 248 : وان تبدوا ما بأنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله . حسب ظاهر الآية أنه تعالى يحاسب العباد على نواياهم كأعمال قلبية باطنية , فضلا عن أعمال الجوارح الظاهرة . فقال المعتزلة ومن سار سيرهم بأنه لا ينفع مع المعصية إيمان , مطلق المعصية بالقلب أم بالجوارح . وكان دليلهم من الكتاب قوله تعالى في سورة الإسراء , الآية 36 : ولا تقف ما ليس لك به علم , إن السمع والبصر والفؤاد , كل أولئك كان عنه مسؤولا , ومن السنة , الحديث المعروف :إنما الأعمال بالنيات ....الخ .
أما أهل السنة والجماعة فقد فسروا الآيات نفسها بالحديث المأثور عن الرسول صلوات الله وسلامه عليه , حيث يقول : إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به نفسها , ما لم تكلم أو تعمل به , فترجمة النية إلى واقع , والخروج بأعمال القلب المريض إلى حيز التطبيق, إنما هو إصرار على عمل المعصية المستوجبة للعقاب من رب العالمين , والحال استثناء بالنسبة لمن حدثته نفسه سوءا لكنه منعه خوفه من عقاب الله من التنفيذ والتطبيق .
5 - هل أخذت أعمال القلوب حقها من اهتمام العلماء والمسلمين إجمالا ؟
حظي الموضوع باهتمام دقيق من قبل علماء التفسير بداية في السابق واللاحق . أضيف إلى ما ذكره الاخوة في مشاركتهم العلامة الجليل , والموسوعة الفذ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ونفعنا بما علمه الله . فمن أراد التوسع والزيادة عليه بمجموع فتاواه – كتاب علم السلوك – المجلد العاشر .
كان السلف الصالح حريصين على التأسي والاقتداء بالرسول العظيم صلى الله عليه وسلم في السر والعلن , يجتهدون - كل حسب موقعه من العلم والعمل - في تمثل أخلاقه التي مدحه بها رب العزة : وانك لعلى خلق عظيم . وصفاته التي قالت عنها عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها : كأنه القرآن يمشي على الأرض . وفي عالم اليوم تستحوذ على نفوس المسلمين عموما هموم الدنيا وزينتها . فالجهل بحقيقة الدين وجوهره , أضعف عمق الإيمان وقلص القيم وأسلم إلى البدع وأوقع الناس في الشبهات والمحذورات . فلا ترى من أعمال القلـــوب إلا ما يستعاذ بالله منه , ولا حول ولا قوة إلا بالله . ولا مخرج للناس مما هم عليه إلا بتزكية القلوب بما يرضي الله ورسوله .
6 - كيف ننمي أعمال القلوب عندنا حتى يرضى الله علينا ؟
بتطهير النفس من الداخل وتزكيتها من الباطن قبل الخارج . فمتى صلحت أعمال القلب صلحت معه أعمال الجوارح , وتطابق الباطن والظاهر . الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ الرعد(2 . أما عن أنسب آلية للعمل التي تحقق التزكية فهي إجمالا:
1- أسلمة مناهج التربية والتعليم والتكوين , انطلاقا من دور الأسرة إلي المدرسة إلى الجماعة .
2- تنزيل القيم الإسلامية عبادات وأخلاق ومعاملات على واقع المسلمين في علاقتهم بربهم وبأنفسهم وغيرهم .
أقتصر علو ما ذكر, واسأل الله الهداية والسداد والخير للبلاد والعباد . آمين .

الخليفي 25/03/2006 08:46 PM

amouaden1

جزاك الله خير الجزاء

وجعله في ميزان حسناتك

اللهم آمين

بارك الله فيك

فمان الله

مأمون 25/03/2006 08:57 PM

جزأك الله الخير أخي
والله يعطيك العافية

فارس بلا جواد 26/03/2006 02:44 AM

الله يعطيك العافية

الموضوع مرة كشخة

وبارك الله فيك


وكثر من امثالك


واشكرك على الموضوع

روح الليل 26/03/2006 04:17 PM

بارك الله فيك
على الموضوع القيم
وننتظر جديدك
واهلا بك فرد في عائلة
عمانيات المحبة ...

بحر السلام 27/03/2006 07:12 AM

. الا بذكر الله تطمئن القلوب ..
اشكرك اخي الكريم على الموضوع الجميل .
واسال الله ان يجزيك خير الجزاء وان يكون في ميزان حسناتك
وفقك الله وجعلك من الفائزين في الدنيا والاخره ..


الساعة الآن: 10:36 AM

vBulletin ©2000 - 2024